"جاريد كوشنر" عائداً مع عمه ترامب!!

محمد المشهداني

الشراع 16 حزيران 2024

هو رجل أعمال ومستثمر أميركي  يهودي أرثوذكسي. جاريد كوشنر  هو المالك الرئيسي لشركة كوشنر بروبرتي وصحيفة نيويورك أوبزيرفر، التي أشتراها في العام 2005 . وهو نجل قطب العقارات الأميركي  تشارلز كوشنر، كما أنه متزوج من إيفانكا ترامب، إبنة الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأميركية  دونالد ترامب.
و بعد رحيل دونالد ترامب عن رئاسة الولايات المتحدة الأميركية  لم يغب هو بل كان في جولة الشرق الأوسط يبحث عن ممولين ومستثمرين لشركته الخاصة وحضر في الفيديو في تحقيقات الكونغرس حول أحداث أقتحام مبنى الكابيتول وحضر في الإسم تحقيقات لجنة الرقابة في مجلس النواب تتعلق بشبهات فساد.
 أنه الحاضر الغائب والمزيج المحير من الجهل والثقة كان أقوى رجل في البيت الأبيض وكان بلا مهارات .

ولد جاريد كوشنر في العام 1981. ويوصف أنه فتى مهذب يحترم والديه ولا يرتدي الجينز والسترات مثل أبناء عمومته ،بل قميصا وربطة العنق كما يحب والده، ويحيط معصمه  بسوارمن الخيوط الملونة بالأحمر. تعلم من جدته راي أنه يقي من الشر .ويعترف جاريد كوشنر في لقاءاته الإعلامية في تأثره بالماضي في توجهاته للمستقبل ..وينطبق ذلك على سبيل سجن والده تشارلي في العام 2005. ب 18 تهمة كان ذلك دافعا له للعمل على ملف إصلاح السجون على حد تعبيره. طبعا ندم دونالد ترامب على قبوله نصائح صهره كوشنر في ملف العدالة الجنائية لاحقا لكن جاريد كوشنر لا يعترف  بأخطائه ويؤمن بحسب مقربين منه أنه دائما على حق . الشاب الذي دخل مبنى البيت الأبيض مستشارا للرئيس في عمر ال 36 . وسيحضر أبطال ماضيه في سيرته الذاتية و سيرة الولايات المتحدة الأميركية عدة مرات. 
وهو كان متحمساً لأكثر الملفات إرباكا اللإدارات الأميركية السابقة. وهي إصلاح السجون و الصراع الإسرائيلي الفلسطيني _ العربي وملف الهجرة . أن الحياة معجزة بالنسبة لجاريد كوشنر هو يعتقد أن كل شيء ممكن فهو يدرج لنفسه بصفته سليل عائلة نجت من "الهولوكوست "بحفر الأنفاق بالملاعق وستنجو دائما.  لذلك إندفع إلى الإمام وراكم عليه مسؤوليات عدة تتجاوز خبرته وكفاءته على حد تعبير الكاتب فرانكلين فوير.  

نشأ عقل جاريد كوشنر على حب إسرائيل ،حيث تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة نهارية يهودية في ولاية نيو جيرسي الأميركية، التي يرفع فيها العلم العدو الإسرائيلي وتعليم الطلاب رسم خارطة دولة العدو الصهيوني غيبا ،ويلقن كلاما عن العمليات العسكرية الفلسطينية ضد اليهود. ونشأ جاريد كوشنر في عائلة تتبرع  للمستوطنات الإسرائيلية وتعتز  بهويتها الدينية اليهودية المحافظة ،لذلك ليس مستغربا أن يعجب بكيس من التراب أهداه له الروس حيث يمثل الكيس  له ولعائلته ذكريات النجاة من "الهولوكوست ". وتربى جاريد كوشنر في عائلة معروف عنها السخاء في دعم العدو الإسرائيلي ،والده صديق مجرم الحرب بنيامين نتنياهو
 من تخيلاته ان بنيامين نتانياهو نام في غرفة جاريد كوشنر في الطابق العلوي ونام جاريد في الطابق السفلي ولقد تغيرت ميوله نحو الحزب الجمهوري في العام 2012. بسبب سياسات الرئيس الأسبق باراك أوباما الأقل صداقة إتجاه إسرائيل.  
وكان حديث العهد في السياسة ،لكنه أشرف على الملفات الأكثر حساسة وجدلا في أقوى دول العالم أميركا. 
سؤال أذا عاشت عائلتك محنة الهولوكوست فستكون متعاطفا مع محنة اللاجئين والمهاجرين ولديك إستعداد لمد يد العون والمساعدة لأولئك الذين كانوا في موقف كانت عائلتك فيه ذات مدة أليس كذلك؟ .
بالنسبة لجاريد كوشنر الإجابة لا أذا كانوا من عائلتي .
نعم رأى جدته  واحدة من بضع مئات الناجين من النازيين في حي نوفربيركوفيتش اليهودي الواقع حاليا في بيلاروسيا وجده جوزيف بيركوفيتش أضطر للتحايل حتى يحصل على الفيزا الأميركية في العام 1949. وغير جوزيف أسم عائلته مدعيا أنه أبن والد زوجه ،وبذلك سيحمل جاريد لقب عائلة كوشنر بدلا من بيركوفيتش إلى الأبد. 

