لبنان... بين روسيا وامريكا ودهاة السياسة! بقلم وائل بحسون
مساحة حرّة
لبنان... بين روسيا وامريكا ودهاة السياسة!
بقلم وائل بحسون
الشراع العربي 6 نيسان 2022
- الحرب الباردة الثانية قد بدأت فعليا خلال أزمة أوكرانيا عام 2013 بحسب المحلل السياسي الامريكي ROBERT LEGVOLD معلقاً على مصطلح الحرب الباردةTHE COLD WAR..
- و تزايدت مخاوف كبار المسؤولين في المملكة المتحدة وجهاز الاستخبارات البريطانية الـ MI6 اوائل العام 2016 من اندلاع "حرب باردة جديدة" في أوروبا بقولهم: انها حقا حرب باردة جديدة في الاتحاد الأوروبي ونحن نشهد دلائل مزعجة بسبب الجهود الروسية في شلِّ نسيج الوحدة الأوروبية..
- ويعلّق الباحثLYLE GOLDSTEIN من كلية الحرب التابعة للبحرية الأمريكية US NAVAL WAR COLLEGE فيرى أن: "الأوضاع في جورجيا وأوكرانيا تُشير إلى بداية قصة حرب باردة جديدة..
- و في آذار/مارس من عام 2017 انتشرت تكهنات تُفيد بأن الرئيس دوالد ترامب ينوي تطبيع العلاقات مع روسيا مما يعني استحالة نشوب حرب مع هذا البلد لكنه وفي المقابل يُركز على الصين ويعتبرها منافسة وعدوة للأمة الأمريكية...
من جهة أخرى روسية – سوفياتية:
فان ميخائيل غورباتشوف رئيس الاتحاد السوفياتي السابق بين عامي 1988 و 1991 والذي شارك الرئيس الامريكي رونالد ريغان في انهاء الحرب الباردة 1990 قد حذّر عام 2014 من خطر اندلاع حرب باردة خاصة في ظلّ تصرفات روسيا التي تثير غضب الغرب في ما خصّ الازمة الاوكرانية، ليعود ويؤكد ان العالم قد دخل فعليًّا في حرب باردة جديدة...
وهنا لا بدّ من التذكير من ان الاتحاد السوفياتي قد طويت صفحاته بعد توقيع بوريس يلتسن على اتفاقية حلّ اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية يوم 26/12/1991..
فكل هذه التحليلات والاراء مبنية على واقع ملموس وجدّي من خلال تصرفات رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ونظرته التوسعيّة نحو اوروبا من جهة ونحو ساحل البحر الأبيض المتوسط والنفط المسكتشف في لبنان وسورية من جهة أخرى وليسيطر على مداخل أسيا في هذا الجزء من هذه القارة...
ففي 19 آذار/مارس 2014،
اعلن ضابط الاستخبارات السوفياتيKGB السابق فلاديمير بوتين ضمّ شبه جزيرة القرم الى روسيا ليضع الحرب الباردة على السّكة الحقيقية ويوقف التكهنات.. ويعلن لاحقاً انها: "أصبحت جزء من روسيا الى الأبد"...
وبكل تصميم واصرار يستكمل ضابط الاستخبارات خططه وتقدّمه نحو الحدود الاوروبية بعد ان بسط سيطرته جوا وارضا في سورية لنصلّ الى يوم:
24 شباط/فبراير 2022،
صباحاً، بدأ جيش ضابط الاستخبارات السوفياتية السابق عملية عسكرية شاملة في الاراضي الاوكرانية...
وتقول مصادرنا المقربة من الاستخبارات الالمانية أن عملية بوتين العسكرية هي من خطط ضابط الاستخبارات السوفياتية وحده منفرداً مستعيناً بفريق عمل كناية عن عقله المنغلق على ذاته حيث توقف الزمن عنده في حقبة السوفيات وكل غرضه الانتقام ولقب القيصر والسيطرة على المنطقة كالأخطبوط ينشر يداه ونحن على دراية تامة بطريقة تفكيره فهو الذي خدم في بلادنا - المانيا الديمقراطية سابقا من العام 1985 الى -1990.. وهو يؤكد ويثبت للعالم ان الحرب الباردة التي تكلّم عنها وتكهن بها رؤساء دول وسياسيين ومحللين وعسكريين واجهزة استخبارات قد اصبحت واقعاً ملموساً ونشاهده في كل وسائل الاعلام وهي حرب أعمق من البرد وأشد حرارة من لهيب القنبلة النووية...
