مصادفة التوتر في ليبيا وتسريب فكرة تهجير الفلسطينيين ام خريطة طريق؟؟!
بمناسبة عقد مؤتمره حوله بطلب من السيسي هذه هي أفكار شحرور للاصلاح الديني /كتب: حسن صبرا
بمناسبة عقد مؤتمره حوله بطلب من السيسي
هذه هي أفكار شحرور للاصلاح الديني
كتب: حسن صبرا
مجلة الشراع 7 شباط 2020 العدد 1937
- *رسالة النبي محمد أنهت عصر القرى وبدأت عصر المدن أنهت الأحادية وبدأت التعددية
- *رسالة محمد ختمت التشريع الإلهي وبدأت التشريع الانساني
- *الرسالة المحمدية مطبقة في معظم مجالس نواب الدنيا.. بدءاً من الكونغرس الاميركي
- *انا لا أومن بالفتوى.. بعد رسالة محمد التشريع للانسان
- *في الرسالة المحمدية أقر الله بالمِلَل
- *القرآن أخبر النبي العربي ان أتباعك لن يكونوا أغلبية في هذا الكون
- *هذا هو تفسير آية ((وللذكر مثل حظ الانثيين))
- *المجتمعات الدينية مجتمعات متخلفة.. هذا هو شرح ذلك
- *لا وجود لرجال دين في الاسلام.. لأن الله ألغى الواسطة بينه وبين العباد
- *ما يمارس الآن من مسائل دينية دوّن في العصر الأموي وصيغ في العصر العباسي.. ولأسباب سياسية
- *أخذ الفقهاء كلام الانجيل: قال الرب وقال يسوع ونقلوه الى الاسلام: قال الله وقال الرسول
- *المصحف لا علاقة له بالفقه
- *القرآن فقط هو مصدر التشريع والرسول لم يشرح سوى 30 آية من أصل 6232 آية
- *الفقهاء ثبتوا طرق حياة أهل الجزيرة العربية في طعامهم وملابسهم وعاداتهم وتقاليدهم.. واعتبروها ديناً وهذه هي الكارثة
- *المسلمون تركوا عشر آيات عن الوصية وتمسكوا بثلاث آيات عن الارث
- *المصطلحات الاسلامية وضعت في العصرين الأموي والعباسي كي تتناسب مع ثقافة هاتين الامبراطوريتين وحكامهما
- *النبي كان رئيساً مدنياً وهو يشرع ويقيد المطلق ويطلق المقيد.. الكونغرس الاميركي يمنع ويسمح والنبي محمد كان كذلك يمنع ويسمح.. وهذا ليس وحياً
- *كل المسلمين يعيشون خدعة كبرى اسمها بني الاسلام على خمس وهذه هي الأسباب
- *وصلنا الى هذه الحالة لأن المسلمين توارثوا كل شيء من كتب الحديث وأداروا ظهورهم للقرآن
- *في الحديث يمكن ان يزوروا أما في القرآن فيستحيل التزييف
- *تم ربط المسجد بالسلطة كما تم ربط الكنيسة بالسلطة ولا حل الا بحل هذا الربط
بمناسبة انعقاد مؤتمر في جامعة القاهرة في القاعة التي تحمل اسم جمال عبدالناصر، حول تجديد الفكر الديني والاصلاح الديني، وهي فكرة طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ سنوات، ولم يتم البحث فيها سابقاً على الرغم من ان الرئيس السيسي طلب من الأزهر البدء بها..
تنشر ((الشراع)) هذه المقولات للمفكر الاسلامي د. محمد شحرور الذي رحل عن عالمنا في 21 – 12- 2019، وفيها يجيب شحرور مذيع محطة ((الحرة)) في واشنطن سيد يوسف على أسئلة متنوعة حول العديد من القضايا التي يختلف فيها مسلمون عن العالم، يرفضونه يكفرونه، بل ويكفرون بعضهم..
ولأننا لا نملك ان نطلب من الداعين الى هذا المؤتمر الذي كلف أمين عام جامعة الدول العربية السابق عمرو موسى بإدارته بمشاركة مفكرين مستنيرين بحجم الراحل الكبير د. شحرور، فإننا نملك ان نقول ما قلناه لمفتي مصر الشيخ شوقي علام في جلسة عند سفير لبنان السابق في القاهرة أثناء زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان لمصر.
