بيروت | Clouds 28.7 c

عون يصدر مذكرة جلب للحريري


مجلة الشراع 18 آذار 2021
هل استفاد ميشال عون من حجز التشكيلات القضائية في جارور مكتبه في القصر الحريري ليستعير منها احد مفردات القضاء بإصدار مذكرة جلب لسعد الحريري الى القصر الجمهوري حيث يختطف قراراً هو الاكثر ندرة لمجلس اعلى للقضاء في لبنان  
    ونريد ان نلفت نظر عون ان هذا الاسلوب في مخاطبة الرئيس الفعلي للسلطة التنفيذية اي رئيس الحكومة ولو انه ما زال مكلفاً هو تقليد من دون اذن لرئيس اميركي صار سابقاً اسمه دونالد ترامب ، الذي كان يخرج اهم مسؤولي ادارته بتغريدة فيعفيه ، وفي النهاية خرج هو من البيت الابيض بعد ان كاد يدخل بلاده في حرب اهلية ما زالت تخيم من بعيد فوقها 
   ستة عشر لقاءمباشراً بين عون والحريري خلال اربعة اشهر لم تزحزح اي منهما عن موقفه فهل يمكن ان يزحزحه لقاء كان يمكن ترتيبه عبر الزووم بدل المصاريف التي باتت عزيزة جداً في زمنه ؟ 
 غير ان الفكاهة ليست في ان يقلد عون ترامب في الاسلوب وهو كاد ان يدخل اميركا في حرب اهلية .. بل في ان يقتنع عون انه فعلاً العهد القوي وقد بهدل مصطلح القوي حتى بات هو والتفاهة سيان ( نقصد المصطلح ) 
  الاخطر والاكثر جدية هو ما يرشح من كلام عون من تهديد يلي رفض الحريري المنطقي لمذكرة جلب الحريري له 
الاخطر ان لدى عون خرق جديد للدستور يطيح به كل ما جاء في الطائف من ناحية تنظيم عمل السلطة التنفيذية التي حصرت في مجلس الوزراء ورئيسه حتى ان رئيس الجمهورية ليس له الا ان يرأسه ... اذا حضر ..
 عون اشترى جلد الدب قبل ان يصيده ! كيف ؟ اطلق على عهده عبر صهره الصغير صفة القوي بوهم ان عون سيكون هو الرئيس الذي كان قبل الطائف .. وهو يتوهم انه هكذا يعيد حقوق المسيحيين الذين فقدوا حضورهم البشري بنسبة النصف منذ ان قرر عون ان يكون رئيساً للجمهورية.. وفي برقيته التي جعلت اطلالته لإرسالها تقابل بأعلى نسبة تقريق وسخرية بدا انه يريد ان يستعير ممن تبقى من المسيحيين تأييداً يعجز العالم عن ملاحظة ذوبانه لكثرة سرعته
عون لا يصدر مذكرة جلب لإهانة الحريري فقط بل لفتح معركة انكار جديدة تضاف الى معاركه التي ما ربح في تاريخه السياسي المستمر منذ 33 سنة اي منها الا تلك التي خسرها لبنان كله .. وانظروا حال لبنان منذ ان جاء الشخص رئيساً
    عون لا يشعل معركة في السلطة التنفيذية فقط .. بل هو يمد الحريق الى قلب المجلس النيابي فقط تحت وهم وزعم انه يضعه امام مسؤوليته ! كيف ؟ بالزعم ان على المجلس النيابي الذي كلفت اغلبية منه الحريري تشكيل الحكومةًمنذ اكثر من اربعة اشهر مطالب بأن يسحب التكليف منه ليجري عون استشارات نيابية جديدة يتوهم فيها انه سيأتي بأحد الامعات من السنة رئيساً للحكومة وها هو المخزومي من بيت ستي ( عون ) الى بيت جدي ( باسيل ) 
  عون يفترض بإنكاره الجديد انه سيخلق مشكلة بين بري وبين الحريري اي بين السنة وبين الشيعة وهو يعرف ان حزب الله لن يتخلى عن بري الذي يعتبره عون خصمه الحقيقي ( تذكروا انه بينما انتحر الحريري حين ارتكب جريمة انتخاب عون رئيساً ، فإن بري لم يكتف بإبلاغ عون انه لم ينتخبه بل وكاد يخرجه عن اعصابه حين اعيد الفرز الملغوم عدة مرات لولا ان كمية الحبوب المهدئة التي اعطيت لعون مكنته من التحكم بأعصابه ! 
  تعالوا الى الاهم 
منذ ان اعلن في الاعلام ان موسكو ستستضيف وفداً من حزب الله خرجت تحليلات واستنتاجات بان روسيا ستطلب من الحزب تسهيل تشكيل الحكومةبالضغط على عون المتمسك بدور اساسي لصهره الصغير ليقفز منه الى وراثته في قصر بعبدا ! فهل جاءت تغريدة عون المصورة رداً على هذه الاستنتاجات ؟
  من عون تنتظرون كل غريب 
اما ان الحريري سيتوجه للقاء عون ليتفق معه فهذا التخيل كان يمكن ان ينطبق على الحريري القديم ! 
الحريري الذي يريده الناس هو الصامد حتى الآن 

 

الوسوم