بيروت | Clouds 28.7 c

"حزب العمال الكردستاني Pkk" وحلم تأسيس كردستان الكبرى! / كتب: محمد المشهداني

 

"حزب العمال الكردستاني Pkk" 
وحلم تأسيس كردستان الكبرى! / كتب: محمد المشهداني

الشراع 5 شباط 2024

 

هو حركة سياسية مسلحة كُرديّة يسارية تأسست في عقد  السبعينيات من القرن الماضي   في منطقة كردستان تركيا كحركة انفصالية،  بمزيج فكري بين القومية الكردية والثورية الإشتراكية  تسعى لإقامة دولة ماركسية لينينية في كردستان. 
في مطلع عقد الثمانينيات من القرن الماضي.  دخلت في صراع مسلح مع الدولة التركية بغية نيل حقوق ثقافية وسياسية وتقرير المصير لكرد تركيا.  وأستمرت المواجهة حتى نهاية عقد التسعينيات، إلى أن أعتقلت تركيا زعيم الحزب عبدالله أوج الان  في كينيا مطروداً من سورية ، بعد صفقة عقدها حافظ الاسد مع الاتراك في عهد وتركوت اوزال ، الذي هدد بإحتلال  دمشق ان لم يطرد الاسد اوج الان الكردي العلوي .
دخل الحزب مرحلة جديدة من النزاع.
وفي العام 1978. 
نجح عبد الله أوج الان  مؤسس الحركة الإنفصالية الماركسية اللينينية  في جنوب تركيا بضم  مجموعة من اليساريين  المتشددين الى صفوفه بهدف إقامة دولة مستقلة للأكراد كخطوة لتحقيق حلم ما يسمى بكردستان الكبرى على الأراضي الحدودية بين كل من تركيا وإيران والعراق وسورية ،إما بالحل السياسي أو العسكري ليتحول عبد الله أوج الان  فيما بعد إلى قائد حركة مسلحة وتنظيم عسكري يعرف بأسم PKK. أو حزب العمال الكردستاني المسجل على قوائم الإرعاب  في عدة  دول .
بدأ  أوج الان  أول معسكراته التدريبية في وادي البقاع في لبنان تحت الحماية والرعاية  السورية ، حيث كانت سورية تنشر 30 الف عسكري في جارها لبنان ، وتتحكم في مصيره ..لتبدأ من هناك حرب ال40 عاما. ويبدأ الحزب العمال الكردستاني هجماته العنيفة  في تركيا لمدة عقد كامل بين العامين1980_1990. فيما يعرف بالنزاع أو الصراع الكردي التركي ، الذي بدأ  من العام 1979. وصعود حزب العمال الكردستاني.  وطال هجومه الشرس المدنيين والضباط والجنود الأتراك.  
وبعدها طرد الزعيم الكردي  من سورية في العام 1998. بعد المفاوضات والمحادثات بين تركيا وسورية ،وأنتقل حزب  العمال الكردستاني إلى جبل قنديل في محافظة السليمانية في شمال العراق ليتخذ منه معقلا ومقرا للحزب تقبع فيه قياداته حتى الآن. 
وبعد الأنتقال إلى جبل قنديل بعام واحد، تلقى الحزب العمال الكردستاني ضربه قوية بعد قبض القوات الخاصة التركية على عبد الله اوج الان في كينيا _ إفريقيا وجلبه إلى تركيا .وأدرجت الولايات المتحدة الأميركية والأتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني _ PKK. على قائمة الحركات والتنظيمات الإرعابية. وحكم على عبد الله أوجلان بالسجن المؤبد وفي هذه الأثناء كان الحزب يجهز مخططات للمرحلة التالية . 
وظهرت على الساحة حركات وتنظيمات أخرى تتبع  الأيديولوجيا ذاتها ، ففي  سورية ظهر الحزب الديمقراطي الكردي PYG. ووحدات حماية الشعب _ الجناح العسكري لحزب PYD. في سورية . وفي إيران حزب الحياة الحرة الكردستاني _ PJAK. وفي العراق حزب الحل الديمقراطي الكردي.  وتندرج هذه الحركات والتنظيمات كلها تحت أتحاد يعرف إتحاد مجتمعات كردستان. الذي يضم حركات وتنظيمات إنفصالية تعتبر بعضها وجها واحد ، وعلى الرغم من المفاوضات السلام بين عامي 2011_ 2012. التي بدأتها الحكومة التركية مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوج الان  ذاته في محاولة للتوصل إلى حل ،فإن المشهد بعدها سيتغير تماما. 
بعدها خرق إتفاق عدم إطلاق النار من جانب حزب العمال الكردستاني _ PKK. في 16 منطقة جنوب شرق تركيا أو كردستان تركيا.  مناطق حكم ذاتي لتتحصن فيه عناصره في تلك المناطق وقبل أن تنجح العملية العسكرية التركية في إستعادة السيطرة عليها ،إلا أن محاولات الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط لتحقيق حلمه في تكوين كيانه الإنفصالي ليحتل أجزاء واسعة من محافظات الحسكة والرقة ودير الزور في سوريا ويسيطر على مناطق حدودية مثل القامشلي ورأس العين وتل أبيض ومنبج وعفرين وعين العرب. ليكون بذلك مسيطرا على ثلث مساحة سورية في الشمال ،ويخلق ممرا كامل على الشريط الحدودي مع تركيا . 
ويمول الحزب العمليات فيه بميزانية وصلت إلى 50 مليار دولار حسب المصادر. 
وأدرجت إدارة مكافحة المخدرات الأميركية أسماء قادة عدة من الحزب العمال الكردستاني _ PKK . على قائمة تجار المخدرات في العالم ونشر اليوربول أن حزب Pkk. هو الموزع الأساسي في أوروبا ولم يكن هذا فحسب ما يزعج تركيا إذ يتلقى حزب YPG دعما مباشرا من الولايات المتحدة الأمريكية حليف تركيا في حلف شمال الأطلسي _ الناتو. ولهذا السبب دفعت الولايات المتحدة الأميركية في إتجاه تغيير أسم الحزب من جديد . 
و تذهب بعض الإحصاءات والمصادر إلى أن مجموع من قتلهم حزب العمال الكردستاني _ PKK . يبلغ أربعين ألف شخص. ولم تقتصر عمليات مسلحي حزب العمال العسكرية على الجيش التركي بل شملت مدنيين أتراك وأكراد، خصوصا من المتعاونين مع الحكومة التركية، كما شملت بعض السائحين الأجانب. وقد وجهوا ضرباتهم لبعض المصالح التركية في البلدان الغربية. في المقابل يتهم الحزب الجيش التركي بتدمير آلاف القرى الكردية وتهجير العديد من الأسر إلى تركيا.

محمد المشهداني _ الشراع