بيروت | Clouds 28.7 c

مصطلح الهويه بين زمانين: لقبيلة الطائفه او زمن المواطنه الوطن بين الانسان الوارث قيمه والانسان الصانع مستقبله/ كتب فرحان صالح

 

مصطلح الهويه بين زمانين: لقبيلة الطائفه او زمن المواطنه الوطن بين الانسان الوارث قيمه والانسان الصانع مستقبله/ كتب فرحان صالح

الشراع 16 حزيران 2024

 

.تمهيد ........ الصراع بين  اللاهوت و  التاريخ ..... .     كثرت الدراسات التي  قدمها  المثقفون العرب للتعريف بهويتهم' وبرسم صورتهم' '  التي يعرفون بها  انفسهم  لدى الاخر ..نرى حين مراجعتنا لتلك الدراسات  تعددية في التعريف بالمصطلح ' وبالتالي  بمعنى ودلالات مفهوم الهويه ،والتي هي  جواز مرور لتعريف الانا الذاتيه بالاخر . لقد تعددت مواصفات الانا..الهويه .. بين مثقف واخر ..فالهويه التي نتوارثها وتورثها  الاجيال لبعضها البعض' هي ظاهره تاريخيه اجتماعيه.  ' وكل جيل يقدم صورته بشكل مغاير ومختلف  عما سبقه من اجيال . وسنرى  اليوم ان هناك  محاوله جديده باعادة طرح السؤال ذاته' من نحن ؟وكيف نعرف بهويتنا '  والتي هي جواز مرور للتعريف بانفسنا لدى الاخر
 ؟؟'  نلاحظ حين نراجع تلك الدراسات  تكرار الاختلاف في  التعريفات بالذات الاجتماعيه'  بين تيارين :التيار التاريخي والتيار اللاهوتي '  وان كان البعض نسي نفسه انه يعيش في الالفيه الثالثه' وان زمن البارحه قد تغير،  ونحن العرب شعوبنا وانظمه لم نعد كما كنا منذ عقد من الزمن .  فكيف ذلك اذا كان التعريف يلتصق بمراحل تاريخيه  عرفتها شعوبنا منذ الاف السنين؟    . .. فالهويه هي ماتنتجه الاجيال من ثقافات وسلوكيات وتقديمات حضاريه   ،وما ترسمه لنفسها من ناحيه ثقافيه وعلميه ومن فنون وعادات وتقاليد متوارثه ومضاف اليها' تلك التي  يعرف فيها كل جيل عن نفسه  ،بما اننجه وبما اضافه   عن  الجيل الذي سبقه .. '  الهويه اذن ' هي توليفه  متنوعه  متنافرة  ببن كياناتها الاجتماعيه' في كيفية رؤية كل جيل لحاجاته ورؤيته لمستقبله ولماضيه المتصل مع ما سبقه والمنفصل بحاجات وطموحات كل جيل عما سبقه  من اجيال . ولكن عبر  هذا التنوع  للوجود البشري المادي ' نتساءل اليوم كيف يرسم كل جيل  صورته لذاته الفرديه والجماعيه' وبالتالي كيف يمكن ان  نرسم صوره لهويتنا الوطنيه ' ايضا لهويتنا القوميه مع محيطنا الذي يجمعنا معه التاريخ والمصير  والطموحات والمصالح  والعادات والتقاليد المشتركه . وعلى الرغم مما يجمعنا الا ان هناك  تنافر وصراع  سواء بين الاجيال ام بين الخصوصيات التي تفرق كل بلد عن الاخر' تلك الخصوصيات التي لم تستطع  الاجبال ان تضع حدا لها ،عبر برامج ومناهج مدرسيه وجامعيه مشتركه تفصل الدين عن الدوله  ؟  ايضا فمن ناحيه تاريخيه فالهويه في عصر الفراعنه وزمن جلجامش والفينيقين هي غير الهويه التى كانت عليها ايام النبي محمد او ايام الامويين وايام العباسيين ' اذ مثلا' هل من صله بين المرحلة العباسيه والمرحله التاريخيه العثمانيه ؟  ..ان الماضي  التاريخي اصبح تاريخا ومتحفا وصراعاً اجتماعياً  لدي البعض من المؤرخين.  وهو ايقونة مقدسه لانبياء عرفوا الله وصعدوا اليه في سماواته العليا لدي البعض الاخر من المؤرخين اللاهوتيبن ..هذا الماضي الديني المستنسخ اليوم  لم يعد منه سوى رواسبه المستمره عبر التقاليد و طرق العباده وفي  
توليفات من حكايات موروثه عبر عبادات كانت بالامس' ونحن اليوم نحاول إحياءها   حيث تفرض الانظمه على شعوبنا ان تعيش  ماضيها عبر هذه التقاليد وتلك الاساطير ' اذ تسعى الانظمه  والمؤسسات اللاهوتيه استعادة هذا  الماضي لتفرض منه  طرق  الحياة التي كان عليها الجدود ،الذين يبقون المثال والقدوه لاجيال اليوم   هذا الذي يحاولون فرضه على واقع  شعوب بعيد ة عنه الاف السنين.. ..        هكذا ترسم الانظمه السياسيه العرببه اليوم'  كذلك  المؤسسات اللاهوتيه صورتنا  هويتنا المعاصره.  معيدة الاعتبار للنظام   المللي العثماني مع ما نجم عن الاخذ به  من  معاهدات  عقدتها الخلافه العثمانيه مع  الدول الغربيه' تلك  التي كان النظام المللي العثماني المرحعية المعتمده  
.  لقد اعاد نظام الحمايه  الاستعماريه الفرنسي ..الانجليزي الاخذ بهذا النظام فتم تجزيء  السكان الى طوائف وملل   ' وبالتالي اسهمت تلك  المعاهدات التي عقدت بين الدول الغربيه  وبين الخلافه' بتجويف الخلافه من داخلها ،اذوضعت حدودا  بين طائفة واخرى ومواطن واخر' وميزت ببن كيان اجتماعي واخر'  بحيث اصبح الاخر ضمن الخلافه  اهل ذمه ويحق عليه ان يدفع الجزيه' وان يكون مختلفا  حتى في لباسه  وفي تقاليده وعاداته.. تلك التشريعات التي ورثها النظام الاستعماري وفرضها لازالت مستمره ' ولا زالت التشريعات  مستمده من هذا النظام ،عبر استمرارية الاخذ بالتشريعات الدينيه التي  كانت سائده في عصور مضت'  تلك التشريعات التي لا زالت  تعتبر الاخر ذميا، مع ما لهذا من نظرة دونيه تتبدي في عدم المساواة بين مكونات المجتمع الواحد'  وبالتالي عدم تحقيق  الخطوه التي اقدم عليها كمال اتاتورك وادت الى  المساواة 'عبر فصل الدين عن الدوله ... ............ .......