الميدان وليس الاميركان!!/ بقلم: حسن صبرا
الشراع 31 تشرين الاول 2024
قال دبلوماسي عربي للشراع :
من يراهن على أن اميركا يمكن ان تضغط على"اسرائيل " لوقف عدوانها وهمجيتها على لبنان … واهم ، ولم يتعلم من دعم واشنطن لهذا الكيان وهو يشن حرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة..
اما ما يتم تسريبه من تفاؤل بعقد تسوية توقف هذا العدوان على لبنان ، فدونها عقبات صهيوأمريكية … ونكاد نقول عربية…مذكراً بما كتبته الشراع منذ نحو عشرة اشهر ، بأن حكاماً عرب طلبوا من جو بايدن ألا يضغط على نتنياهو ، وتركه يخوض حرباً لا تتوقف حتى يقضي على حماس وحزب الله !!
لماذا ؟
في الظاهر " يقتنع "الوسطاء العرب واللبنانيون ، بأن الدبلوماسيين الاميركيين هم وسطاء غير مباشرين بين حركة حماس والعدو ، وبين حزب الله والكيان الصهيونى …وحقيقة الأمر ان واشنطن لا تملك اي صفة من صفات الوساطة ، وهي شريكة العدوان والكيان في كل ما تفعله " اسرائيل " في كل غزة وفي كل لبنان …وطائراتها الحربية وصواريخها ، وأطنان القنابل والذخائر العادية والفوسفورية ، واجهزة التنصت والإلتقاط والإستعلام والاستخبار … والدعم السياسي والإعلامي ، ومليارات الدولارات والمعدات والحماية في المحافل الدولية ..شاهدة على ذلك تماماً قبل طوفان الأقصى وخلالها ، وقبل مساندة المقاومة اللبنانية لأهل غزة.. واستمراراً حتى الآن ..
فكيف يمكن أن تكون واشنطن وسيطاً ؟ بل كيف يمكن لعربي ان يتوهم انها يمكن أن تكون نزيهة ؟؟
ولنفترض ان اميركا او بايدن او بلينكن او هوكشتين استعاروا ثوب الوساطة ، ليبرروا فيه تدخلهم " لحل "الازمة " فمن اين سيستعيرون ثوب النزاهة ، ولم نقرأ لأي منهم مجرد تصريح يساوي فيه مرة بين العدو الصهيوني ، وبين حماس او حزب الله ؟وهذا العدو قتل حتى الآن نحو مئة ألف إنسان فلسطيني ، ودمر اكثر من 80% من حاضرة القطاع ، بدءاً من المستشفيات والمدارس والمنازل والعمارات والمؤسسات !!
واشنطن حتى الآن تفرض عقوبات على قيادات في حزب الله وفي حماس ، حتى بعد ان قتلهم العدو الصهيوني بصواريخ وذخائر وقنابل أميركية ، هل سمعتم عن لوم او توبيخ او نقد لما فعلته وتفعله دولة الكيان الصهيونى في غزة وفي لبنان ، وهي تخوض حرب ابادة وفق ما تقوله مؤسسات دولية فعلاً حيادية ؟
ما ومن هو هذا الوسيط ( النزيه ) الذي يريد ان يرى تسوية ، وهو يوفر لطرف من الطرفين كل ما يحتاجه لمحو الطرف الآخر؟.. بل وهو يعتبر ان الصهاينة ينفذون المطالب الاميركية في السعي للتخلص من حماس ومن حزب الله .
