بيروت | Clouds 28.7 c

اطلب الصلح ولو في الصين!! / بقلم حسن صبرا

 

اطلب الصلح ولو في الصين!!
بقلم حسن صبرا

الشراع 25 تموز 2024

 

لم يكن وقوف محمود عباس وخالد مشعل عند الكعبة المشرفة   ، والتمسك بأستارها ، والقسم بتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس ، وامام واحد من أشرف حكام العرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز…كافياًكي يلتزم طرفا الصراع والنزاع بما أقسما عليه،وتحقيق المصالحة بينهما .
ولم يكن سقوط نحو أربعين الف مظلوم فلسطيني في قطاع غزة ، وضعف الرقم المخيف من الجرحى والدمار والإبادة والتعطيش والتجويع والتهجير المتكرر … لم يكن كل هذا ليشعر المعنيين بحتمية المصالحة ( من دون ان ننسى دور قائد حماس في الداخل يحىي السنوار في تجسيد الوحدة من خلال الإشادة الدائمة بالقائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، وتكليفه المناضل الفلسطيني الشيخ صالح العاروري بالتنسيق مع قيادات من فتح في الضفة الغربية لإسناد المقاومة الفلسطينية في غزة)
حتى جاء دور الصين في مسعى المصالحة المستحيلة بين ابناء القضية الواحدة ، التي استطاعت عملية طوفان الأقصى والهمجية الصهيونية بالرد عليها ، ان تشكل شبه اجماع عالمي غير مسبوق حول قضية محقة قبلها ، إلا حول حتمية انهاء دولة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا ، وقد قيض  لها النصر بفضل نضال وعقل وجهد ايقونة أفريقيا بعد جمال عبّد الناصر نيلسون مانديلا..
ونحن نعتقد ان الصين ما كانت لتقوم بهذه المبادرة إلا بعد امرين متكاملين :
الأمر الاول هو صمود المقاومة الفلسطينية في مواجهة الهمجية الصهيونية .
الأمر الثاني هو شبه الاجماع العالمي على وقف حرب الابادة التي يشنها الكيان الصهيوني على شعب اعزل محاصر   ، لا يملك سوى ارادة قتال تمثلت في مقاومته الصامدة  .
ودولة بحجم ومكانة الصين، لا تقدم على مبادرة سياسية في قضية معقدة ومع مجموعات مقيدة بمصالح وحسابات صغيرة ، لو لم تكن ضامنة للحد الادنى من النجاح ( ولها في جمع المملكة العربية السعودية وايران في بيكين منذ اكثر من عام لفرض هدنة مستمرة حتى الان ، نموذج يحتذى ) .
نجحت الصين في جمع التناقضات الفلسطينية في رؤية واحدة لليوم، واليوم التالي بعد انتهاء الحرب الوحشية … على الاقل في تجاوز التصريحات السياسية المستفزة ، التي وصلت في بعضها الى التخوين ( خلافات العرب غير اخلاقية ، ولا تترك فرصة لخط العودة ) 
المسألة الثانية المهمة هي في تكريس الشرعية الفلسطينية في القوى الكبرى الحالية ، سواء في السلطة الفلسطينية ، او حركة حماس ، واعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية ( الخطوة الثانية ستكون في اعادة بنائها من الداخل على ضوء الواقع الجديد اثر طوفان الأقصى وصعود المقاومة المقاتلة وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين..)
الأمر المهم ايضاً ،هو اسقاط كل مسعى تفتيتي صهيوني للداخل الفلسطيني من خلال اصطناع بدائل محلية عشائرية او عائلية   ،او محلية ..في محاولة لتحل مكان المقاومة الفلسطينية الشرعية المقاتلة .
واخيراً
نكرر كتابة هذه الواقعة وفيها :
ان وفداً من حركة فتح ذهب إلى الصين بعد انطلاقة العمليات الفدائية ، اثر هزيمة حزيران / يونيو 1967…وقال احد اعضاء الوفد الفلسطيني لمسؤول صيني :
جئنا نطلب نصائح ثورة الصين في عملية التحرير ، لنستفيد منها في ثورتنا !!
رد عليه المسؤول الصيني صادماً اياه :"لماذا تأتون الينا للحصول على نصائحنا وخبرتنا في حرب التحرير ، وانتم لديكم ثورة الأمير عدد الكريم الخطابي لتحرير المغرب من الاستعمار ؟؟!"
مرة ثانية وثالثة ودائماً : الوحدة الوطنية الفلسطينية هي صنيعة فلسطينية قبل اي امر آخر 
الشراع