بيروت | Clouds 28.7 c

المثالثة تحكم العراق وسورية وقريباً لبنان !!/ بقلم حسن صبرا


المثالثة تحكم العراق وسورية وقريباً لبنان !!/ بقلم حسن صبرا

الشراع 10 حزيران 2024

 


رسم الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 , تفتيت هذا البلد الاساس في المشرق العربي بين القوى التي ارتضت تقديم مصالحها الحزبية والشخصية والمذهبية والعرقية على حساب العراق كوطن ودولة ومجتمع …وتم هذا في مؤتمر لندن ، عام 2002 حيث اخرجت بريطانيا كل أحقادها ضد العرب المخزنة منذ ثورة الشريف حسين لتفتيت الجزيرة العربية، إلى وعد بلفور لتسليم فلسطين إلى الحركة الصهيونية ، وصولاً إلى تفتيت بلاد الرافدين بين سنة وشيعة واكراد …وقد قدمها العقل التفتيتي الإنجليزي .. للتوحش الاميركي الفارغ من اي مشاعر انسانية منذ كانت اميركا …وهكذا سقط العراق في مثالثة توزعت بين أميركا وايران وإسرائيل.. فسقطت دولة العراق وعاشت الفصائل العراقية التي تناتشت بلاد الرافدين..وسقطت حضارة بابل وانتعش رذاذ التراب على وجوه السيدات.
وسقطت سورية بدعم ثلاثي  - روسي .إسرائيلي - إيراني في مثالثة بين العصبية العلوية المذهبية التي تبايع ولاية الفقيه في ايران عبر ما يسمى سورية المفيدة ، وبين العروبة الموؤدة المهجرة بين لبنان وتركيا والأردن وبلاد الله الواسعة ، وبين المصالح الكردية حيث النفط والقمح والماء.
… وهكذا 
بعد المثالثة في العراق وسورية ،يسهل فرض المثالثة على لبنان بين سنة وشيعة ومسيحيين ، سيكون للأرثوذكس مكانة مميزة بين المسيحيين ، بدعم روسي يستلحق نفسه على الطريقة الإنجليزية ، ليحضن الأرثوذوكس في سورية في مشروعه المشترك مع إسرائيل ، التي ستحد من الكرملين دعماً لمشروعات في حال الاقليات وسيأكل الأرثوذوكس  من حصة الموارنة الذين أنزلت عليهم  لعنات الثنائيات منذ الأربعينات لتجعلهم حركات "سادت ثم بادت "
اين بشارة الخوري ؟ اين فؤاد شهاب ؟ اين كميل شمعون ؟ ابن بشير الجميل ؟ وسيكتب التاريخ ان ابادة الموارنة سياسياً تمت على ايدي ميشال عون وصهره الصغير … حيث ما زال اتباع عون يلحسون المبرد متلذذين بدمائهم فرحين !!، وهم صنعوا بوعي كامل وتباه غافل .. آخر ثنائية لهم مع القوات - عون وصهره الصغير .. ولا يظنن احد ان لديه ترف الوقت لنشوء ثنائية جديدة .. فآخرابداعات الثقافة السياسية المارونية في لبنان ، هي إنجابها ميشال عون وصهره الصغير في مواجهة كل المسيحيين .. نعم كل المسيحيين في لبنان !!
كانت المعادلة سابقاًقائمة على ان لبنان يظل واحداً طالما سورية واحدة ، وكانت مثالثة العراق مدخلاً للمثالثة في سورية … اذن اصبح الطريق مشرعاً للمثالثة  في لبنان … ومن يسخر الإن من الفدرالية ،سيسخر على نفسه عندما يجد الا منقذ له ولطموحه بوحدة لبنان إلا المثالثة ..
المثالثة في العراق ذبحت المسيحيين ، وقد كشفنا في مقال سابق انه من اصل وجود 200 الف عراقي مسيحي في الموصل ،لم تبق سوى 50 عائلة .
والكارثة بدأت في الاحتلال الاميركي ،وصولاً إلى المثالثة بين سنة وشيعة واكراد.
اما في لبنان فإن إفراغه من المسيحيين بدأ مع حروب ميشال عون ضد المسيحيين ،من اجل ان يحمل لقب فخامة الرئيس .. والمثالثة التي بدأها عون ضد المسيحيين ، لن تبقي لصهره الصغير مكاناً في اصغر كانتون مسيحي في فدرالية صنعها عمه بيديه ، وبالكاد يصبح منافساً على موقع رئيس بلدية في البترون !!
والوطني اللبناني إذا بقي له طموح في بقاء وطنه لبنان دولة واحدة ..عليه ان ينظر إلى استعادة وحدة العراق.. وأمل بأن تفشل المثالثة في سورية … ليظل لبنان وطناً واحداً تنظمه المثالثة المؤقتة … حيث الآتي اعظم !!فربما تنشأ في غزة بعد انتهاء العدوان الصهيوني على القطاع ، الحاجة إلى مثالثة بين المقاومة والسلطة وقوى قديمة - جديدة يجري نفض الغبار عنها في خضم الدمار والإبادة ، لتكون " منقذا"!!
إلى رحمة الله سايكس - بيكو .
الفاتحة