افطاران رسما مستقبل لبنان! / بقلم وائل بحسون
افطاران رسما مستقبل لبنان! / بقلم وائل بحسون
الشراع العربي 13 نيسان 2022
الآن اكتملت صورة لبنان المستقبلية يوم 11 نيسان 2022،
فبعد افطار مرشحا رئاسة الجمهورية جبران باسيل وسليمان فرنجية لدى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم 9 نيسان وما يحمل من رسائل للداخل والخارج وبقدرته على جمع الاخوة الاعداء واستباق اي احتكاك خلال الانتخابات النيابية ان حصلت خاصة بين المسيحيين الموارنة الذين كثيراً ما أدّت عداواتهم على محاولة الفوز برئاسة الجمهورية الى عواقب لا تحمد عقباها...
كان،
افطار المملكة العربية السعودية برعاية السفير وليد البخاري الذي تصادفت مائدة افطاره تاريخ 11 نيسان أي قبل ذكرى 13 نيسان بداية الحرب الأهلية المشؤومة عام 1975..
ولعلّ أوضح تعبير لمستقبل لبنان هو صورة السفير السعودي وليد البخاري بين سفيرة الولايات المتحدة الامريكة السيدة دوروثي شيا على يساره وسفيرة فرنسا السيدة آن غريو على يمينه ودلالاتها العميقة والبعيدة المدى واهمها:
-
الاشارات الايجابية لمفاوضات الملف النووي بين ايران والدول الخمس + واحد
-
الاستقرار المطلوب في منطقتنا العربية من اليمن الى لبنان..
-
أهمية الدور العربي المتمثّل بالوجود السعودي على السّاحة اللبنانية
-
الضوء الاخضر الامريكي لمساعدة لبنان شعباً اولاً، وبعده عبر دعم حكومة تحظى برضى امريكي سعودي لدعم مشاريع نهضة لبنان..
أمّ الرسالة الأخرى العربية الفرنسية الأمريكية ان لبنان دولة عربية بحضن فرنسي واقتصاد أمريكي على الشكل التالي:
-
ثقافيًّا بدعم فرنسي: وهو من الأسس الرئيسية، فلبناء مجتمع منتج وناجح لا بد من نظام تعليمي متميّز يبدأ من نعومة الأظافر معتمداً على الثقافة والعلم وتقبّل الأخر من الورقة والقلم في المنزل الى المدرسة فالجامعة وسوق العمل..
فالمنظمّة الفرانكوفونية اعتبرت لبنان من أهم الدول الفرانكوفونية في الشرق الاوسط واتخذّت منه مقراً لمكتبها الاقليمي عام2018 وما تحمل هذه الخطوة من دعم معنوي ووجودي للدور الفرنسي، بالاضافة الى الدعم الفرنسي الذي تجاوز الـ 15 مليون يورو الى مدارس في لبنان وهي مشكورة على تحمّلها هذه المسؤولية ولا ننسى الدعم المعنوي الفرنسي ايضاً للشعب اللبناني انها هي دائما الملجأ لاي سبب من الأسباب فهي لم تتوقف يوماً عن اصدار التأشيرات على أنواعها للبنانيين...
-
الدعم العربي: استكمالاً للنشاط الثقافي والاجتماعي الفرنسي وتأثيره على المجتمع اللبناني وعاداته فان مقولة "القاهرة تكتب، بيروت تطبع والعراق يقرأ" انما هو صورة عن التلاحم العربي في المعنى الثقافي والأهم للحفاظ على هوية وانتماء لبنان العربي بدعم من أشقائه العرب وعدم خروجهم من الساحة اللبنانية امام محاولة دخول ثقافات أخرى قد تحاول تغيير صورته..
فهذا من الجهة الثقافية..
امّا من جهة أخرى سياسية فانه وتبعا للاشارات الايجابية من مفاوضات الملف النووي الايراني وبعد ترحيب القيادة السعودية بقرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نقل صلاحياته الى مجلس القيادة الرئاسي وما سيتبعه من تنفيس للاحتقان بين اطراف النزاع اليمني المتمثل بفرق مدعومة ايرانياً ومن حزب الله في لبنان بمواجهة اخرى مدعومة عربيا لا سيما سعودية واماراتية بان يتجه الوضع الى الاستقرار في الحديقة الخلفية للمملكة العربية السعودية الذي بدوره سينعكس ايجابا على الوضع اللبناني الذي يسير بالتوازي مع الأزمة اليمنية..
