بيروت | Clouds 28.7 c

لبنان والمبادرة الكويتية والقمة العربية/ كتب وائل بحسون - 12 حزيران 2023

 

لبنان والمبادرة الكويتية والقمة العربية/ كتب وائل بحسون

الشراع العربي 12 حزيران 2023

 

عام 1961 دعم لبنان استقلال الكويت واعتبرت في الوقت نفسه اهم واول مبادرة سياسية مصيرية تجاهها.. فكان لبنان من الدول الاولى التي سارعت للاعتراف باستقلال الكويت مما ادّى الى طرد السفير اللبناني آنذاك من العراق ..

 

ثم تبعها

 

عام 1990 حيث كان رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الدكتور سليم الحص اول من ادان بصراحة وقوة الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت ذلك العام.

 

  • واعتبرت عملياً هذه اخر خطوة مهمة تقدم عليها الدولة اللبنانية اي كسلطة سياسية لمصلحة الدولة الكويتية الشقيقة…

 

ومنذ ذلك الحين لبنان يطبق المثل:

وجك ووجّ الضيف.. انتهت عندها المبادرات السياسية اللبنانية تجاه الكويت!

 

لذا واقعياً، نتساءل:

 

  • ما اهمية وفائدة لبنان للكويت؟

  • وماذا تريد الكويت من لبنان؟


لا شيء يذكر بمقابل ما يطلبه لبنان…

 

نعم،

فقط علاقة محبة ومودة واخوة من الكويت تجاه الشعب اللبناني

والسلام عليكم…

 

ولكن،

 

و عليكم السلام… ردّت الكويت!

ردّت ومازالت اميراً وشعباً والى اليوم وللمستقبل تردّ التحية باحسن منها، ولم تترك او تغادر لبنان في احلك الظروف…! فإسهاماً منها بتقوية الروابط بين البلدين… والتاريخ شاهد على ذلك، قدّمت الكويت:

 

  • قروضاً للبنان تجاوزت 912.318 مليون دولار، وزّعت على 27 قرضاً..

  • ومعونات مالية من «الصندوق الكويتي» شملت تكاليف إدارية و زراعية ومنشآت صحية، وغيرها…

  •  

فبدأت هذه المساعدات في 4 يوليو 1966 بتمويل بناء محطة جونيه وتأهيل شبكات الكهرباء و الهاتف وتطوير مطار بيروت، وإنشاء منظومتي صرف صحي، وإنشاء سد القيسماني، وكذلك مشاريع مدخل بيروت الساحلي وبيروت الجنوبية، وغيرها من المشاريع الضخمة!

 

اي، كل التقديمات كانت لخدمة المجتمع اللبناني ككل دون تمييز وعلى سبيل المثال ايضاً لا الحصر:

 

  • هبّت الكويت بنخوتها انسانياً وعربياً ومادياً ومعنوياً بعد عدوان تموز 2006  لتقديم المساعدة لاهل الجنوب اللبناني على اعادة الاعمار من القرى الحدودية كـ رميش، عيتا الشعب، القوزح..وحانين وقرى اخرى تعرضت لدمار كبير بسبب العدوان الاسرائيلي..

 

  • واهل الجنوب لم يفاجئوا من دعم اخوتهم الكويتيين الى أهل بيروت بعد انفجار المرفا في آب  2020 حيث كانت طائرات المساعدات والجسر الجوي الذي اقامته بعثة الهلال الاحمر الكويتي من اوائل الواصلين الى لبنان..

 

نعم..

 

لم ولن تتوقف الكويت والامثلة كثيرة لن نعددها حالياً فهي محفورة في كل قرية لبنانية من الشمال الى الجنوب مروراً بكل الاقضية اللبنانية…

 

كل هذا اولا وآخراً... لان الكويت دولة وفيّة ومتسامحة مع ذاتها ومع الاخرين ولم تنسى مواقف لبنان من دعم استقلالها عام 1961 الى ادانة الغزو العراقي..

فاعتبرت نفسها السند للبنان انطلاقاً من مبادئها ولم ولن تنتظر اي مقابل…!