فمن السذاجة ان نعتقد اننا في بلادنا كلبنان مثلاً خارج هذه المعادلة ونمرّ مرور الكرام على كل هذه الاحداث
وهنا،
لا بدّ من الوقوف على رأي جيران لبنان كـ الجمهورية العربية السورية فيعلّق الرئيس بشار الأسد أن الحرب الأهلية السورية هي حرب بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية..
وبالتالي الصراع الامريكي الروسي على حدود الجمهورية اللبنانية!
فبما أن الحرب هي على أبواب وحدود لبنان وكما يقال من يسيطر ويحكم سورية لا بد له من الناحية الاستراتيجية والنظرة العسكرية والسياسية من أن يؤمن حديقته الخلفية خوفا من المفاجآت وان يلقي بنظراته وقبضته على لبنان!
واذّ،
الدولة اللبنانية تسحب كرسيّها وتجلس على طاولة اللعب مع الكبار باصدارها بيان ادانة روسيا الاتحادية عبر وزارة الخارجية اللبنانية بعد ساعات من "العملية" العسكرية الروسية داخل الاراضي الاوكرانية وتطلب من روسيا وقف العمليات العسكرية فوراً وبان الدولة اللبنانية تدين اجتياح الاراضي الاوكرانية وتدعو روسيا الى سحب قوّاتها والعودة الى منطق الحوار والتفاوض كوسيلة أمثل لحلّ النزاع القائم بما يحفظ سيادة وأمن وهواجس الطرفين... معلنةً بالسياسة صراحةّ ان حدود التدخل الروسي في منطقة ساحل البحر الابيض المتوسط سيقف عند الساحل السوري...!
امّا موقف QUI DONNE ORDONNE وتأثيره في لبنان والمنطقة أي ايران فجاء على لسان المرشد الايراني السيد علي خامنئي عبر شاشات التلفزيون قائلاً: نحن نؤيد وقف الحرب ولا يمكن تخفيف حدّة الأزمة الا اذا عرف السبب الجذري.. وهو بحسب خامنئي: سياسات القوى الغربية وأكد ان ايران ترحّب بانهاء الحرب في اوكرانيا.. انّه الدهاء الايراني وتجارة الفستق ورسائل سياسة نسج السجاد العجمي..
لذا مخطئ من يعتقد ان لبنان ذو الاقتصاد "المدوّلر" متروك أمريكياً أو أن لبنان بحد ذاته قد يتخذ قراراً بالانتحار الجماعي لشعبه ومكنونناته بالتخلي عن الدولار الامريكي ... فهو بين:
- روسيا: المحكومة من ضابط استخبارات سوفياتي شغفه السيطرة على المنطقة قتلاً وتدميرا وتهجيراً للثقافة قبل الانسان مجبولة بنيّة الانتقام التي ترتبط ارتباطا وثيقا بصفة الغدر
- ايران: دهاة السياسة وصناعة السجاد الفارسي لأكثر من 2500 عاما الذي يصفه المرشح الرئاسي السابق سعيد جليلي بالعمل الدقيق والحساس والصبر الطويل الذي يؤتي ثماره المبتغاة
- اميركا: ببساطة قوّة الدولار.. أي الاقتصاد العالمي بالتالي لا قوّة بلا مال..!
وبنظرة سريعة الى تاريخ لبنان من السبعينات حتى التسعينات ولخروجه من حرب اهلية دمّرت الحجر وقتلت البشر واماتت قلوب بهجرة من استطاع سبيلاً.. فلوضعه على سكّة النجاة ولنهضة هذا البلد كان لا بد من:
- قرار سياسي
- دعم عربي ودولي
- قوة المال لاعادة اعمار الحجر والبشر واعادة المشرّد والمهجّر
- رجل مناسب بخلفية ما سبق اعلاه..
فتمّ على ارضٍ سعودية وبدعم سعودي انعقاد مؤتمر الطائف وبسلبياته او ايجابياته لن ندخل في شياطين التفاصيل ودغدغة مشاعر البعض!
فكان، رفيق الحريري رجل الاعمال اللبناني حملاً كل هذه الصفات وقد عُرِف بنجاحاته على كافة الصعد وبمشاريع التطوير العقاري والصفقات التجارية وعلاقاته الدبلوماسية بالاضافة الى انه يحمل الجنسية السعودية أيضاً..
