قلب سورية يخفق في صدري
بقلم الشاعر القومي عمر شبلي
الشراع 12 كانون الأول 2024
أحبك يا سورية يا عاصمة روحي وطفولتي، أيتها المتَّشِحة بحزنك العربيّ المدمّى،
وبي ممّا رمتْكِ به الليالي
جراحاتٌ لها في القلبِ عمقُ
، إن تعرُّضَكِ اليوم للقتل الصهيوني يصيح بكل عربي ألا قم ودافع عن سورية. إن موتك يا سورية يعني موتنا جميعاً وحياتك تعني حياتنا، أنت يا ابنة المسجد الأموي منذورة ليصلي بك اليوم ضرار بن الأزور د وصلاح الدين الأيوبي، المسجد الأموي اليوم حزين وحجارته تردد مع أحمد شوقي.
مررتُ بالمسجد المحزون أسأله
هل في المُصلَّى أو المحراب مروانُ
تغيَّرَ المسجد المحزونُ واختلفتْ
على المنابر أحرارٌ وعُبدانُ
فلا الأذا نُ أذانٌ في منارتهِ
إذا تعالى ولا الآذانُ آذانُ.
سورية اليوم تتعرض لأبشع عدوان صهيوني فأين أنتم يا عرب، ألا تسمعون صوتها وهي تناديكم لحماية تاريخها، لحماية قبر صلاح الدين الأيوبي الذي يقصفه الصهاينة، بكل ما فيهم من حقد، والقبر بصمتٍ يقول لهم:
إنّ للمجد دمعةً حين يلقى
جثّةَ الليث عرضةً للكلابِ
على العرب اليوم جميعاً حماية سورية من العدوان الصهيوني وحماية وحدتها بصرف النظر عمن هو الحاكم فيها.
إن سورية التاريخ وسورية الجغرافية وسورية الوجود هي اعلى وأبقى من أي نظام يحكمها.لقد شهدت سورية كثيراً من أحداث التاريخ التي مرت بها وشهدت غزاة ومحتلين الجميع زالوا وظلت سورية وجوداً وتاريخاً وجغرافية. في سورية التاريخ ليس حدثاً يروى ،وإنما هو حقائق وشواهد. فأنّى اتجهت في سورية رأيت دليلا من شواهدها الخالدة. في غوطتها تجد قبر الصحابي شرحبيل بن حسنة وقبر أبي عبيدة عامر بن الجراح ،وتجد قبر صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس ،وتجد في حمص قبر خالد بن الوليد سيف الله المسلول وقبر معاوية بن أبي سفيان، وضريح العقيلة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب ،وتجد تكية محي الدين بن عربي ،وتجد في معرة النعمان قبر رهين المحبسين أبي العلاء المعري. وتجد حلب الشهباء وسيف دولتها ،ترى وتسمع شعر المتنبي وتسمع مع نزار قباني ابن دمشق
يا شام أين هما عينا معاوية
وأين من زاحموا بالمنكب الشهبا
فلا خيول بني حمدان راقصة
زهواً ولا المتنبي مالئ حلبا
يا ابن الوليد ألا سيف تؤجره
فكل أسيافنا قد أصبحت خشبا
وفي سورية شربنا الفكر العربي على ضفاف بردى ومقاعد جامعتها.
ستبقى سورية للعرب جميعا حتى ولو خذلها العرب في حمايتها، وهي تمر بأصعب مراحل تاريخها من عدو صهيوني
علينا جميعا ان نساعد دمشق وعلينا أن نردد مع الشاعر العلوي بدوي الجبل وهو يقول:
ويا ربِّ عزٌّ من أميةَ لا انطوى
ويا ربِّ نورٌ وهّج الشرق لا خبا
وأعشق برق الشام إن كان ممطراً
حنوناً يسقياه وإن كان خُلَّيا
ان سورية اليوم تقف في وجه أبشع عدوان بسبب أصالتها وعروبتها. إنها تستصرخنا ولن نتخلى عنها ،لأنها تاريخ وفكر وروح . ولأنها عربية الوجه واليد واللسان
الشراع