-
الدور الأمريكي: أمريكا تطلع الى السيطرة الاقتصادية في بلدنا وخلق أسواق جديدة للشركات الأمريكية على أنواعها ولا سيما بعد الحديث عن استخراج النفط والغاز اللبناني..
ولذلك لا بد من استقرار الى حدّ ما، فرأس المال جبان ولا يعمل في مناطق النزاع وان المصلحة مشتركة في لبنان بين أميركا وايران – حزب الله...
فمن ضمن المفاوضات النووية ملفات متفرّعة منها لبنان واليمن كما قلنا واستقرار المنطقة لا سيّما بعد الأحداث المستجدة في الاراض الفلسطينية المحتلة وعمليات المقاومة الفلسطينية التي تزداد اسبوعا تلو الآخر..
ومن المعلومات المتوافرة لدينا عن تنازلات كلا الطرفين:
ان تكون رئاسة الجمهورية اللبنانية:
بتزكية الاسم المسيحي الماروني من الطرف الايراني اي حزب الله..
وان الحكومة ورئيسها خاصة سيكون:
من تزكية أمريكية وموافقة سعودية ومن الواضح وبحسب مدعوي وحضور افطار المملكة العربية السعودية ان سعد الحريري حتما خارجها فهو حتى لم يدع الى هذا الحفل..
وانّما كان الشكر للرئيس نجيب ميقاتي ولجهوده الجبارة ومن جهة اخرى رسالته لامريكا ببيان وزارة الخارجية المندد بالغزو الروسي لاوكرانيا..
فالرئيس ميقاتي يعلم انّه يعدّ العدة للخروج من رئاسة الحكومة بعد الانتخابات وتسليمها لاصدقاء أمريكا الذين نادى بهم امين عام حزب الله فحسب ما يبدو ان كلا الطرفين الامريكي والايراني متفقين على التعاون في لبنان كل ضمن حدوده..
وكنا ذكرنا سابقا في مقال نشر بتاريخ 11 أيلول 2021 ان رئيس الحكومة القادم سيكون بقرار أميركي
(يمكنكم الأطلاع على المقال بالنقر على الرابط ادناه https://www.alshiraa.com/posts/amyn-slam-ryys-alhkom-alkadm-bkrar-amyrky-bklm-oayl-bhson-634) ...
وامريكا تهيء هذه الاسس لاستثماراتها بعقلانية وترو.. وترى لبنان واقعياًّ انه بيت بمنازل كثيرة وهي تعدّ العدّة للتعامل مع هذه المنازل للمحافظة على سياساتها الاستراتيجية في المنطقة وأنّها والنظام الايراني – وحزب الله في لبنان يعملون الآن جميعاً تحت سقف:
ان اردت أن تطاع فاطلب المستطاع
وانه كما قلنا سابقا كل من وجهة نظره ينظر الى الآخر من منطق:
IL FAUT DE TOUT POUR FAIRE UN MONDE أي يتطلب أمر من كل شيء ليكتمل العالم..
فلبنان ليس دولة الشخص الواحد او الحزب الواحد بل مجموعة تتشارك هذا البلد وخيراته وثقافاته... ليخلو الجوّ للولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة الهيمنة الاقتصادية والتجارية للتنين الصيني وترويض التمرد العسكري الروسي على حدود الناتو..
وأخيراّ بالمختصر،
السعودية ستعمل بجهد لدعم الانتخابات النيابية وحثّ سنّة لبنان على المشاركة في الانتخابات وان توصل رسالة لاسيما الى الناخب السنّي ان مصيره ومستقبل لبنان لا يتوقف عند شخص واحد كسعد الحريري مثلاً وان المملكة تدعم هذه العملية السياسية الديمقرطية الحضارية.
وايران ستتعامل مع لبنان من خلال رئيس جمهورية من اختيار حزب الله.. ينتخب من قبل مجلس النواب الجديد اعلاه!
أمّا أمريكا فستتعامل مع لبنان من خلال حكومة جديدة يعيّنها رئيس الجمهورية الجديد المذكور اعلاه ايضاً، حيث ستتم تسمية رئيسها بقرار أميركي للاسباب الاستراتيجية الاقتصادية التي ذكرت سابقاً ومن ضمن حزمة نتائج المفاوضات الايرانية والدول الخمس زائد واحد في شان الملف النووي...
وائل بحسون
waelbahsoun@gmail.com