ووصلت العائلة إلى مدينة نيويورك _ الولايات المتحدة الأميركية لتعيش على المعونات والمساعدات ،ومع الوقت سيصبح اللاجئون المضطهدون  الفارون  من "مجازر ومذابح "النازية إلى أثرياء لكن هذه المعاناةالعائلية لا تجعل من جاريد متعاطفا مع الهجرة والمهاجرين !!لقد دعم فكرة بناء الجدار مع المكسيك وفكرة حظر دخول بعض الجنسيات إلى الولايات المتحدة الأميركية وسعى لإنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينييون. 

وفي العام 2017 . كوشنر غير محايد ويفاوض لأجل إسرائيل وكما تريد إسرائيل بالحد الأقصى و أما ما يريده الفلسطينيون فلا ينظر اليه ابداً
عقل كوشنر يريد إنهاء القضية الفلسطينية ويريد القدس عاصمة لإسرائيل من دون أي مقابل أو إعتبارات تأريخية .
تجمع الرؤساء الأميركيون السابقون تجنبوا الإقدام على هذه الخطوة لكن دونالد ترامب فعلها ويريد أعتراف أميركا بأن الجولان المحتل أرضا إسرائيلية غير عابر بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242. ويريد تطبيعا بين الدول العربية و إسرائيل طبعا بلا مقابل ووقف معطيات الوقائع على الأرض وهو المخطط في إنهاء قضية اللاجئين على حد تعبير فورين بوليسي عبر التخطيط للقضاء على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة المعروفة بوكالة الأونروا بحجة أنها لا تساعد في السلام . جاريد كوشنر كان عراب ما يعرف بصفقة القرن التي تعرض على الفلسطينييون القبول بخيار وحيد وهو أرخبيل من الجزر فوق بحر المستوطنات العدو الإسرائيلي.  
ألتقى جاريد كوشنر إيفانكا ترامب في العام 2007. وبدا العلاقة معها وبعدها إنفصلا لأسباب دينية وفي العام 2008. تزوجا في العام 2009.  و بعد أعتناق أيفانكا ترامب الديانة  اليهودية وسط دهشة العائلة. وتقول الزوجة عن زوجها أحلامه جريئة بشكل لا يصدق ويمكن أن ينهار العالم من حوله ولا شيء يزعجه . هذا الزوج سيكون السبب الوحيد الذي يدخل جاريد كوشنر في البيت الأبيض.  
أعتاد جاريد كوشنر في سماع عبارة ماذا يحدث بحق الجحيم في بداية اللقاءات مع دونالد ترامب لكنه لا يتذمر ولا ينتقد وهو في صميم هوية أبن بار كان ينصح مسؤولي البيت الأبيض.  
دونالد ترامب يصنع الأمواج وبعدها عليك أن تبذل أقصى جهد ممكن للبقاء على لوح التزلج. 
وهو يفضل التقرب من الرجال الأكبر منه سنا وأصحاب السلطة ويبرع أمامهم في لعب دور الشاب ذو الإنجازات الكبيرة الذي يتحكم بالحكمة ويعرف جاريد كوشنر جيدا كيف يظهر الأستسلام لمن أمامه كي يحصل على ما يريد و إبتكر إستراتيجية لكسب ثقة دونالد ترامب بالرغم من كل شيء و أن تجعله سعيدا . 

