بيروت | Clouds 28.7 c

نداء إلى شباب بلدنا / كتب: الدكتور محمد شيا

 

نداء إلى شباب بلدنا / كتب: الدكتور محمد شيا

الشراع 30 كانون الأول 2024

 
وجهة نظر 
———————
عشية السنة الميلادية الجديدة،
وبعد معايدتي للزميلات والزملاء وللجميع، والتمني لهم بتحقيق ما يصبون اليه؛ 
ساسمح لنفسي أن أوجه هذا النداء بصفتي الشخصية، ومن باب خبرتي الطويلة، وخوفي من الايام القادمة ،والتي يبدو ان وطننا الصغير المظلوم سيبقى، مع الاسف، معلقا على صليب المصالح الخبيثة، المحلية والاقليمية والدولية، وسيبقى شعبنا كالعادة مادة سهلة للانقسامات والتلاعب الشيطاني به، شمال يمين؛ لذلك اكتب ما يلي، وهو يمثلني شخصيا، وأن رأيتم انه يمثل كل الحريصين على الوطن وشعبه،  فذلك ما اصبو اليه، وخصوصاً شباب بلدنا الذي بات في معظمه بين خيارات سيئة تعرفونها جيدا، بينها تحديدا الموت في حروب لا تنتهي ،او يرمي نفسه في الهجرة، اكتب:
كفى الاتجار بالشباب اللبناني،
كفى الغاء للدولة،
اقفالا لمؤسساتها،
تدميرا للقطاع الخاص،
بهدلة للمؤسسات التعليمية، 
وسمعة  الشهادات اللبنانية،
وفي النهاية كفى اقفالا للمستقبل أمام شباب لبنان ودفعه، ومن باب الحاجة غالبا، والتحريض الرخيص احيانا مع الاسف، إلى أن يختار  ملزما ببن مشروع قتيل في مقبرة مفتوحة منذ ٥٥ سنة (١٩٦٩-٢٠٢٤)، او ان يرمي نفسه في بلاد الله الواسعة غير السهلة، ناقما على بلده والطبقة السياسية فيه، ومُقسما أن لا يعود اليه - الا القليل القليل، تاركا جماعات اخرى تستوطن بلده....لان المكان لا يحتمل الفراغ..
كفى دفع الشباب وقودا في حروب محلية واقليمية لا يد لهم فيها، ولا قرار لهم فيها،  
كفى شباب لبنان موتا، 
وكما تعلمون لقد تبدل الهرم السكاني لأعمار اللبنانيين جذريا في العشرين سنة الاخيرة، بسبب من الموت والهجرة والاحجام عن بناء عائلات جديدة!
كفى زجا بالشباب وبسبب من التحريض حينا والحاجة احيانا، في حروب لا تنتهي!
ثم من الذي قاتل وحارب وربما قتل في حروب نصف القرن الاخيرة؟
انهم تحديدا وبنسبة عالية:
فقراء المدن 
وابناء الارياف!
يجب أن تتوقف هذه المسرحية الدموية الطويلة!
يجب أن يدرك سياسيو لبنان واحزابه انها مغامرة غير محسوبة النهايات، بل مقامرة، اذا استمرت لن تبقي ولن تذر!
والنداء الاخير للشباب: 
الا ادركوا ما ينتظركم، على قاعدة ما رأيتم وسمعتم وذقتم من ويلات الحروب!
لا تسمحوا لأي جهة، او فرد، وتحت اي ظرف، بدفعكم إلى حتوفكم!
دافعوا عن حقكم المقدس في العيش،والحياة: حياتكم، ومستقبلكم،  وحقكم في ان تكون لكم منازل وعائلات ،وان تسعدوا كما شباب كل شعوب العالم!
كفى ثم كفى!
وان ابى الظالم أن يكتفي، 
فابسط حقوق المظلوم والمُستغل أن يقول هو: كفى!
كل التقدير

31/12/2024