بيروت | Clouds 28.7 c

الجزائريون يلهمون شعوب الأرض استقالة بوتفليقة خطوة الألف ميل

الجزائريون يلهمون شعوب الأرض استقالة بوتفليقة خطوة الألف ميل

مجلة الشراع 5 نيسان 2019 العدد 1895

 

كما ألهمت ثورة الجزائر المسلحة في الفاتح من تشرين الثاني/ نوفمبر 1954 ضد الاحتلال الفرنسي الذي استمر 132 عاماً، شعوب آسيا وأفريقيا للتحرك ضد الاحتلالات التي سيطرت عليها عقوداً طويلة واستعادت حرياتها منها.. أعادت ثورة الجزائر الشعبية الاعتبار لثورة من أكثر ثورات العالم مظلومية هي ثورة الشعب السوري ولا بد ملهمة السوريين شعارهم الأشهر أطلقوه صبيحة يوم 18 – 3- 2011 وهي الشعب السوري ما بينذل.. ولا بد منتصر.. كما تحقق الانتصار الأولي لشعب الجزائر ضد الطغمة الحاكمة الفاسدة.

غير ان استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تحت ضغط شعب الجزائر بعد ستة أسابيع من بدء ثورته ليست إلا رأس جبل الجليد، الذي يجب ان يتدافع الجزائريون لاذابته لاخراج الطغمة العسكرية الجزائرية التي تحكم البلاد منذ نحو ستة عقود.. وقد زرعت هذه الطغمة الذل والظلم والرعب في نفوس الملايين كما حصدت هذه الطغمة لها ولأتباعها بالفساد الملايين والقصور والأراضي والأرصدة في الخارج.

إرغام بوتفليقة على الاستقالة هو البداية، وما زالت الطريق طويلة ولا بد من سلوكها حتى ولو كانت ملأى بالعقبات والافاعي والانتهازيين والمنافقين.

ذهب بوتفليقة، لكن الذين جاؤوا به ما زالوا ممسكين بالسلطة.. ويريدون الاتيان بشبيه له ربما يكون مدنياً أيضاً، ومن الوجوه غير المعروفة، يفرضونه على الجزائريين، او حتى يقدمونه بصورة مختلفة عن تلك التي قدموا بها بوتفليقة لخداع الجزائريين به ليكون دمية أخرى تحكم الطغمة العسكرية من خلاله، كما حكمت من خلال الرئيس المستقيل.

ومع معرفة كثيرين بأن بوتفليقة لم يكن يدري بما حوله خلال السنوات الأخيرة، وكانت القرارات المصيرية والعادية تصدر وهي تحمل ختمه او حتى بصمته او توقيعه من دون علمه، فإن الرجل حكم مريضاً وفق معادلة وضعها العسكر وهي ان شقيقه سعيد بوتفليقة، يوافق عن شقيقه على كل أمر تريده الطغمة، مقابل بقاء عبدالعزيز رئيساً وسعيد سمساراً.. هكذا حكمت الجزائر خلال العشرين سنة الفائتة.. أما قبل هذه السنوات فإنها العقود السوداء التي مهدت لهذا التهريج.. وكم كانت حمراء بالدماء ومتعفنة بالزنازين، وفي غيبوبة لبلد المليون ((شهيد)) كما كانت سياسته كلها من أهل الكهف.

 

الوسوم