بيروت | Clouds 28.7 c

عن الجدل المثار حول الوزير السني القوي.. أمين سلام / بقلم وائل بحسون

 

عن الجدل المثار حول الوزير السني القوي..
أمين سلام

بقلم وائل بحسون

الشراع العربي 7 تشرين ثاني 2022

 

هل هو وزير سني تحت رداءة جبران باسيل؟


هل هو وزير تحدٍ للرئيس نجيب ميقاتي؟


هل توزيره تم بتزكية من الادارة الامريكية ،ليكون حصان طروادة امريكي ايجابي في التركيبة الحكومية وليكون على مقربة من جميع الاطراف اللبنانية وبالاخص كطرف وسطي للجميع..؟


فالاجابة هي: كلا وكلا ونعم!

 


وقد اعلنها الوزير السني (وهو أبعد ما يكون عن الطائفية والتلفظ بها أصلاً) أمين سلام  بحزم وشدّة لبرنامج " وهلق شو مع الزميل جورج صليبي على قناة الجديد":

 

"انا لا استدعى لا من الوزير الصديق جبران باسيل، ولا من غيره.. وانا لم أحضر اجتماع ميرنا الشالوحي للتيار الوطني الحر، بل تم الاتصال بي من قبل الوزير باسيل ،بحكم الصداقة وموقعي الوسطي لسؤالي عن موقفي من حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي، وكان جوابي انا التزم بالقانون والدستور اللبناني، وبقيام وتحمل حكومة تصريف الاعمال واجباتها في ظل الفراغ الرئاسي..

وتفهم الوزير باسيل موقفي بكل طيبة خاطر ،ولم يتمنّ مني اي موقف"

 


فأولاً 1-: 


الوزير امين سلام ومن منصبه الحكومي ،كموظف ورجل دولة وبقناعاته وشخصيته القوية التي نعرفها جيداً ،لا يقبل ان يفرط بمركز ومنصب حكومي بخدمة الشعب اللبناني ،من اجل ان يلبي استدعاء اي شخصية او حزب مهما علا شانه، بل على العكس ومن منصبه السياسي ايضا:  هو مستمع جيد لكل ما يدار حوله من الاطراف كافة ،ولكنه يتمهل في الاجابة او التصرف المتسرع ،وان سقف عمله هو القانون والدستور.. اذا هو ليس ضمن عباءة احد ،بل هو صلة وصل بين جميع الاطراف اللبنانية...

 


وثانياً2-:

 

الوزير سلام هو  آخر من يتكلم بالطائفية ،او قد تخطر على باله... ولكن وبسبب موقعه، والتوزيع الطائفي للمناصب والمراكز  ،بحسب القانون والدستور اللبناني، وفي ظل   تخبط فعاليات الطائفة السنية, والكلام عن اهدار حقوقها، والتعدي على صلاحياتها ،وان الطائفة" يتيمة "ومتروكة من الدول العربية لا سيما الخليجية منها ،وان الطائفة السنية تقلّع شوكها بايدها كما يقال بالعامية.. ومن باب محافظته على البيت السني وتماسكه، لم ولن يقبل باي استدعاء مهما علا شانه، او ان يقبل باملاءات عليه وخاصة الاحتكاك بالمنصب السني الاول بالبلد، وهو رئاسة الحكومة اللبنانية ولن يرضى بان يكون هناك اي كلام عن سوء نيّة لشخصية مارونية تجاه موقع سني،  وان تفسّر في غير مكانها، وبالتالي بقي الوزير امين سلام متصالحاً مع القوى اللبنانية على انواعها، ومدّ يد العون لرئيس الحكومة، وانه لن يدخل بنزاع مع الرئيس نجيب ميقاتي او الوقوف بوجهه، مهما كانت حسابات كل منهما مختلفة.. وهذا نابع من حسّ وواجب وطني لبناني لكليهما ..

وقد صرّح الرئيس ميقاتي سابقاً ،انه واثق بانه اذا اراد دعوة الحكومة للاجتماع ،سيلبي الوزراء طلبه باشارة ضمنية الى الوزير سلام، في تاكيد منه الى افشال اي محاولة دق اسفين بين ابناء الطائفة السنية..

فاثبت الوزير امين سلام انه داعم  رئيسي واساسي للرئيس ميقاتي..

 


ثالثاً3-:


 ولكي لا نكون سذّجاً ، لا بد من الاشارة الى الصورة ولو بدلالات معينة لجلوس الوزير امين سلام ،كتفاً الى كتف بجانب الوزير سليمان فرنجية.. وبدعوة من السفير السعودي وليد البخاري للمؤتمر الوطني في الذكرى الـ 33 لابرام اتفاق الطائف في الاونيسكو..


فمن جهة,  يتمتع  سلام بعلاقة قوية بالادارة الامريكية العميقة ،وهو المرشح الدائم لرئاسة الحكومة اللبنانية،  ولا بد على سبيل المثال من ذكر علاقاته الوطيدة بالصندوق الدولي وعلاقاته الدولية والعربية من: الاردن الى العراق والكويت والمملكة العربية السعودية ودول الخليج كافة..


ومن جهة اخرى ،فالوزير سليمان فرنجية هو المرشح الدائم لرئاسة الجمهورية اللبنانية، وحليف ايران-حزب الله..

 


ونذكر القارئ الكريم، اننا كتبنا مرات عدة سابقة في الشراع  "ان رئاسة الجمهورية في لبنان ستكون بتزكية ايرانية – حزب الله و رئاسة الحكومة اللبنانية بتزكية خليجية (سعودية) – امريكية (وايضا لا بدّ من ذكر دور دولة الكويت في حلّ المعضلة اللبنانية لا سيما دور وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، وعلاقاته الشخصية والعائلية بالوزير امين سلام - ابن خالته - فلطالما ادت العلاقات الشخصية الدور الاهم والفعال ،في الوصول الى نتائج مهمة ومرجوة بين الدول ،كما حصل بين وزير خارجية امريكا في عهد باراك اوباما ،جون كيري ووزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، لما يتمتعان به من علاقات  مشتركة وصداقات نتج عنها تقريب وجهات النظر  بين بلديهما ،وبالتالي التوقيع على الاتفاق النووي الامريكي الايراني)

 


لذا،


 نعم قد يكون فعلياً، زكًي اسم الوزير سلام من قبل الادارة الامريكية، ولكن هذه التزكية اتت لمصلحة لبنان لشخصية لبنانية غير متورطة بالفساد او على علاقة بالاحزاب اللبنانية، بل على العكس وافق الجميع عليه لوسطيته وقربه من الكل وقربه من عاصمة الدولار الذي نحن بامس الحاجة اليه..


وائل بحسون


الشراع العربي