ماذا لو أشعل فتيل الحرب في دول الخليج، من يطفئه؟/ د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
الشراع 17 تموز 2024
شهدت سلطنة عمان معارك طائفية بين شيعة أهل البيت وجماعة السنة ..وهذه الدولة المعروفة باستقرارها وأمنها النسبي في منطقة الخليج العربي، ولديها سمعة جيدة في التعامل مع التنوع الديني والثقافي بشكل عام. اشتباكات في الوادي الكبير بعد هجوم على مساجد الشيعة في يوم عاشوراء لم يكن طبيعياً فهذا التطور غير عادي ويثير القلق.
ما الذي يمكن ان يحدث بعد هذه الفتنة ومن يقف وراءها،وما هي السيناريوهات المحتملة؟
من المتوقع أن تتدخل السلطات العمانية بسرعة لاحتواء الوضع ومنع تصاعد التوترات، وذلك للحفاظ على الاستقرار الداخلي.
ومن المحتمل أن تبدأ الحكومة تحقيقًا شاملاً لمعرفة المتسببين في الهجوم ومحاولة فهم دوافعهم، سواء كانت داخلية أو خارجية.
قد تكون هناك جهات خارجية تحاول زعزعة الاستقرار في الدولة لأسباب سياسية أو إقليمية.
وبالطبع ستقوم الحكومة بإطلاق مبادرات لتعزيز الوحدة الوطنية وتوكيد التعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع العماني.
سلطنة عمان تتمتع بسياسة خارجية متوازنة ومعتدلة، تسعى دائماً للحفاظ على الحياد وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
لذلك تؤدي عمان دور الوسيط في العديد من النزاعات الإقليمية والدولية.
وهي معروفة باستقرارها الداخلي وتماسك مجتمعها، مما يجعل من الصعب أن تكون مصدرًا للصراعات الإقليمية.
عمان تحافظ على العلاقات الجيدة مع جميع دول الخليج والدول المجاورة، وتشارك في العديد من المنظمات الإقليمية التي تعمل على تعزيز التعاون والأمن الإقليمي.
سلطنة عمان هذه الدولة المسالمة تهتم بالتنمية الاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة لمواطنيها، مما يقلل من احتمالات الدخول في نزاعات خارجية.
فالمجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الكبرى والمنظمات الدولية، يراقب عن كثب أي تصاعد للتوترات في منطقة الخليج، ومن المرجح أن يتدخل بسرعة لاحتواء أي نزاع محتمل هذا ان لم يكن لديهم اليد لما يحصل .
لا يمكن استبعاد أي سيناريو محتمل، لكن بالنظر إلى تاريخ عمان وسياستها، فإنها تميل إلى تجنب الصراعات والعمل على تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
لكن السؤال والاهم هل مرجح أن تُشعَل في سلطنة عمان فتيل الشرارة لحروب في منطقة الخليج العربي التي تنبأ الكثيرون بها؟
هل نفهم من المعارك والرسالة الطائفية أنّ دول الخليج باتت كلها بخطر؟