بيروت | Clouds 28.7 c

حوار مثمر مع وليد بيك / الشراع 25 شباط 2024

 

حوار مثمر مع وليد بيك 
الشراع 25 شباط 2024

  • تنشر الشراع هذا المقال - التقرير الذي اعده الخبير المائي المعروف الدكتور سمير زعاطيطي ، بعد سلسلة لقاءات وتحركات ميدانية ، يجيد د سمير الحراك حولها لإيصال الحقائق العلمية الى من يستطيع تحويلها الى نتائج  عملية على الارض 



لماذا تغييب علوم الأرض عن مشاريعكم الإنشائية؟
مع الزعيم وليد جنبلاط 
أول ما قاد المعرفة بيننا سؤاله المباشر في دارته في كليمنصو "لم أنت ضد سد بسري"؟ كان ذلك من حوالي خمس سنوات ونحن في خضم حملة  التضامن مع أهالي مرج بسري المناهضين لإقامة السد.
كان جوابي لست أنا وليد بك  من يقف ضد السد، ولكن  البعثة الجيولوجية الفرنسية التي درست المنطقة وكتبت أن "وادي بسري هو وادي إنخسافي"
Une Vallée d'effondrement.
قال هذا كلام قديم ويعرفه فلاحو المرج، قلت نعم لكن هناك معطيات جديدة عرفنا منها لماذا يخسف الوادي.
 سألني مباشرة بعدها ما هي هذه المعطيات؟ أجبت معطيات هيدروجيولوجية حصلنا عليها  من متابعة عمليات حفر آبار خاصة في المرج ،وآبار مجلس الإنماء والإعمار الأربعة، التي إخترقت وحسب أقوال حفارين ثقة مجاري مائية ضخمة في قلب صخور كلسية قاسية تعود لعصر الجوراسيك الأعلى، بدأ إختراقها بعد حفر من ٩٠ الى ١٠٠ متر في جرفيات نهر الأولي.
جريان المياه بسرعة داخل هذه المجاري أدى إلى شفط الهواء من الآبار ،مما خلق فراغًا داخلها أدى إلى إنهيار الجرفيات النهرية الهشة من فوق، وترادم جدران البئر.
قام وليد بك بعدها من مقعده وأعطاني بطاقته وتمنى علي أن أرسل له دراستي المكتوبة، عن مخاطر إنشاء سد في مرج بسري.
بقي التواصل مع وليد بك متقطعا لكن لم ينقطع خلال السنوات الخمس الماضية ،كنت أرسل له مقالاتي التي تتعلق بمواضيع الجيولوجيا والثروة المائية.
مؤخرا سألني عن رأيي بإنهيارات الطرق ،لاسيما في منطقة طريق الدامور كفرحيم والجاهلية، وهل هناك خطر على سكان المباني في سرجبال.
حضرت له الرد أنا وزميلي المهندس المدني  راشد سركيس  بعد الكشف الميداني على الأرض ،وجاءت النتيجة أن لا خطر مباشر على أبنية سرجبال ،لكن الخطر يكمن تحتها في الطريق الى الجاهلية، حيث تتكشف الطبقة الصلصالية الترابية التي أدت إلى إنزلاق الطريق وإنهيار بلوكات الحجارة من فوق.
بعد فاجعة مبنى الشويفات إتصل بي وليد بك ليلا وأرسل لي رقم المير طلال أرسلان، تم التواصل معي من قبل مكتب المير صباح اليوم التالي ،وتم ترتيب زيارتنا أنا وزميلي راشد إلى موقع المبنى المنهار بناءا على طلب شفهي من ممثل لبلدية الشويفات.
لدي وصولي للموقع أحسست برهبة الموت تحت هكذا أنقاض ،لمواطنين أبرياء دفعتهم الحاجة إلى مأوى الى السكن هنا.
الموقع كان جزءا من الحرج المتكشف شرقي الشويفات تم إقتطاعه بشكل عامودي لتظهر تحت الحرج تتابع صخور كلسية قاسية مشققة ،لقربها من كسر أرضي و صخورمارلية هشة معروف عنها أنها تنتفخ بمياه الأمطار.
هذا الخليط الطبيعي عمل منذ ٣٠ عاما (تاريخ بناء الثلاثة أبنية التي تم تشييدها في الفجوة المصطنعة تحت الحرج) على تأمين مياه عبر الشقوق والتفسخات الصخر القاسي للمواد المارلية الهشة ،لتنتفخ ويزيد حجمها وتتحول الى وحول متحركة تضغط بإتجاه جدران الدعم العامودية، وتنزلق تحت المباني بإتجاه ساقية وادي المغارة المحاذية للمبنى المنهار.
صورت من تحت الأنقاض الدلائل الحسية الطبيعية الكفيلة بالبرهان العلمي لما تصورته قد حدث خارج وحوالي المبنى.
إنهيار المبني بشكل عامودي effondrement جاء من وجود فراغ خلفته الوحول المتحركة تحته  ،بعد جريانها بإتجاه الساقية.
كان لكتل الصخور القاسية المنهارة من فوق المباني أثر كبير  في هدم الجدران وتصدع الأعمدة.
نقلنا الصورة لوليد بك بشكل تقرير جيولوجي مفصل وتقرير هندسي من الزميل راشد لوضعه ،وهو  الشخص الوحيد الذي طلب رأي باحث جيولوجي بما يحصل للبنية التحتية كل شتاء وخصوصًا في هذه السنة الماطرة بإمتياز.
تم دعوتي وزميلي الى دارته في كليمنصو السبت  مساءا ،حيث تم التعرف علينا بشكل أفضل وعلى نشاط كل منا في حماية البيئة اللبنانية من سوء الأشغال والأضرار التي تطال الأبنية والطرقات جيولوجيا وهندسيا، تطرقنا الى سد بسري والسدود الخمسة الفاشلة، ثم تكلمنا  عن مطمر جبل تربل ووقفه بهمة الأهالي وفعاليات شمالية منها النائب السابق مصباح الأحدب و الصديق كاظم الخير والمغترب السيد أحمد دوري علم الدين.

شكرناه على حمايته جبال الصفا الباروك نيحا التي تشكل مخزنًا جوفياًمهم جدا يغذي الينابيع والأنهار تحتها، منع العمار في هذه المناطق الحساسة التي تغذي المخزن بمياه الثلوج الذائبة والأمطار وعلى الإستضافة وعلى ثقته بخبرتنا وعلمنا.
خرجنا ونحن نتساءل ماذا بعد؟
 قمنا بواجبنا  وقدمنا التقارير، من سيطلع عليها من المسؤولين الذين لم يكلفوا نفسهم عناء سؤال الجيولوجيين عن رأيهم بما يحصل.
نتساءل من هي الجهة العلمية الرسمية التي ستتلقف هذا الجهد المبذول لتوضيح ما حصل ولإتخاذ التدابير الضرورية لحماية الناس؟
يبقى السؤال معلقا حتى الآن ولا جواب منتظر.
شكراً وليد بيك ، فلم يهتم احد قبلك ، ولا ندري ان كان هناك من سيهتم … وننتظر نتائج اهتمامك
الهيدروجيولوجي
د. سمير زعاطيطي
بيروت ٢٥ / ٢ / ٢٠٢٤