بيروت | Clouds 28.7 c

أهمية كلمة (ثلاثة) لدى الفلسطيني سابقاً وحاضراً/ الإعلامي احمد حازم

 

أهمية كلمة (ثلاثة) لدى الفلسطيني سابقاً وحاضراً/ الإعلامي احمد حازم

الشراع 4 حزيران 2024

 

قد يكون الرقم 3 رقما عاديا في الأرقام التي نعرفها لكنهذا الرقم الذي تتكون منه كلمة (ثلاثة) بالنسبة للفلسطيني يحمل أهمية مميزة، وله دلالات هامة. تاريخيا وبالتحديد بعد هزيمة العرب في حرب الأيام الستة في شهر يونيو/ حزيران عام 1967 حيث انعقدت القمة العربية في الخرطوم وخرج الينا بني يعرب باللاءات الثلاث. " لا اعتراف، لا صلح، لا مفاوضات".

لكن هذه اللاءات فقدت قيمتها مع مرور الزمن وتغير مضمونها الى عكسه تماما: " اعتراف، تفاوض وصلح"بدأته مصر السادات في العام 1978 وتلاها الأردن بعد في العام 1993 وبعدها لحقت بهما الامارات والبحرين في اتفاقات ابراهام  عام 2020  .  

يوجد رقم 3 آخر مرً على الفلسطينيين في لبنان.فالثلاثي المسيحي اليميني في لبنان (سابقا) والذي كان يتكون من القادة " كميل شمعون، بيار الجميل وريمون إده، رؤساء أهم وأكبر الأحزاب اللبنانية في السبعينيات أيام الحرب الأهلية اللبنانية، كان هدفها القضاء على الوجود الفلسطيني في لبنان.

لكن هناك ثلاثي آخر غير عربي، يقف مع الفلسطيني بشكل عام وضد الحرب على غزة بشكل خاص. هذا الثلاثي يتكون من ثلاث دول أوروبية النرويج، اسبانيا وايرلندا حيث أقدمت هذه الدول مؤخرا على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود ما قبل السابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

قرار هذه الدول الأوروبية الثلاث، اثنتان منها عضوتان في الاتحاد الأوروبي (إسبانيا وأيرلندا) يشجع بدون شك دولًا أخرى على الانضمام إليها، وترى أن هذه الخطوة تحمل أهمية رمزية كبيرة. ولم يأت اعتراف اسبانيا والترويج بدولة فلسطين من فراغ. فهاتان الدولتان سبق لهما وساهما في عملية إحلال السلام في الشرق الأوسط. فقد استضافت العاصمة الاسبانية مدريد مؤتمرًا للسلام في عام 1991 كما ان النرويج جرى فيها اتفاقيات أوسلو في عام 1993. 

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، كان في منتهى الصراحة عندما افهم إسرائيل ان الاعتراف بدولة فلسطين خطوة تاريخية تتيح تحقيق السلام وأن المسار الوحيد للسلام هو حل الدولتين. ومن الطبيعي ان يثير هذا الاعتراف بدولة فلسطين غضب إسرائيل. لفقد اعلن وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش عن ستة إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية لمواجهة سعيها لإقامة دولة أحادية الجانب، ولحملتها القانونية ضد إسرائيل. ومن بين هذه النقاط المصادقة على بناء ثلاث مستوطنات جديدة كلما اعترفت دولة جديدة بفلسطين.

أما وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس فقد اتهم عبر حسابه على منصة "إكس"، رئيس الوزراء الإسباني، بالتواطؤ في "التحريض على إبادة اليهود." حتى ان نائبة رئيس الوزراء، يولاندا دياز، طالتها  اتهامات كاتس، حيث  شبهها بالمرشد الأعلى لإيران علي خامنئي، حسب ما نقلت وكالة فرانس برسالفرنسية. يبدو ان كاتس نسي ان يسميها "آية الله يولاندا"

وأخيراً...

أعجبني قول رئيس وزراء أيرلندا سيمون هاريس في كلمة له حول اعتراف بلده بدولة فلسطين:" تعلّمنا من تاريخنا أن الاعتراف بحقّ الشعوب في الحرية خطوة رمزية لدعم نضال الشعوب  وهذا ما نقوم به اليوم، انطلاقاً من إيماننا أن السلام الدائم يبنى على إرادة حرّة لشعب حر"