  • تماماً كاشقائنا الخليجيين، يدعمون قيامة لبنان حباً وليس طمعاً!

 

وسياسياً؛

ادت تاريخياً دولة الكويت الدور البناء والفعال في قيادة اللجنة السداسية عام 1988، والتي عملت على تحقيق الوفاق الوطني اللبناني خلال الحرب الاهلية..

ولكل ما تقدم نعتبر:

ان الكويت ثقلت موازين حسناتها وتقديماتها تجاه لبنان وما قدمه بالمقابل…!

 

ولا بد من التذكير اليوم:

 

بالمبادرة الكويتية والغوص سياسياً بين سطور زيارة الوفد الكويتي الاسبوع الفائت من وزارة التجارة والصناعة خاصةً من مكان و توقيت اعادة تنشيط دولة الكويت حركتها في لبنان بزيارتهم الى وزارة الاقتصاد ولقائهم الوزير امين سلام وتوقيتها مع عودة قادة الدول العربية الى بلادهم من جدّة بعد حضور القمة العربية ولا سيما الوفد اللبناني برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي و الذي ضمّ الوزير سلام مترئساً الوفد الاقتصادي اللبناني وما تعنيه هذه الزيارة للوزير شخصياً ووزارة الاقتصاد كنقطة انطلاق في لبنان والذي باعتراف الجميع يلعب دورا اكبر بكثير من وزير اقتصاد وكان لافتا كالعادة نشاطه وحركته والذي نجح شخصياً في جميع لقاءاته مع كافة المسؤولين وعلى اعلى المستويات دون استثناء ولقائه نظرائه العرب…

 

اضافةً لاستقباله في بعض الاجتماعات على هامش القمة العربية في جدة بصفته الشخصية منفرداً لارتباطه بعلاقات شخصية وعائلية تاريخية مع عدد لا يستهان به من قيادات دول مجلس التعاون..!

 

  • فهذه اللقاءات اتسمت بالكثير من الايجابية وكانت فعلاً لا قولاً وفوراً صدرت القرارات والتحركات الدبلوماسية والرسمية تجاه لبنان بعد أيام قليلة من عودة الوزير من المملكة!

 

واثمر أولها اعلان الوزير سلام:

 

  • عودة التمثيل الدبلوماسي لمملكة البحرين في لبنان فكان اعلاناً دبلوماسياً من مملكة البحرين

 

  • وتلاها تصريحات ايجابية من عدد من الدول الخليجية والعربية عن اعادة فتح ابواب الاستيراد والتصدير مع لبنان…

 

حيث اعتبر بمثابة وزير الخارجية الفعلي للبنان وليس فقط الاقتصاد!

 

فكل هذه الايجابية الحالية من العرب تعود بالاضافة الى حب الاخوة العرب للبنان:

 

  • الى عامل الثقة والتعاون مع جيل القيادات الجديدة في هذه الدول…

وللدور الاهم الصاعد لهم والذي يمثل الدولة والشعب اللبناني لا سيما عنصر العلاقات الشخصية والكيمياء التي تلعب دورها في السياسة تماما ما يحدث مع الوزير امين سلام وعلاقاته الواسعة في كل الاتجاهات وقد لمسنا ايجابيات علاقاته والسلام باليد مع زعماء القادة العرب..

 

حتّى عاجل احد الرؤساء العرب مستشاره بالقول:

  • الوزير سلام غني عن التعريف لا داعي لتقديمه الي اعرف من يكون!

     

فكل ما تقدم هو لايمانهم بقدراته ومستقبله السياسي ودوره البنّاء في لبنان والمنطقة…

 

وهذا الأمر هو تقدم ملحوظ دلالته كبيرة ويجب النظر اليه عن كثب والبناء عليه…

 

ولا بد على سبيل المثال من اعادة التذكير باهمية الدور الذي لعبته العلاقة الشخصية بين وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف ونظيره الامريكي جون كيري في نجاح المفاوضات في الملف النووي في لحظات حرجة عدة..
 

لذا،

لُمِسَ سرعة العمل على تطبيق مقررات القمة ولم شمل العرب..