قلنا للمفتي وقد جاورته في كرسي بعد كرسيه:
-الرئيس السيسي دعاكم الى الاصلاح الديني وكلف الأزهر القيام بهذا الاصلاح.. وأنا في رأيي ان الأزهر لا يمكن ان يقوم بهذه المهمة.. بل لا يمكن ان يقوم بها وحده.
نظر الي الرجل نظرة تعجب قائلاً:
-ومن هو المهيأ غير الأزهر لهذه المسؤولية؟
-أجبته: مولانا لا يمكن لرجال الأزهر الذين يدرسون في كتب منذ عشرات السنين، وهم أنفسهم يدرسونها لطلبتهم منذ عشرات السنين، ان يناقضوا او ان يصلحوا ما درسوه هم وما يدرسونه.
قاطعني بقوله شبه غاضب:
-وهل علينا ان نستورد من الخارج من يصلح في شؤون ديننا؟
-أجبته.. ابداً.. بل يجب ان يشارككم رجال فكر مستنيرون، وأساتذة جامعات مطلعون، ورجال دين مبعدون ولهم آراء منفتحة لأنهم مطلعون ومتعمقون ليس بالدين وحده بل باللغة العربية أولاً..
وعلى الرغم من ان هذا كان منذ سنوات عدة، الا اننا ما زلنا على رأينا.. واذا كان الله سبحانه اختار الدكتور محمد شحرور الى جانبه قبل عقد المؤتمر بنحو شهر ونصف الشهر فإن الوطن العربي يزخر بالعشرات وربما بالمئات من أمثاله المؤهلين لدور عظيم ومصيري وانساني عنوانه الاصلاح الديني.
ولنترك اجابات د. شحرور على اسئلة وجهت له في هذه الحلقة من الحوار توضح من أين يبدأ الاصلاح الديني.. وربما ايضاً من أين ومتى بدأ الخلل الذي يحتاج هذا الاصلاح.
#مدى الحاجة الى التجديد الديني وكيف يمكن القيام به الآن؟
-انطلقت مما يلي: ان الرسالة المحمدية هي الرسالة الخاتمة ختمت الرسالات وبدأت عصراً جديداً للانسانية هو عصر المدن وختمت عصر القرى وهو عصر ما بعد الرسالات.
الرسالة المحمدية ختمت التشريع الالهي وبدأت التشريع الانساني، في الرسالة المحمدية ان الانسان يجب ان يشرع لنفسه، الرسالة المحمدية أعطت فقط مبادىء التشريع التي هي متبعة الآن في كل انحاء الدنيا، في مجالس النواب في اميركا وأوروبا وبقية أرجاء الأرض، وهي تتناسب مع الفطرة الانسانية.
#كيف يفسر الانسان لنفسه الا يفتح هذا الباب للفوضى في اصدار الفتاوى؟
-انا لا أؤمن بالفتاوى بعد محمد بن عبدالله التشريع للانسان فقط، لا يوجد شيء اسمه فتاوى.
الرسالة المحمدية فعلت ما لم تفعله اي رسالة قبلها هي ختمت عصر الآحادية وبدأت عصر التعددية.. اي ختمت عصر القرى وبدأت عصر المدن، المدينة تعني التعددية، الرأي والرأي الآخر، الملة والملة الأخرى، النصراني واليهودي والبوذي والزرادشتي، كلهم مع بعض يعيشون، هذه هي المدينة، وفي الرسالة المحمدية اعترف رسمياً رب العالمين بالمِلل بأنها موجودة بقوله تعالى: ((ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا ان الله يفصل بينهم يوم القيامة. ان الله على كل شيء شهيد))، هذا الاعتراف لم يأتِ قبل رسالة محمد، واعتراف بأن المِلل موجودة وحسابها على الله..
وان القرآن أخبر محمداً ان أتباعك لن يكونوا الأكثرية في الأرض بدأ عصر التعددية وعصر المساواة بين الذكر والأنثى في المسؤولية وفي الإرث، القرآن ألغى عصر الرق، الله ألغى الحق الالهي في الحكم، الله لم يعين محمداً رئيس دولة، محمد طلب البيعة من الناس، رب العالمين لا يعين الحاكم، والله ألغى الوساطة بينه وبين الناس وألغى رجل الدين، فلا رجال دين في العالم في الاسلام لأنك انت تتصل بالله مباشرة ولا حاجة بك لوساطة من أحد.
