مخطط الصهيونية العالمية هو أن يسود اليهود على (الغوييم ) أي غير اليهودي من الشعوب الأخرى / كتب: عبد الهادي محيسن
الشراع 22 ايلول 2024
في 12\5\1952 ألقى الحاخام الأكبر إيمانويل رابينوفيتش خطاباً سرياً أمام المؤتمرالاستثنائي للجنة الطوارئ لحاخامي أوروبا جاء فيه : " تحية لكم يا أبنائي ... يجب أن أبلغكم أن الهدف الذي لا زلنا نعمل من أجله منذ ثلاثة آلاف عام قد أصبح في متناول يدنا الآن .. وأستطيع أن أؤكد لكم الآن أنه لن تمر أعوام قلائل حتى يسترد شعبنا المكان الأول الذي هو حقه الطبيعي المغتصب منذ أجيال طويلة ، فتعود بعد ذلك الأمور الى طبيعتها ويصبح كل يهودي سيداً وكل غوييم (غير يهودي) عبداً ، ..
وسنعمل على إلصاق تهمة العداء للسامية للشعب الروسي ذاته بالرغم من الرابطة الوثيقة بين الشيوعية والصهيونية ... وسنعمل على بقاء إسرائيل حيادية لتشرف على مجموع قضايا الشعوب الباقية ، وسنكشف آنئذ عن هويتنا الحقيقة ونسفر بوجهنا للعالم ، وقد نحتاج في سبيل هدفنا النهائي الى تكرار نفس العملية التي قمنا بها أيام هتلر ، أي أننا قد ندبر نحن أنفسنا وقوع بعض حوادث الإضطهاد ضد مجموعات أو أفراد من شعبنا ! ، وبتعبير آخر سوف نضحي ببعض أبناء شعبنا في أحداث سنثيرها ونوجهها نحن وراء الستار ...
لاستدرار العطف والمؤازرة ولتبرير المحاكمات التي سنجريها لإعدام زعماء المعسكرين المتحاربين معاً كما فعلنا في محاكمات نورنبرغ " إنكم ترون النصر النهائي يتوهج كالنور أمام أعينكم ، وستعملون كل في منطقته حتى يحل اليوم الذي ستكشف فيه إسرائيل عن مهمتها الحقيقة : وهي كونها مقر النور الذي سيضيء العالم لوحده .
لقد أكد بن غوريون مراراً بأن دولته الجديدة التي تم إعلانها عام 1948 هي فقط على جزء من أرض إسرائيل ، وفي مقال بتوقيع رينيه باكمان في الجيروزليم بوست بعنوان " المنزل " في 23 نيسان 1998 تحدث الكاتب عن داليا أشكنازي التي قدمت مع والديها من بلغاريا الى فلسطين عام 1948 وكان عمرها حنذاك سنة واحدة ، ثم فوجئت عام 1967 بشاب فلسطيني يقرع بابها ويقول :
إسمي بشير خيري ، هذا المنزل كان لعائلتي حتى العام 1948 أريد أن أسترجعه ، هل يمكنني الدخول ؟ ، ومنذ ذلك اليوم أصبحنا صديقين ، وصرحت داليا أنها أحبت البيت الذي نشأت فيه في الرملة من غير أن تعلم شيئاً عن تاريخه ، وتقول : " كانت الحجرات واسعة ونظيفة والسقف مرتفعاً والنوافذ كثيرة .. " يقول الكاتب أن اليهود الهاربين من أوروبا وجدوا في البيوت التي استولوا عليها بعد توزيعها عليهم كل ما يلزم لاستئناف حياتهم :
الطاولات والكراسي والخزانات والأواني والصحون والملابس والراديوات وحتى الصور العائلية ... لقد فقد الفلسطينيون الذين تم تشريدهم كل شيء ... وبعد أن علمت داليا بأن الفلسطينين لم يتركوا منازلهم طوعاً ويهربوا كما كان يقال لهم بل أجبروا على مغادرتها بشهادة رئيس الوزراء الصهيوني اسحاق رابين ثم قالت :
ما حدث لي كان مروعاً لقد اكتشفت أن المنزل الذي ترعرعت فيه والذي أحببته كان ملكاً لعائلة أخرى ، وُلد فيه أطفال آخرون وطُرد منه أصحابه بالقوة ..
تقول داليا : بأنها علمت بأن الفلسطينيين الذين رفضوا مغادرة منازلهم كانوا يُقتلون ، وأدركتُ بأننا خُدعنا ولطالما اعتقدتُ بأن العرب قد فرّوا أمام الجنود الإسرائيليين في عام 1948 وأنهم هجروا منازلهم لفرط جبنهم ... ومع ذلك لدى الصهاينة ألف طريقة وطرقة لاغتصاب الأرض والبيوت ، وما حدث في مدينة الخليل مثال لما يحدث في الضفة الغربية بأكملها ، فبعد احتلال الضفة الغربية أسكن الصهاينة بالقوة بضع مئات من الإسرائيليين في الخليل التي كانت تضم نحو 35 ألف مواطن فلسطيني لكنها في العام 2005 بقي فيها عشرة آلاف مواطن فلسطيني فقط .
والبقية أزعجوا وأذلوا على يد المستوطنين المتعصبين المحميين كلياً من الجيش الإسرائيلي فرحلوا بعد أن أغلقت قوات الاحتلال 1829 منشأة عمل فلسطينية بعضها أغلق بأوامر عسكرية ، وغيرها أغلق بسبب مرور السيارات والمشاة المتكرر في المنطقة ، أما التهجمات على الفلسطينيين من قبل المستوطنين فشملت الضرب وأحياناً بالعصي وبالحجارة وبرمي القاذورات والماء والكلورين والزجاجات الفارغة ، كما دمر المستوطنون الدكاكين وكسروا الأبواب وقاموا بالسرقات ونهب الثمار وقطع الأشجار ، وقد تورط المستوطنون في إطلاق النار ومحاولة دهس الناس وتسميم الآبار واقتحام المنازل .
في مساء يوم الجمعة 21\6\2013 عرضت شاشة التلفزة مأساة صاحب أقدم مقهى في القدس ، بأن الصهاينة حاولا إغراءه بالمال لبيعهم المقهى ، فلما رفض كل الإغراءات لجأوا الى إقامة بوابة حديدية عند أول الزاروب المؤدي الى المقهى ، ومنعوا الدخول بذريعة المحافظة على الأمن ، بعد ذلك بدأوا يطالبون صاحب المقهى بدفع ما يتوجب عليه من ضرائب للدولة وقال لهم بأن المقهى لا يعمل وليس لديه أموالاً يدفعها فقالوا هذا ليس من شأنهم .. والباقي معروف وهذه عيّنة لما يتم يومياً بحق أهل الأرض في شتى أنحاء الوطن المغتصب .
عبد الهادي محيسن ..... كاتب وباحث .