لذا لا بدّ من ان يكون للمملكة العربية السعودية موطئ قدم في لبنان وهذا فعل حلال وأمر طبيعي في العلاقات التجارية ما حدا بيشتغل ببلاش..
ولا ننسى من ان الاسباب الرئيسية للدعم السعودي هو حبّ الشعب السعودي امراءً وملوكاً للبنان وبأغلبهم امّا تلقى علومه ودراسته او امضى مراحل الشباب والصبا في ربوع بلاد الارز او انه صاهر لبنان او انه تلقى افضل الرعايات الطبية في مستشفياته فكانت هذه نخوّة ولفتة عربية ومعاملة بالمثل بل وأكثر كرماً.. فكان الدافع.
31 تشرين اول/اكتوبر 1992،
رفيق الحريري رئيسا لوزراء لبنان، رئيسا لاعادة اعمار لبنان..
فاذ به يصطدم بدفع الخوات، وملئ الصناديق السوداء لكل اسم قد يخطر ببالك كقارئ لهذا المقال..
نعم، هذا هو ثمن الخروج من حرب اهلية، عمولات لامراء حرب وتجار موت ورؤساء احزاب وزعماء طوائف اعماهم الجهل والتعصب والكفر بالدولة والوطنية والولاء للعلم...
لكن الرئيس المظلوم كان يعلم الثمن وادرك باكراً انه لا بدّ لـشراع سفينة النجاة من ان يتحرك وتدغدغه رياح الامل والمستقبل والسلام فالمهمة المستحيلة سهلة عندما تعلم ثمنها وخاصة ان مملكة الخير اعطته شيكا على بياض لنهضة لبنان واعادة اعماره... ولكن يد الغدر طالته يوم 14/2/2005 لينتقل لبنان من حرب اهلية ودمار ودماء الى استقرار مع مجيء الحريري ثمّ حرب اقتصادية بكل ما للكلمة من معنى مع اواخر العام 2019...
- حرب اهلية..
- حرب اقتصادية..
نعم، التاريخ يعيد نفسه بأشخاص ولاعبين جدد واسلوب جديد، فهناك فرق كبير ومختلف بكيفية الخروج وخلفيات الاشخاص الذين ستوكل لهم مهمة الخروج من هذه الحرب الاخيرة..
فاذا،
بحاكم لبنان الفعلي امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يقول في تموز 2020 ان كلامه عن التوجه شرقاً لا يعني ان ندير ظهرنا للغرب ولا مانع لدينا من مساعدة أمريكا ويتابع ان مقاربة الوضع الاقتصادي يجب ان تكون مقاربة وطنية وان لا نقطع علاقتنا بالغرب وأي دولة لديها استعداد ان تساعد لبنان وان تضع ودائع وتقدم قروض وغيره وان السيد نصرالله منفتح عليه باستثناء اسرائيل.. واننا لا نريد ان نقطع اي أوكسيجين عن أحد ونضع كل اعباراتنا جانباً ليعبر لبنان هذه المرحلة.. ويركّز نصرالله على انه لا يجب تعطيل مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي ويجب فتح المسارات التي تمنع الانهيار والجوع في لبنان...
ويتابع نصرالله في حزيران 2021، ليشكّل أصدقاء السعودية وأمريكا وفداً وليأت البنزين والفيول والمواد الغذائية والسلع من دول الخليج وأميركا ونحن أوّل المؤيدين ومستعدون لفعل أي شيء لخدمة شعبنا وأهلنا الذين قدّموا التضحيات بينما البعض يسكن في برجه العاجي ولا يشعر بوجع الناس..
والادارة الامريكية على دراية تامة ان الحاكم الفعلي هو حزب الله، فامّا ان تروضه وتتعامل معه بالقطعة رويداّ رويداّ بما يحفظ مصالحها ورؤيتها ونظرتها السياسية في المنطقة أو تذهب الى المواجهة بكافة أشكالها معه وهذا ما لا تطلبه كون همّها وعدوها الرئيسي والاخطر هو التنين الصيني والتوسع الروسي.. امّا الايراني فهو لاعب سياسي يتقن فن سياسة حافة الهاوية ونحن نفاوضه..
