خاص-"الشراع"/ لهذه الاسباب يرفض حزب الله
خطط الموفدين الغربيين للحدود مع اسرائيل
الشراع 12 شباط 2024
اربعة الاف جندي يحتاج لبنان الى تجنيدهم من اجل الانتشار على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
والجديد في هذا الموضوع ليس فقط حاجة الجيش اللبناني الى زيادة عديده، بل الاهتمام الغربي ولا سيما البريطاني والفرنسي بمساعدة لبنان على تحقيق ذلك وتقديم كل ما يمكن تقديمه من اموال في سبيل انجازه، بذريعة العمل على الحؤول دون نشوب حرب رديفة او موازية لحرب غزة.
ولا يتوقف الامر عند هذا الحد ، بل ان البريطانيين عرضوا تقديم خدماتهم من اجل بناء ابراج مراقبة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة لمراقبتها على غرار ما قاموا به على الحدود اللبنانية –السورية ، لمنع تسرب الارعابيين الى لبنان دون ان يؤدي ذلك كما هو معروف الى وقف عمليات التهريب او وقف تدفق النازحين السوريين الى البقاع حيث تشير اخر الارقام الى ان اعدادهم في البقاع وحده تجاوز المليوني نازح في موازاة الارقام الرسمية التي تتحدث عن نحو 400 الف نازح فقط.
وبات معروفاً ان الموفدين الغربيين وتحت عنوان تنفيذ القرار 1701 يطرحون ما يسمونه ضرورة انسحاب وحدة الرضوان التابعة لحزب الله ومقاتلي النخبة الذين تضمهم الى منطقة شمالي نهر الليطاني والابتعاد عن الحدود مسافة تزيد عن السبعة كيلومترات. من منطلق ان هذا الامر في الحسابات الغربية يكفل عدم حصول احتكاكات بينها وبين الجيش الاسرائيلي ، وكذلك الحؤول دون نشوب حرب واسعة ،بعد تصاعد عمليات المواجهة بينهما خلال الاشهر الثلاثة الماضية نتيجة احتدام الحرب الاسرائيلية العدوانية على غزة.
وبالطبع فان الولايات المتحدة تؤدي في هذا السياق دوراً مرجعياًاساسياً، ومن الواضح ان تحرك الموفدين الغربيين باتجاه لبنان جاء بعد تحرك كبير مستشاري شؤون الطاقة في البيت الابيض آموس هوكشتاين والذي اخفق حتى الان في تنفيذ الأجندة التي كان هو في الاساس من وضعها قبل ان تتوالى زيارات الموفدين الغربيين الى لبنان من اجل تحريكها وتجاوز العقبات التي تعترض تنفيذها.
وليس سراً ان الهدف المباشر لهذه التحركات هو العمل على اخراج اسرائيل من حالة الارباك التي اصابتها نتيجة ما يحصل على الحدود مع لبنان ، وقد ادى بشكل اساسي الى نزوح ما لا يقل عن 150 الف مستوطن من شمالي الكيان . علماً ان هذا الرقم ليس دقيقاً كون الرقم الفعلي يتجاوزه بكثير . في ظل ما بات شائعاً بشكل واسع ويتصل بعدم ثقة المستوطنين النازحين بحكومة بنيامين نتنياهو والاجراءات التي اتخذها جيشهم ، ورفضهم بالتالي العودة الى المستعمرات المشار اليها من منطلق افتقادهم للشعور بالامان حيال ما يمكن ان يتعرضوا له من عمليات قصف وحتى عمليات اقتحام لهذه المستعمرات من قبل وحدات النخبة التابعة للمقاومة والتي يمكن ان تنفذ ما يشبه عملية طوفان الاقصى التي نفذتها كتائب عز الدين القسام في السابع من شهر تشرين الاول – اكتوبر الماضي وأدت الى انكشاف الامن الصهيوني واهتزازه بشكل غير مسبوق.
كل ذلك يشير بوضوح الى ان الوضع في الجنوب بات ضمن أولويات عدد من الدول الكبرى والغربية تحديداً . في وقت تقوم فيها اسرائيل وبشكل شبه يومي بتجاوز قواعد الاشتباك الجديدة المعمول بها منذ نحو ثلاثة اشهر. ولم تعد عملياتها العسكرية محصورة ضمن مساحة جغرافية محددة ، لتصل الى النبطية ومن ثم جدرا في اقليم الخروب قبل يومين ، مع التوقف ملياً امام العملية العسكرية التي استهدفت الضاحية الجنوبية وادت الى مقتل القيادي في حركة حماس الشيخ صالح العاروي.