طريقة جاريد كوشنر الحسابية 
مع كل واحد خبر تضع أثنين خبر سعيد وتنتصر في إمتحان إسعاد الرئيس وكسب ثقته وحتى لو كانت الأخبار مبالغا بها أو كافية . 
ويقول الكاتب فرانكلين فوير في مقاله في صحيفة ذات لانتك عن جاريد كوشنر منذ سنا مبكرا يعلم جاريد كوشنر كيف يراكب النفوذ من خلال خدمة مصالح الشخصيات الأقوياء في إخلاص و يعرف كيف يتجنب أن يصبح هدفا لهم وعلى الرغم من قوته لكنه صعوده يطلب خضوع الذات ونفي المبادئ والقيم.  
يظن جاريد كوشنر أنه أفضل متحدث أمام الإعلام تعزز شعوره منذ شرائه صحيفة نيويورك أوبز يرفر صاحبة التأثير الكبير في مدينة نيويورك في العام 2006. ويعتقد في ذاته أنه أفضل رجل أعمال فقد باع أملاك عائلته في الضواحي وإشترى برجا ضخما من 41 طابقا في مدينة مانهاتن ليصبح جار دونالد ترامب وصهره وهو يرى في نفسه شخصا مثقفا درس في جامعة هارفارد ويغير التأريخ ويمتلك نجاحات هائلة وأنه يرى المستقبل البعيد وسيكون هو على حق في نهاية المطاف ويعتقد أنه الشخص الوحيد المناسب لحل جميع المشاكل العالقة وأنه من يحول الهزائم إلى إنتصارات.

جاريد كوشنر في نظر المنافسين والمجتمع 
بلا أي خبرة ولا يقيم أي إعتبارات إنسانية بالنسبة له العلاقات الإنسانية عبارة عن معاملات هكذا يصفه موظفون سابقون في الصحيفة التي يمتلكها و إنتهازي ربما فبعد خسارة دونالد ترامب في الإنتخابات توجه جاريد كوشنر إلى دول الخليج العربي بهدف جمع بعض الأموال في عدة إستثمارات خصوصاً بشركة Affnty . ورفضت الإمارات وقطر وأما صندوق الإستثمارات العامة السعودي فقد ساهم بعد ستة أشهر من إنشاء الشركة بملياري دولار تمثل نصيب الأسد من إجمالي أصول الشركة البالغة 2.5 مليار دولار.  
كارولين ب مالوني النائبة الديمقراطية التي تقود لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب أرسلت لجاريد كوشنر رسالة في يوليو / تموز في العام 2022. كتب فيها 
الأموال السعودية تظهر كما لو أنها عملية مقايضة معك مقابل عملك في السياسة الخارجية . 
والعديد من خبراء السياسة الخارجية الأميركية يقضون حياتهم المهنية بكاملها منتظرين الحصول على وظيفة في البيت الأبيض .ولكن جاريد كوشنر لم يتطلب الأمر سوى أن يكون صهر دونالد ترامب  لقد صنع حياته المهنية من القمة المباشرة.  
وتقول الصحافية ألكسندرا بيتري ساخره :"الحمد لله أننا إنتخبنا شخصا عرف هذا الرجل الرائع الذي  لولاه لما كان أحد ينتخبه أو يعينه في أي  شيء".  

وفي العام 2022. ظهر جاريد كوشنر في مقطع في مقطع فيديو مصور وعرض في تحقيقات الكونغرس من حول أحداث أقتحام  مبنى الكابيتول في يوم 6 يناير في العام 2021. كان لأول مرة شخصا بدون قوة أو قناع على حد تعبير صحيفة نيويورك تايمز وحصل جاريد كوشنر على دروس في الكتابة على الإنترنت قدمها له كاتب أفلام الإثارة الأكثر مبيعا جيمس باترسون ..و خلال أسبوعين أنتهى جاريد كوشنر من كتابة 40 ألف كلمة!! وفي مذكراته ستجده متفاخرا بإتفاقيات اقامة علاقات مع العدو الإسرائيلي وسيعتبر أنها أكبر إنتصار دبلوماسي للولايات المتحدة الأميركية منذ عقود،ويتبرا من الأشياء التي ثبت خطؤها ويتمسك بالفضل بأشياء أخرى 
جاريد كوشنر لا يزال في ال42 من العمر هل يعود مع عمه دونالد ترامب إذا فاز في الإنتخابات الأميركيةالتي ستجري يوم 5/11/2024. 

محمد المشهداني

الشراع