والادارة الامريكية تعلم ان:
الشعب اللبناني بطبيعته شعب مسالم يحب الحياة بيته مفتوح للاجنبي والصديق حتى بيئة الحزب الحاضنة لن تشكل خطراّ عليها فهم ولا مرة قاطعوا البضائع الامريكية بطريقة فعلية أو جدية سوى لالتقاط بعض الصور الفوتوغرافية وتسجيل المواقف او بضعة لحظات لارضاء غرور في نفوس البعض...
لذا،
يأتي الردّ والتجاوب الأمريكي سريعاً بتسهيل تشكيل الحكومة وموافقة حزب الله على الأسماء كافة رغبةً منه بالتعاون كما قال قبل بضعة أشهر امينه العام لفعل أي شيء في سبيل خدمة الشعب اللبناني.. واعلانها يوم 10 أيلول 2021
فقد طالب نصرالله أصدقاء أميركا بالمساعدة فلبت هذه الاخيرة النداء بهدوء تام وبعيدا عن الاعلام والتصريحات وزكّت بين ليلةٍ وضُحاها:
المحامي أمين سلام لوزارة الاقتصاد
ولن نسرد هنا خبراته العديدة لكن سنذكر انه طوّر أعمالاً تجارية دولية وأنشأ وأدار بصمة دولية تشمل أكثر من 50 بلدا وساعد البنوك المركزية والتجارية الأجنبية على بناء شراكة مع الشركات الأميركية الكبرى..
والأهم علاقات الوزير أمين سلام المتينة بالدولة الامريكية العميقة ومركز القرار في العاصمة واشنطن...
اذاً ما بين السطور أبعد من وزارة ووزير..
هي خطّة أمريكية للنهوض بمركز لبنان الجغرافي السياسي فهو الذي يحدّه شمالا وشرقا النفوذ الروسي وجنوباً الكيان الصهيوني ومن الداخل حزب الله وايضاً ولانتسابه عاجلا ام آجلاً الى نادي الدول المنتجة للغاز والنفط وهو تعاون بالومى من الجهتين اي من قبل اميركا وحزب الله في لبنان!
اللبيب من الاشارة يفهم،
فقد أعلن نصرالله يوم السبت 29 آب 2020 بمناسبة يوم عاشوراء أن: أمريكا حاولت أكثر من مرّة فتح خطّ مع الحزب واعتماد أصدقاء مشتركين معه وطبعاً المقصود أمن اسرائيل وهذا ما لا يناقش فيه الحزب اصلاً..
ولكن،
على ما يبدو انه تمّ تفعيل خطة بديلة فكل فريق يقدم تنازل مقابل تنازل الاخر وباتفاق غير معلن وكما قلنا بالومى بين امريكا وحزب الله وطبعا بموافقة ايرانية الى ما بعد توقيع الاتفاق النووي بين طهران والدول الخمس +1 ليؤتي ثماره بمساعدة لبنان وانعاشه!
فمن نتائج الحرب الباردة الثانية والعملية العسكرية الروسية في اوكرانيا والنفوذ الروسي على حدود لبنان في سورية ومحاولته السيطرة على ساحل المتوسط استكمالا لسيطرته على الساحل السوري ان تقف أميركا في المرصاد وبانشاء أكبر سفارة لها في المنطقة مما تحمل من رسائل سياسية على المدى الطويل وبان تمنع دخول الشركات الروسية سوق انتاج النفط اللبناني وان تقف بوجه الضغوطات الروسية السياسية فكان بيان وزارة الخارجية اللبنانية المندد بالغزو الروسي لاوكرانيا، وان تمنع الشركات الصينية حتى من تقديم المساعدة بعد انفجار مرفأ بيروت او ان تدخل السوق اللبناني وتوقع العقود مع الدولة اللبنانية... فكانت وزارة الاقتصاد والتجارة هي المدخل للبنان من باب الدولة اللبنانية وبالطريقة الشرعية!
ويبدو ان حزب الله في لبنان بدأ يعتمد مقولة فرنسية: IL FAUT DE TOUT POUR FAIRE UN MONDE اي يتطلب امر من كل شيء ليكتمل العالم..