ثم فلنفترض وهماً ، بأن أميركا أقنعتنا بأنها وسيطة" عادلة ونزيهة "فمن هو الشاطر اللبناني او الفلسطيني او العربي الذي ينصح بالاستعانة بالأميركي ؟ او الذي ينتظر من الاميركي ان يؤدي دور الوسيط في خضم معركة الانتخابات الرئاسية في اميركا ، حيث يلهث كل مرشح في موسمها استجداء للحصول على دعم قوة الضغط الصهيونية ( لوبي ) لهذا المرشح او ذاك ؟
من هو هذا العاقل الذي يتصور ان اي مرشح للرئاسة في اميركا سيترك مصلحته مع هذا "اللوبي " ويقف وسيطاً عادلاً ، وهو يدرك حتى العظم ان مصلحته الأساسية هي في رضا الكيان الصهيوني عليه ؟ وهل سعى سياسي او دبلوماسي عربي للتأثير في هذه الانتخابات يوماً ؟ هل نذكركم بما كتبته الشراع بأن مسؤولين وحكاماً عرباً، رجوا بايدن ألا يضغط على نتنياهو ، وان يتركه "يخلصنا "من حماس ومن حزب الله ؟
ويختم الدبلوماسي العربي مطالعته الطويلة بالتساؤل :هل اقتنعتم الآن بأن أميركا لا يمكن ان تكون وسيطاً ، فكيف ننتظر منها العدل والنزاهة ؟
وينتقل الدبلوماسي العربي المخضرم للحديث عن الشروط التعجيزية للعدو الصهيوني ، واخطرها على الاطلاق ، محاولة إقناع نفسه واقناع لبنانيين على اشكالهم ، بأنه انتصر وانه يملك فرض شروطه !!وان المقاومة هزمت ، وان عليها ان ترضخ لهذه الشروط !!
افظع هذه الشروط هي ان من حقه تطبيق القرار الدولي 1701 وفق مصلحته هو فقط ، وعلى حساب ليس المقاومة ، وهي الطرف الآخر في الصراع فقط ، بل وعلى حساب كل لبنان .. وفق مثال بسيط وهو :
ان انسحاب المقاومة التي تدافع عن ارضها المحتلة إلى شمالي نهر الليطاني ليس كافياً ، وليس كافياً تجريدها من حق الدفاع عن نفسها وعن اهلها .. بل هو في اعطاء العدو "حق " التفتيش الجوي عن كل اثر للمقاومة ليس في جنوبي الليطاني فحسب ، بل فوق كل مساحة لبنان ال 10452كلم2!!!
اي من حدود لبنان مع فلسطين إلى كل حدود لبنان الشرقية والشمالية براً وتسليم أميركا والألمان والبريطانيين والفرنسيين " حق" التفتيش البحري ضمن ما تسميه أميركا القوة المتعددة الجنسيات ، وخارج صلاحيات الامم المتحدة المعنوية على الاقل !!
يقول الدبلوماسي العربي : يا اخوتنا ..تنبهوا ان نتنياهو يريد استسلاما من المقاومة ومن لبنان ،ودعماً من الأنظمة العربية لمشروعه التوسعي الممتد من كل فلسطين إلى كل لبنان ،وعندما نسأله تقصد جنوبي لبنان ؟ يرد حاسماً :بل كل لبنان ! الا تسمعون اصوات التحريض ضد المقاومة من اماكن مختلفة في لبنان ؟ ومن نواب ورؤساء أحزاب؟ ومن إعلام ومتحدثين وسط الرأي العام ؟ ألا يستند نتنياهو وسفيرة أميركا في لبنان إلى هؤلاء وقد تلقى معلومات بأن جهات مختلفة مع حزب الله ، من المسلمين والمسيحيين ترجوه ان يتابع حربه " ليخلصنا " من حزب الله ؟
هنا يتساءل الدبلوماسي العربي : فمن يبقى حتى لا يرفع لبنان الراية البيضاء ؟
انه الميدان
وعندما نقول له : هذا ما قاله السيد نصر الله منذ اشهر .. يرد موافقاً ، نعم نعم انه الميدان ..
ويتابع وفي كلامه الامل وكثير من التمنيات : صمود المقاومين الأبطال في مواجهة العدو الصهيوني متراً متراً وتلة وسهلا..وأطلال بيت وبقايا مزرعة … وضرب دباباته ، وقتل جنوده وطائراته المسيرة والإنقضاضية وصواريخه المجنحة والبالستية ، التي وصلت إحداها إلى غرفة نوم نتنياهو … هذا هو الميدان الذي سيرغم نتنياهو على وقف العدوان والقبول بوقف لإطلاق النار وتطبيق بالتساوي للقرار الدولي بين كل لبنان وكل الكيان ..
ثم يستطرد الدبلوماسي العربي بالقول :
لو كان نتنياهو قتل بطائرة المقاومة المسيرة وفي غرفة نومه … لكان نصر المقاومة اعلن في اليوم الثاني..لكن الذي اصاب غرفة نومه مرة يستطيع أن يلاحقه مرة أخرى
هكذا تتم التسوية
الشراع