هذه هي الخطوط الأساسية في الاسلام، اما الذي وصلنا ويمارسه المسلمون الآن، فقد بدأت صياغته في العصر الأموي ودوّن في العصر العباسي، هذا الدين الذي وصلنا صياغة وتدويناً هو صناعة انسانية بإمتياز، ويقوم على ما يلي:
محمد بن عبدالله ولد في العام 570م. الشافعي ولد في العام 770م. أي هناك مائتا عام بين مولد الرسول ومولد الشافعي.
في العصر العباسي تم الاطلاع على الكتب المقدسة والثقافات التي مورست قبل الاسلام، ومن جملة ما أطلعوا عليه هو الانجيل، والانجيل هو السيرة الذاتية للمسيح، قال الرب قال يسوع.. وهذا صحيح، وعندما نظر فقهاؤنا الى هذه النصوص قالوا ان سيدنا محمد هو سيد الأنبياء والرسل، قالوا ان الإنجيل ليس أفضل من القرآن وان يسوع ليس أفضل من محمد، اذن كما في الانجيل قال الرب وقال يسوع يجب ان يكون عند المسلمين قال الله وقال الرسول، بات نهج قال رسول الله عند الفقهاء كما هو قول الله، وانتقل مركز الاسلام الذي هو القرآن الى الحديث.. تقليداً للمسيحيين لأن مركز المسيحية هو قول يسوع نفسه، هكذا أراد الفقهاء في العصر العباسي جعل مركز الاسلام في أقوال الرسول أي الأحاديث، وكلام الله في القرآن وحي الهي وكلام محمد في الأحاديث وحي آراء انسانية - بشرية وليست إلهية.
المصحف لا علاقة له بالفقه..
#نفهم من كتاباتك انك تفضل ان يكون المرجع الأساسي هو القرآن وماذا عن الحديث كمصدر من التشريع. وهل ترى ان القرآن يجب ان يكون مصدر التشريع؟
-اذا أردت ان ترجع الى القرآن لترى فيه مصدراً للتشريع وعجزت عن ذلك فذلك حديث آخر.. أنا الى الآن مضى لي على قراءاتي في القرآن 50 سنة ولم أعجز عن ايجاد اي مسألة فيه لأنه يجيبك على كل ما تريد في التشريع.. ووجدت الأجوبة لكل الأسئلة، في القرآن يوجد كل ما هو متبع في كل مجالس نواب العالم..
الفقه الاسلامي الآن خارج التاريخ، هو صناعة انسانية، صناعة أموية - عباسية، كانوا بحاجة للأحاديث النبوية حتى يجدوا ما يناسبهم في الحكم، وتجاهلوا مركزية القرآن مركز الاسلام هو في التنزيل الحكيم، الأمويون والعباسيون هم من نقلوه الى الأحاديث، والنبي والصحابة. .
سأقول لك ما هو الاسلام الآن.. انه يتمحور حول كيف عاش الجيل النبوي في عصر الرسول والصحابة ومن خلفهم في كل شيء.. في الحياة بلباسها وطعامها وشرابها وعاداتها ومفاهيم الجهاد وكل شيء.. لقد ثبتنا مفاهيم وتقاليد الحياة في ذلك العصر على انه دين وهذا هو الخطأ الكبير.
#بدأت حديثك بأن القرآن جعل المساواة في الإرث وفي المسؤولية.. كيف هذا والله في كتابه العزيز يقول ان حظ الذكر مثل حظ الانثيين؟
-من قال لك هذا..؟ انا اتحدى بالقول ان في القرآن 6232 آية هات لي 30 آية شرحها النبي.. من قال ان النبي شرح آية المواريث.. المواريث فسرت سياسياً مئة بالمئة.
#لكن الآية واضحة للذكر مثل حظ الانثيين وهذا لا يحتاج الى شرح لأن المعنى واضح؟
-لا، يحتاج الى شرح وليس واضحاً وانك تفهمها كما لو ان الله قال ان للذكر مثل حظ الانثى.. هكذا أنت تفهمها وهناك فرق كبير.
للذكر مثل حظ الانثيين، يعني هناك ذكر ومعه اختان، يعني الله يقول للذكر انني اعطيتك حظاً (في الارث) مثل اختيك.. ولكل منهما حصة وأنت حصتك ثالثة هذه هي المساواة في الارث.
