إنتخابات فرنسا: كسب معركة لا يعني بالضرورة كسب الحرب/ باريس من اريك مسرة
الشراع 11 تموز 2024
—تمخضت الدورة الثانية للانتخابات التشريعية في فرنسا (الأحد ٧ تموز)عن نتائج فاجأت الكثيرين من المراقبين. فقد احتلت الكتلة اليسارية ( الجبهة الشعبية الجديدة ) المرتبة الأولى بحصولها على ١٨٢ مقعدا، واحتلت كتلة "معاً"الداعمة لرئيس الجمهورية أيمانويل ماكرون المرتبة الثانية بفوزها ب ١٦٨ مقعداً، في حين جاءت كتلة "التجمع الوطني " وحلفائها في المركز الثالث بحصولها على ١٤٣ مقعد فقط ، على الرغم من ان استطلاعات الرأي كانت تتوقع فوزها بما يقرب من الأغلبية المطلقة لنواب البرلمان الفرنسي ،وعددهم
٥٧٧ نائباً ، لا سيما أنها حصلت على اعلى نسبة من أصوات الناخبين، كما
يتضح من الجدول التالي:
- "التجمع الوطني ": أكثرمن ١٠ ملايين صوت.
- "الجبهة الشعبية الجديدة " :٧،٤ مليون صوت
- " معاً "كتلة الرئيس ماكرون : ٦،٣ ملايين صوت.
—ان التطور الذي أدّى إلى هبوط كتلة "التجمع الوطني " الى المرتبة الثالثة بين الكتل الأكثر تمثيلاً يرجع في نظر المحللين البارزين في فرنسا إلى عاملين:
الأول هو اتفاق كتلتي "الجبهة الشعبية "و "معاً"
على سحب المرشحين من الكتلتين الذين يحتلون المركز الثالث في دوائرهم الانتخابية بهدف تسهيل انتخاب اكبر عدد ممكن من مرشحي الكتلتين . وقد تم بالفعل سحب مرشحين في اكثر من ٢٠٠ دائرة انتخابية.
أما العامل الثاني فقد تمثل في حصول الاتفاق الذي اشرنا اليه على شبه اجماع شعبي لاسيما بين ناخبي
« الجبهة الشعبية "الذين صوتوا بنسبة تزيد عن
ال ٧٠ ٪ لصالح المرشح المتفق عليه ، في حين امتنع حوالي ٢٥ ٪ منهم عن التصويت ولم يصوت لصالح مرشح "التجمع الوطني " سوى ٣٪ .
— هذا التعبئة الشعبية الواسعة سمحت في نهاية المطاف بزيادة أعداد النواب الفائرين من الكتلتين المتحالفتين على حساب العدو المشترك
( التجمع الشعبي).
—بالطبع لا يمكن لاحد أن ينكر أن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية أدت إلى تراجع طموحات التيار العنصري ، وصمته المطبق منذ ظهور نتائج الانتخابات النهائية هو اعتراف ضمني بهزيمته. على انه لا يمكن لأحد ان يستنتج من ذلك ان هذا المعسكر قد خسر الحرب