وفي اعقاب سلسلة المواقف التي اطلقها قادة جيش العدو الاسرائيلي حيال تصاعد احتمالات قيامهم بشن حرب ضد لبنان، يبدو واضحاً ان ثمة تكاملاً بين ما يجري على مستوى تحرك السفراء الغربيين وما يجري في الميدان في محاولة لفرض ما يطرحونه وبشكل يناسب الموقف الاسرائيلي مع العلم انه جرت قبل حرب غزة ولدى التجديد لقوات الطوارئ الدولية محاولات من اجل ان يندرج عمل اليونيفيل في طار الفصل السابع من قرارات مجلس الامن ، وبما يعطي هذه القوات صلاحية فرض ما تعمل له بالقوة .
فهل يعني ذلك اننا سنشهد تصعيداً كبيراً قد يصل الى حد الحرب اذا لم يلتزم لبنان ودولته ومقاومته بما هو مطلوب منه من قبل اسرائيل وحلفائها الغربيين ؟
ما هو مطروح اولاً، يراد منه -كما يقول قيادي حزبي مقرب من حزب الله - ان يحقق لاسرائيل ما هي عاجزة عن فرضه بالحرب . ولو كانت تل ابيب قادرة على تحقيقه لما كانت ترددت في القيام به حاليا وقبل سنوات.
القيادي نفسه يشير الى ان لبنان التزم منذ العام 2006 بالقرار 1701 في حين ان اسرائيل هي التي لم تلتزم به وهناك مئات الوثائق بهذا الامر قام المسؤولون اللبنانيون بارسالها الى الامم المتحدة التي اكتفت بوضعها في الادراج .
اما بالنسبة لانسحاب وحدات المقاومة الى شمالي شهر الليطاني فهو يعني انسحاب او تهجير ابناء معظم القرى الحدودية بدليل ان القسم الاكبر من شهداء المقاومة في هذه الفترة هم من هذه القرى . في حين ان ابراج المراقبة التي عرض البريطانيون تركيبها في لبنان يجب ان يقابلها ابراج مراقبة موازية على الطرف الاخر من الحدود كما يضيف القيادي نفسه الذي اكد ان عمل هذه الابراج في البقاع على الحدود مع سورية كان بهدف التجسس على المقاومة ومقاتليها وتحركاتهم.
ولا احد كما يتابع القيادي يمكن ان يرفض زيادة عديد الجيش ، الا ان السؤال المطروح يتعلق بخلفيات ما يراد تحقيقه من ذلك من دول مارست سياسة العزل والحصار ضد لبنان ما ادى الى تفاقم ازماته الاقتصادية والمالية وانعكس على مؤسساته وبينها الجيش اللبناني. ولذلك فان المطلوب كان وما يزال اخراج لبنان من حالة العزل والحصار التي يعيشها وعندها لن يحتاج الى مساعدة احد ولا سيما بالنسبة لتجنيد اعداد كبيرة في المؤسسة العسكرية.
" ومن دون لف ودوران " كما يجزم القيادي نفسه فان المطلوب هو رأس المقاومة وضربها بطرق ملتوية .
ولذلك فان الحريص في العالم على لبنان عليه الضغط على اسرائيل للالتزام بالقرار 1701 والانسحاب الكامل من الاراضي اللبنانية سواء من النقاط التي سلمت اسرائيل ومعها هوكشتاين بصحة الموقف اللبناني ازاءها او من مزارع شبعا المحتلة .
هذا بالتوازي مع تأمين الضمانات الكاملة للبنان بعدم التعرض لاي اعتداء او عدوان اسرائيلي، وبما يكفل تأدية المهمة الاساس في عمل المقاومة كقوة ردع تدفع تل ابيب الى التفكير طويلاً وملياً قبل الاقدام على خوض غمار اي مغامرة عسكرية ، او اعمال عدائية كتلك التي كانت تقدم عليها بشكل شبه دائم قبل انطلاق المقاومة وعملياتها.