حتى الأختان الاثنتان الذكر يأخذ مثل كل أخت من اختيه، فإذا كان هناك أربع اخوات فهو يأخذ الثلث والأخوات يأخذن الثلثين.
آية الارث لم توضع لأسرة واحدة بل للجماعات.. واذا رجعت للوصية فإنها ذكرت في عشر آيات والارث ذكر في ثلاث آيات.. ما حصل ان الفقهاء ألغوا الوصية وراحوا الى الارث فقط وهذا خطأ. الوصية هي الأساس.
#ما رأيك بكتب صحيح البخاري وابن تيمية؟
-المصطلحات الاسلامية التي اتفق عليها الفقهاء وضعت في القرن السابع والثامن أي في العصرين الأموي والعباسي، كي تتناسب مع ثقافة هذه الدولة والعباسية تحديداً.
مفهوم الدولة ومفهوم الكافر ومفهوم الزنديق الردة ولباس المرأة كلها وضعت كي تتناسب مع قوة الدولة او الدولة العظمى يومها.. لذا كان لها مفاهيم محددة في ذلك الوقت.. وهي لا تتناسب مع عصرنا الآن.. والفقهاء متمسكون بهذا الأمر لعصورهم ومن يتبعهم يخالف العصر ويخالف مقاصد الله في رسالته الى البشر.
هذه المفاهيم وضعت كي تقضي الدولة على أعدائها.. الفقه الاسلامي هو فقه موروث صناعة انسانية بحت.
انا أقول ان الله حي ونحن أحياء.. الله حي في القرن السابع وحي في كل زمان ومكان ونحن أحياء الآن.
التزييف في المصحف
1-ان الله يكلمنا بالمصحف ولا يكلمنا بالحديث.
2-يجب ان نعلم ان الله سمح للنبي بالتشريع الانساني، النبي كان حاكماً مدنياً وهو يشرع وكان النبي يقيد المطلق ويطلق المقيد هو الحلال أي ان الحلال لا يمارس مطلقاً بل يمارس منظماً.. الكونغرس الاميركي ينظم الحلال يمنع ويسمح، والنبي كان يمنع ويسمح قبل ذلك ولكن ليس وحياً.
لو ان النبي منع سفر المرأة من دون محرم فهذا قانون مدني، كما جواز السفر، مناسب لمجتمعه، وهذا لا يحتاج الى وحي وليس ملزماً لأحد.. انه تنظيم الحلال وليس ديناً، تنظيم الحلال لا يعتبر ديناً.
المحرمات 14 وكل شيء في الدنيا حلال بعده، لذا يمكن ان تحدد المحرمات ولا يمكن ان تذكر الحلال لأن كل شيء خارج هذه المحرمات الـ 14 هو حلال.
#الصراع الطائفي في المنطقة كيف تنظر اليه.. ويراه البعض مسؤولاً عن جزء من التطرف في الدين؟
-يجب ان أقول ان كل المسلمين يعيشون خدعة كبرى هي خدعة تعريف الاسلام بالقول في الزمن العباسي: بني الاسلام على خمس وهي شهادة الا إله الا الله، وان محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا. هذه الأركان هي أركان الايمان وليست أركان الاسلام. وبقوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام، وبقوله ايضاً ومن يرضى غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.. اعتبرنا اننا نحن فقط أهل الجنة وأرسلنا كل الآخرين الى النار، ودفعنا في الفكر الآحادي بامتياز، ونحن لا نقبل الآخر حتى الآن لأن هذا الآخر كافر وهو من أهل النار، وعندما نجد أنفسنا متخلفين نقول لأنفسنا ان لهم الدنيا ولنا الآخرة، ووضعنا في هذه الخدعة الكبرى، بينما الاسلام هو الايمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح.
#لماذا وصلنا الى هذا؟
-لأن الأجيال الاسلامية توارثت هذا كله من كتب الحديث وتجاهلوا ما هو في القرآن الكريم.. لأنهم في كتب الحديث يمكن ان يكتبوا ويأخذوا ويتحدثوا بما شاؤوا، لأنهم لا يستطيعون التزييف في المصحف.
في المصحف يقول ان المسلمين هم من آمن بالله واليوم الآخر، ومن أحسن قولاً ممن دعا الى الله وعمل صالحاً وقال انني من المسلمين.
ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً ولهم أجرهم عند الله ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ان الدين عند الله الاسلام.. المؤمنون هم اتباع محمد، المؤمنون ملة من ملل الاسلام والذين هادوا هم أتباع موسى، والنصارى هم أتباع عيسى والمجوس هم الزرادشتيون، والصابئة هم بقية الملل ان الله يفصل بينهم يوم القيامة.
لاحظوا عندما تحدث عن الملل لم يحصرهم بالمسلمين، لأن المسلمين يمكن ان يكونوا في كل الملل.. قال لأهل الكتاب: قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد الا الله والا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله، وان تولوا ، فإنا مسلمون يعني نحن وإياكم مسلمون هناك ملة الايمان (نحن) وملة المسيحيين وملة اليهود وملة المجوس وملة المشركين الخلاف بيننا في الشعائر أي اننا جميعنا ملل، لذا يقول الله ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم، الاسلام خضع للتراكم في القيم وللتطور في التشريع وللاختلاف في الشعائر في الملل اي ان صلاتنا غير صلاة المسيحيين وغير صلاة اليهود، وهذا أمر طبيعي جداً..
قال الله للنبي: ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعاً كلهم أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين.. اذا كان كل الأرض سيكونون من اتباعك فأنت تكرههم وهم لن يكونوا من اتباعك.
عندما قلنا بني الاسلام على خمس، دخلنا في الأحادية ورفضنا التعددية.
الطوائف في الاسلام كلها من دون استثناء لها أسباب سياسية بحتة ابتداءً من السقيفة ثم موقعة الجمل وفي معركة صفين. ليأخذوا الشرعية من الدين، الأمويون وبعدهم العباسيون عندما قالوا بني الاسلام على خمس، ليأخذوا الشرعية من قريش..
الدين استعمل للشرعية لذا تم ربط المسجد بالسلطة، وليس الدين بالدولة، كما ربطت الكنيسة بالسلطة، المسجد عند السنة والشيعة ربط بالسلطة.. ولا حل للمشكلة الا بفك الربط بالفصل بين المسجد او الكنيسة والسلطة عند الجميع.
لماذا؟
المجتمعات العربية كونها أحادية هي متدينة.. وأحادية، تدين أحادي، وهذا جعل المسيحيين في منطقتنا أحاديين، ليميزوا أنفسهم.. والتعصب المسيحي موجود فقط في مناطقنا لأن المسلمين متعصبون، والتعصب المسيحي هو رد فعل على التعصب الاسلامي.
نحن لم نعد نقبل التعددية.. الأحادية لله والتعددية لغير الله.. أي مجتمع أحادي هو مجتمع هالك وديكتاتوري..
#لماذا لا نقبل بالآخر.. كيف نضع حداً لهذه المأساة؟
-المجتمعات المتدينة مجتمعات منافقة.. نفاق ديني وسياسي، لماذا؟ لأنها تقيّم الانسان على صلاته، وعلى أفطاره في رمضان وهذا حج وهذا لم يحج وهذه المرأة لا تضع غطاء على رأسها، فهي فاسقة، وهذه تضع غطاء على رأسها فهي مؤمنة وصالحة.
المجتمع المتدين منعكسه السياسي هي هذه الحركات التي تظهر أمامك، هذه الحركات هي تعبير سياسي عن مجتمع متدين.. حتى تصلح وتعمل اصلاحاً دينياً.. المجتمعات الانسانية بحاجة الى تعليم القيم والتدين بحاجة الى فرد والفرد يحتاج الى التدين والمجتمعات تحتاج الى القيم الانسانية.
الفرد متدين هذا أمر طبيعي، اما المجتمع فلا يجوز له ان يكون متديناً، لأن له قيماً انسانية تسود فيه.. انا أعامل اليهودي والمسيحي وفقاً للقيم الانسانية، ولا أعامله وفقاً لما أؤمن به انا. القيم الانسانية ضرورية للمجتمعات في الحياة الدنيا، والتدين ضروري للأفراد في الحياة الآخرة.. لذا من الطبيعي ان تخرج هذه الحركات المتطرفة.
المجتمع المتدين منعكسه سياسي: الردة، حد الردة، حد الزنا، قطع اليد، حكم تارك الصلاة.. يريد فرض الغطاء على النساء.. هذا هو النفاق.
وهذا يجعلنا نعيش مشكلة كبيرة.
نتابع النشر في العدد المقبل
ان شاء الله