فليكن التعاون اقتصادياً مع أميركا وأصدقائها لانقاذ البلد فكما سهًل رفيق الحريري اعادة اعمار الحجر والبشر بدعم سعودي لانهاء الحرب الاهلية فمن الواضح ان المطلوب لمستقبل لبنان السياسي رجل جديد مناسب حتّى لو لم يكن له قاعدة شعبية تحرجه في قراراته... وللتذكير ان صديق أميركا في الحكومة الوزير أمين سلام رجل وطني محنك، غير مستفز وتوافق عليه الجميع لوزارة الاقتصاد وقد تواجد في ساحة الشهداء مع الثوار حيث تواجد جمهور حزب الله في بادئ الأمر، وهو حالياً يحاول ان يكتسب ثقة الشعب اللبناني أجمع ان كان من اسلوبه المعتمد من ضمن الوفد المفاوض لصندوق النقد الدولي او عمله ونشاطه في الوزارة وتواجده بين الناس مستمعاّ لمطالبهم وهو الذي ترك مولوده الجديد وتواجد في محطات البنزين منعا لاغلاقها وعرقلة اعمال المواطنين... وحتى انه استعان بالمجان ومن دون مقابل بشقيقه السيد كريم سلام ليعاونه وتقديم المشورة له في الوزارة كونه متمرّس على الساحة اللبنانية مستعيناً بالاية الكريمة: "واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري.."!
وعلى الرغم من كل هذه المعطيات الايجابية بالسياسة..
لكن،
سمعنا نحن من الشعب اللبناني بأشكاله وألوانه ومنهم عناصر وضبّاط الجيش وقوى الامن الداخلي والضابطة العدلية بأنواعها والقضاة، طبعاً الّا الطبقة السياسية الحاكمة، اسئلة عدّة للوزير سلام:
- اين هي قراراته الموجعة والحازمة بحق التجار والمحتكرين؟ نحن معه وامامه ليروي غليلنا من الكيّ اليومي ان كان من التلاعب بالاسعار او اخفاء البضائع لاعادة بيعها باسعار جنونية وما الى هنالك من متطلبات يومية تختلف اسعارها بين الصباح والمساء دون حسيب او رقيب ودون خوف من مساءلة...
- لماذا لم نسمع بخبر ان أحداً من هولاء الجشعين والمحتكرين يناجي زعيمه لينقذه من قرارات وزارة الاقتصاد وان هذا الزعيم يتهرّب لان الوزير سلام لا يتجاوب مع الواسطة؟
- وما هي المواد على اشكالها و الكميات المستوردة والمخزنة في البلد؟ ليكن اللعب على المكشوف
حضرة الوزير سلام،
ان وزارة الاقتصاد هي على احتكاك دائم ولحظة بلحظة مع الناس وقوتهم اليومي ومتطلباتهم وان الحكّام والزعماء يمكن تعدادهم على اصابع اليد الواحدة ولكن المستقبل هو للاحرار...
وانه بقراراتك الجريئة ويدك الحديدية وبهاتفك وباب مكتبك المغلق بوجه الزعماء، ورؤية التجار والمحتكرين خلف قضبان السجن سيقف امامك ويدعمك المواطن اللبناني الغنيّ قبل الفقير، لان الجوع والسرقة الموصوفة والنهب والجشع يطال جيوب الشعب اللبناني ولا تنسى المثل القائل: يلي بياخذ مالك خود روحه، بينما يقول الامام علي: لوكان الجوع رجلاّ لقتلته.. الشعب اللبناني أصبح في هذه المرحلة الأليمة
حضرة الوزير سلام،
نطالبك كمواطنين لبنانيين ان تكمل خطواتك بثقة وبخطط حازمة وهدف اجتماعي اقتصادي محدد لاعادة الدورة الاقتصادية للبلد واجتثاث الفساد والجشع رويداً رويداً ونحن ندرك انك فهمت من كلام النائب حسن فضل الله انه لو اراد فتح ملفات الفساد لطار القريب قبل البعيد.. فهذه رسالة من حزب الله بان هذه العملية خارج قدرتهم فلتتولى هذه المهمة اميركا وهي صاحبة الحق بالدولار وعبر أصدقائها الذين نادهم امين عام حزب الله، وهي الوحيدة التي يمكنها ان تتحمل نتائج هذه العملية او بالأحرى كلامها مطاع لان يدها تصل بسهولة الى جيب من يعنيهم الأمر..
ولما لا، فليكن التعاون مع أصحاب الدولار لانقاذ لبنان وثقافته وهويته العربية بوجه كافة الأطماع!
وائل بحسون
Waelbahsoun@gmail.com