 

ان المبادرة الكويتية او الورقة الكويتية الخليجية العربية والدولية التي حملها وزير الخارجية أحمد الناصر الصباح الى لبنان في كانون ثاني/ يناير 2022 وتضمنت 10 مطالب من لبنان..  بدأ مفعولها بالسريان بعد ان وضع لبنان نفسه على سكة هذه المطالب لا سيما مع التحولات الاقليمية في المنطقة…

 

فالورقة الكويتية تهدف لبناء الثقة مع دول الخليج ونصت على ما يلي:

 

1- التزام لبنان مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي.

 

2- إعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة اللبنانية.

 

3- اعتماد سياسة النأي بالنفس وإعادة إحيائها بعد تعرضها لشوائب وتجاوزات كثيرة.

 

4- احترام سيادة الدول العربية والخليجية ووقف التدخل السياسي والإعلامي والعسكري في أي من هذه الدول

 

5- احترام قرارات الجامعة العربية والالتزام بالشرعية العربية.

 

6- الالتزام بالقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، لا سيما القرارين 1559 و1701، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة حصرالسلاح بيد الدولة اللبنانية.

 

7- اتخاذ إجراءات جدية وموثوقة لضبط المعابر الحدودية اللبنانية.

 

8- منع تهريب المخدرات واعتماد سياسة أمنية واضحة وحاسمة توقف استهداف دول الخليج من خلال عمليات تهريب المخدرات.

 

9- الطلب من الحكومة اللبنانية أن تتخذ إجراءات لمنع "حزب الله" من الاستمرار بالتدخل في حرب اليمن.

 

10- اتخاذ لبنان إجراءات حازمة لمنع تنظيم أي لقاءات أو مؤتمرات من شأنها أن تمس بالشأن الداخلي لدول الخليج..

 

 

وكل المطالب اعلاه يتابع تنفيذها:

بإنتخاب رئيس جمهورية وحكومة من خارج التركيبات المتوارثة يستطيعان استقطاب حزب الله الذي يريد الاستراتيجية الدفاعية..

وهذا ما تعمل عليه دول الخليج لا سيما قطر بتفويض سعودي.. لنصل لاحقاً الى مجلس نواب بدم جديد

اما بعض العقد الباقية فهي على طريق الحل مع اتفاق الرياض وطهران…

 

لاحظوا،

بدء العمليات العسكرية ضد تجّار المخدرات من الحدود السورية-الاردنية مروراً بالتصفيات داخل سورية بين التجار بعضهم البعض وقرار الرئيس السوري بشار الاسد بالتعاون مع المطالب العربية بتوقيف التجار بالاسماء الى حادث خطف السعودي في لبنان واطلاق سراحه بتدخل القوى العسكرية الرسمية اي الجيش اللبناني بقيادة العماد جوزيف عون..

 

لعلها رسالة الى من يعنيهم الامر في من يحق له الوصول الى قصر بعبدا ومن يستطيع تحمل المسؤلية والامساك بالبلد من كافة نواحيه في ان يكون الرجل المناسب في المكان المناسب والوقت المناسب متعاونا مع حكومة بقيادة سياسي ورجل دولة حقيقي كالوزير امين سلام…

 

فكل هذه المطالب وضعت على السكة الصحيحة ايضا

 

اذاً..

اغلب العقد وحلولها هي بتاثير خارجي من ايران الى سورية مروراً بالدول العربية كافة!

ومعالجة هذه العقد تتم بايمان من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بصفر مشاكل في المنطقة لضمان نجاح رؤيته ليجعل من الدول العربية دول ترتقي بالفكر والاختراعات والتقدم..
وكل ما ذكر اعلاه هو لمصلحة الشعب اللبناني ولبنان والمنطقة ككل…

 

فكل هذه البنود عملياً بدء تنفيذها مع حدثين هامين:

 

  • اولاً -1- اتفاق بكين السعودي الايراني

  • ثانياً -2- لمّ شمل الدول العربية بحضور الرئيس بشار الاسد القمة العربية في جدة وعودة سورية الى جامعة الدول العربية..

 

وائل بحسون
Waelbahsoun@gmail.com