بيروت | Clouds 28.7 c

ولن ترضى ابداً.../ الدكتور احمد عياش

 

ولن ترضى ابداً.../ الدكتور احمد عياش

الشراع 12 شباط 2024

 

لأنها اعتادت طفلة، ان ترى والدتها تجلس خلف والدها على دراجة نارية ،ظنّت ان الحب والغرام والزواج والودّ والاخلاص لا يكونون الا اذا حبيبها  أمتلك دراجة نارية بدلاًمن  السيارة ،وجعل شعرها يتطاير في الهواء ، وهي تعانق حبيبها  خائفة ان تقع.
ولا تقع.
هو الذي يسقط دائما. 
عدم نجاحها في طهي الطعام كأمّها يُشعرها بالاحباط و باللامبالاة وحتى انها تسأل نفسها إن كانت زوجاً  صالحة لذلك على شريك الحياة  إن يمدح طعامها كما يغازلها كيفما  كان ،ولو كان مالحاً وسيء الطعم ،كما لا بدّ لها إن تعاقب ابنها كما كان والدانها  يعاقبانهأ واشدّ ،لترضى عن نفسها انها أم مربّية ،تشرف على تطوّر وعلى تقدم الاجيال ،طالما الجنة تحت قدميها ومادامت برجلها قادرة ان تهز سرير ابنها ليعي مهمّته ولينام.
من يستطيع اقناعها والجنة تحت قدميها ، واخطر زعيم في العالم هزّت امه سريره بطرف قدمها😏؟
لن يُقنعها احد انها لو لم تتزوج لاستمرّت بتعليمها ،ولاصبحت طبيبة أطفال او طبيبة نسائية ،او ممثلة قصيرة ،او نائبة في البرلمان على اقلّ تقدير.. بينما الطبيبتان  تحسدانها انها تزوجت وانجبت ،وهما ما زالت كل منهما تبحث عن عريس مناسب.
لا تعرف الطبيبتان  إن قرار الزواج لا يصدر الا في عمر اوّل الشباب ،وفي لحظة انتحارية غير واعية.
لحظة الغفلة الايجابية.
اصابهنّ القدر مع تقدّم العمر ،وصرن مستعدات لأية تسوية مع أي مقترب من الجبهة ليقنصنه( كل لوحدها) و هو الذي كبر ولم يغامر ولم يقامر في  انتحاره، صار مطلبه ليس منزلا او زوجاً ،إنما يريد بيت رحم لم تنته صلاحيته، وامّا لأولاد متأخرين في نطق كلمتي"ماما و  بابا".
إن تسأل من تأهل باكرا اشتكى وتذمر، أن امورا كثيرة في الدنيا فاتته، وإن سألت من تأخر قال انّه أخطأ كأخطائه الاستراتيجية والمصيرية في السياسة وفي الدين وفي الرياضة وفي العشق ،و في ديمومة العافية.
كل من عليها غير راض ،وإن عاد به الزمن إلى الوراء لألغى الكثير من قراراته، إنما لا يعني ذلك ابدا أن قراراته المناقضة لما سبق هي صحيحة بعد سنوات طويلة.
وانتَ او انتِ لا تهتمّا لما اكتب ،فالأفضل لكما تناول دواء مضاد للاكتئاب، لعلّ الندم والذنب يعبران قبل ميتة الفجأة.
انا من أنصار ميتة الفجأة لاني اكره الألم ،اكثر مما اكره العدو الأصيل و ابليس.
من هنا ومن شارع بني امية في بيروت ،وممددا على السرير بحرارة  آخر قذيفة سقطت للتو في آخر معقل للفدائيين الملثمين الشجعان في رفح، ادعو الله ان ينصر الابطال والله اعلم. 
#د_احمد_عياش