أغلب المواطنين فقدوا الأمل بالوطن واليأس سيطر على عقولهم، فكيف ننقذه؟ / د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي
الشراع 21 تشرين الثاني 2024
ألتخلص من الحقد والجهل الطائفي هو المطلب الأساسي لبناء دولة لبنان الجديد، بجمهوريته الرابعة فيتطلب جهودًا طويلة الأمد وشاملةّ على المستويات الفكرية، الاجتماعية، والسياسية. ألطائفية ليست فقط نتيجة اختلافات دينية، بل هي أداة سياسية واجتماعية تمّ استخدامها لتقسيم المجتمعات واستغلالها.
إصلاح المناهج التعليمية في المدارس،
فعندما تُدرّس الأجيال الجديدة تاريخًا يعزّز قيم الوحدة الوطنية ويبرز القواسم المشتركة بين الطوائف، يمكن تقليص الجهل الذي يُغذّي الطائفية.
فبتوعية الأفراد بقدرتهم على التفكير بشكلٍ مستقلٍّ عن الموروثات الطائفية يساعد على تقليل تأثير الدعايات السياسية والدينية.
ألطائفية غالباً ما تزدهر في بيئات يشعر فيها الناس بالظلم والتهميش. تحقيق المساواة في الحقوق والواجبات يُقلّل من الإحساس بالغبن الذي يُستغل لتحريك المشاعر الطائفية.
في الدول التي تعتمد النظام الطائفي السياسي كوطننا، يجب التحوّل إلى نظام مدني يضمن أنّ الهوية الوطنية هي الأساس، وليس الانتماء الطائفي.
وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في تعزيز وتقويض الطائفية.
عندما يتوقف الإعلام عن التحريض ويبدأ بالترويج للتنوع والعيش المشترك، يمكن أن يتغير الوعي العام.
والمطلوب من رجال الدين لعب دور إيجابياً ، إذا ركزوا على القيم المشتركة بين الأديان والمذاهب، وابتعدوا عن التحريض أو تعميق الانقسامات.
عندما يرفض المواطنون الطائفية كمبدأ للتعامل، ويدعمون مشاريع وطنية شاملة، يمكن أن تضعف الطائفية تدريجياً.
وعلينا اختيار قيادات تسعى إلى توحيد الشعب على أساس القيم الوطنية وليس الطائفية ،هو عنصر حاسم في القضاء على هذه الظاهرة.
ألم يصح الشعب اللبناني الذي عانى من ويلات الطائفية ؟
ألم يصل في النهاية إلى قناعة جماعية بأنّ الطائفية لا تخدم أحداً؟
أَعلم جيداً أننا نحتاج إلى وقتٍ طويلٍ ومراحلٍ صعبة لتجاوز هذه الحالة.
إنتهاء الحقد والجهل الطائفي يعتمد علينا كأفراد ومجتمعات،بقدرتنا على التعلّم، ونشر الوعي، والعمل من أجل العدالة والمساواة.
لن يكون الأمر سريعًا، لكنه ممكن إذا تكاتفت الجهود. ألبداية تبدأ عندما نُدرك أنّ الطائفية ليست قدراً محتوماً، بل خياراً يمكن تجاوزه بالإرادة والفعل المشترك....