بيروت | Clouds 28.7 c

رحيل شيخ التشكيليين العرب / كتب: حسن صبرا - الشراع 8 ايلول 2024


رحيل شيخ التشكيليين العرب / كتب: حسن صبرا

الشراع 8 ايلول 2024


رحل حلمي التوني، ويكفي الصفة فخراً ان يعطيها من إلهامه وفنه وريشته وشخصيته وخفة دمه ودماثة خلقه ومصريته هذا التقدير : انه شيخ التشكيليين العرب ، وكانت بيروت حبه المستمر، كما مصر الخالدة ، ومعارض العروبة في العاصمة البيضاء في معرض الكتاب العربي الذي كان النادي الثقافي العربي ينظمه سنوياً منذ عشرات السنين ، وكان معلماً  حضارياً قومياً عربياً ، وبهذه القيم كان حلمي التوني يتولى بريشته التعبير بملصق المعرض سنوياً فيقرأ العربي بالصورة والرسم والكتابة التي يتميز بها حلمي انسجاماً لا مثيل له بين فكرة المعرض ومضمونه ومكانة النادي العريق الذي يرسم له التوني عنوانه الفني ، وهو يقدم للعرب هويتهم الثقافية.
التقيت مرات كثيرة بحلمي التوني وصديقه الأقرب الفنان الحبيب كميل حوا الذي تلقى خبر رحيل الصديق وهو في جده 
وكان كميل الوفي الكبير لحلمي اذ احتفل بتكريمه في معرض الكتاب للعام الاخير ، فحضر حشد من المهتمين استمعوا إلى كلمة لحلمي عبر شريط روى عبره حلمي بعضاً من ذكرياته في بيروت التي احبها لكنه اضطر لمغادرتها بعد الاجتياح الصهيوني للبنان صيف 1982.. والذي اجتاح اثاث منزله في منطقة الروشه ليجمع بقاياه من الشارع كما الكثير من ابناء العاصمة المحاصرة .
واذ اعتز بعلاقتي مع الفنان الراحل في بيروت وفي القاهرة ، فإنني افتخر بهديته للشراع في عيدها العشرين عبر لوحة فنية كتب فيها اهداء العمر ( مرفق صورة للوحة ) 
وفي احدى المعارض الفنية التي شارك فيها حلمي التوني ناداني وسط الحضور الكبير ليعلن لي بقوله : ابو علي أنا اتخذت قراراً خطيراً  .. سأهديك واحدة من اللوحات التي احبها كثيراً !! فإذاهي  رسمة لصورة فاز باللون الأزرق الغامق يضم أزهارا متناسقة على ذوقه ، ما زالت تزين صدر مجلس بيتي الكبير تلفت انظار كل من يراها مادحاً حلمي التوني الفنان .
نعم تقطعت بنا السبل وما عدنا نلتقي ، وكان الهاتف المحمول هو الوسيلة المعبرة فضلاً عن لوحة حلمي الحاضرة في منزلي ، التي كانت كبيرة القيمة لأنها بريشة حلمي لتصبح واحدة من معالم منزلي دائما 
  حسن صبرا