بيروت | Clouds 28.7 c

حوار مع مشكك في أعمال المقاومة / بقلم حسن صبرا

 

حوار مع مشكك في أعمال المقاومة / بقلم حسن صبرا 
الشراع 10 تموز 2024


ما زلت استحضر ،في كل يوم يمر على "طوفان الأقصى "في 7/10/2033.. استهتار احد الزملاء الاعلاميين المنخرطين في احد التشكيلات السياسية ، في اليوم التالي لبدءالعدوان الصهيوني على قطاع غزة،بالخسائر التي يمكن ان تلحقها حركة حماس بالقوات الصهيونية ، وهو يتحدث  متباهياً بأن العدو يملك الف دبابة وعربة مصفحة .. وان حماس ستحتاج إلى سنوات لتتخلص منها، لكن - في رأيه - ان اسرائيل ستنهي  حماس قبل ان تخسر إسرائيل 10%من قوتها ..
الآن ، وبعد مرور تسعة اشهر على التصدي الفلسطيني في القطاع للعدوان ، وبعد اعتراف العدو بآلاف القتلى والجرحى في صفوفه ( لم يذكر العدو  مرة واحدة ، خسارة اية دبابة او عربة مصفحة طيلة هذه الأشهر التسعة ) ، وبعد ان أدت جرائم العدو الهمجي إلى انقلاب حقيقي في معرفة الحقيقة، في حق الشعب الفلسطيني في قيام دولة فلسطينية مستقلة، وبعد ان اصبح الكيان الصهيوني معزولاً، من قبل أقسام مختلفة من دول وشعوب العالم ، وملاحقاًقضائياً من مؤسسات عالمية، بتهم ممارسة جرائم ابادة وتطهير عرقي وقتل أطفال وتدمير مؤسسات مدنية ومستشفيات ومدارس .. 
وبعد ان ثبت ان حماس تطور قدراتها القتالية ، وتوقع خسائر كبيرة ويومية بالعدو داخل وخارج غزة ، انتقل الإعلامي نفسه ( وغيره الكثيرون ) من التشكيك بالمقاومة الفلسطينية ، إلى التشكيك بالمقاومة الإسلامية في لبنان ، على خلفية العداء السياسي والطائفي لحزب الله .
وكلما اغتال العدو الصهيوني قيادياً من المقاومة ، خرج هذا الإعلامي كالكثيرين مثله ، للحديث بما يشبه الشماتة بحزب الله ، وهو وزملاءه  يكتفون بذكر خسائر المقاومة ، وصمت عن خسائر العدو .
غير ان الذروة في الجهل والتجاهل يصل ذروته ،مع بث المقاومة شريط فيديو لوقت طويل لبنك اهدافه في حيفا وما بعد حيفا ..وهم يتطاولون على المقاومة والإسقاط عليها ،بأنها تسعى لاستدراج العدو لتدمير لبنان ، لكأن جرائم العدو منذ نشأته ضد لبنان ( قبل الطائف وتركيبته السابقة عليه ) كانت برداً وسلاما على وطن الارز 
ولا يستوعب المشككون طبيعة دور الهدهد ، في منع الحرب .. ولا يريدون فهم قول الله تعالى: " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ".. وإطلاق "هدهد" فوق فلسطين المحتلة الذي يحمل فعلاًدور القدرة على التدمير في الحرب ، يحمل ايضاً دور تحذير العدو من الدخول في حرب لن تبقي ولن تذر .. وهذا ما يلزمه التوقف عن فكرة الحرب الشاملة على لبنان .. اليس هذه هو زعمهم الذي بحجته يهاجمون حزب الله ؟ اليس عمل الحزب هو الجمع بين مسؤوليتين هما:
١- اثبات قدرته على الوفاء بواجباته الوطنية والقومية في الدفاع عن فلسطين ، من خلال مساندته المقاومة على ارضها 
٢ - الإمساك بزمام الأمور في المواجهة مع العدو على الحدود اللبنانية - الفلسطينية المحتلة بميزان دقيق .. لم يسمح للعدو بإستدراجه إلى ما لا يريد ، وهو يراعي وضع لبنان الطائفي والمذهبي ، وعلاقاته المتشعبة .
واذا قلنا ان قوة لبنان في مقاومته .. عاد شعار قوة لبنان في ضعفه ليتساوى في الوجود مع الشعار الاول 
وما زال الحوار مستمراً