بيروت | Clouds 28.7 c

الكهرباء أم الفساد العالم يهدد لبنان إما الاصلاح او إلغاء ((سيدر))/كتب: حسن صبرا

ان بلدي فرنسا مصدوم من الدولة اللبنانية التي يجتمع العالم لمساعدتها، ومسؤولوها لم يأخذوا مسألة حل أزمة بلدهم على محمل الجد.. فليس هناك أي شيء جدي في لبنان.

هذا ما صارح به رئيس فرنسا السابق فرنسوا هولاند بعض من التقى بهم خلال زيارته القصيرة الى لبنان..

ما قاله هولاند سراً.. كان مندوب البنك الدولي الى لبنان قاله علناً وبشكل تهديدي:

ايها اللبنانيون أمامكم بضعة أشهر قبل سحب مقررات مؤتمر ((سيدر)) في باريس ولن ينتظركم العالم الى الابد..

لقد طلبنا من لبنان خفض عجز الموازنة 1% سنوياً، فإذا بكم ترفعون نسبة العجز 5% .. ما هذا؟ العالم  ما عاد يصدقكم!!

الكهرباء.. الكهرباء

وفي حوار جرى في جلسة ضيقة صارح دبلوماسي أجنبي اطلع على مجريات زيارتي هولاند ومندوب البنك الدولي ضيوفه اللبنانيين في موضوع الاصلاح فقال:

هل يعقل انكم لا تريدون حل أزمة الكهرباء؟ الا بما يضمن إرسال 70 مليون دولار سنوياً الى حسابات البعض الى الخارج؟

هل يعقل ان يأتي رئيس شركة ((سيمنـز)) الالمانية للقاء وزير الطاقة عندكم ((كان سيزار ابي خليل)) ليقدم له عرضاً شفهياً باستعداد شركته لتوفير الكهرباء في لبنان بـ 500 مليون دولار، تدفع المانيا منها 350 مليون دولار.. وان وزيركم وعده بدراسة الأمر.. ولم يحصل أي شيء بعد ذلك..؟ لقد كانت حجة وزيركم ان ((سيمنـز)) لم تقدم عرضاً مكتوباً.. نعم ولكن أين هو دفتر الشروط الذي يجب ان تتوفر نسخه عند شركات العالم كي تتقدم بعروضها بناء عليه؟

هل يعقل الا تتحمسوا او تشجعوا عرض الشركة ولو شفهياً التي نفذت مثله في مصر خلال أقل من سنة بتكلفة 1400 مليون دولار، لتنتج مصر أربعة أضعاف حاجة لبنان، وأنتم تدفعون 2 مليار دولار سنوياً، ولا توفرون الكهرباء للناس؟

هل يعقل ان تتمسكوا بتوفير الكهرباء عبر البواخر التركية – ولا تستمعوا مثلاً الى طلب النائب سامي الجميل الذي دعا علناً الى شراء باخرتين وتملكهما لانتاج الكهرباء وثمن الباخرة الواحدة أقل من التكلفة السنوية التي تدفعها الدولة اللبنانية بـ 200 مليون دولار سنوياً؟.

هل يعقل ان بعض مسؤوليكم ما زالوا على قناعة بصفقات البواخر، رافضين انشاء معامل، رافضين المشاركة B.O.T ورافضين مشاركة القطاع الخاص بإنشاء شبكات وتأهيل أخرى والجباية؟

أين دفتر الشروط الذي يجب ان تضعه وزارة الطاقة عندكم، لاستدراج عروض لتوفير الكهرباء في لبنان؟

ان بلادي (دبلوماسي أجنبي) لا تفهم اصرار المسؤولين المعنيين عندكم على توفير الكهرباء من خلال البواخر فقط.. ونحن لا نتدخل في تفسير ذلك أبداً.. لكن بلادي تتداول في هذا الأمر مع بلدان أخرى.. ولن تكون نتائج التداولات في مصلحة لبنان ابداً.. بسبب سياسات مسؤوليكم.

أحد مندوبي شركة E.D.F شركة كهرباء فرنسا وهو لبناني أمضى فترة في بلدكم يلاحق امكانية دخول شركته في مناقصة منتظرة او واجبة لتوفير الكهرباء في لبنان.. طال انتظاره ولم توفر وزارة الطاقة أي دفتر شروط.. عاد الى فرنسا ليقدم تقريراً لشركته بأن لبنان لم يقدم أي دفتر شروط وبالتالي لم تضع دفتر استدراج عروض لتقديم المناقصات فلا يبقى الا البواخر التركية..

وحين قاطع أحد ضيوف الدبلوماسي الأجنبي مضيفه بالقول بأن شركة البواخر التركية قدمت عروضاً لدائرة المناقصات.. رد عليه الدبلوماسي بانفعال العارف:

-اسمع يا صديقي.. الشركة التركية قدمت عرضاً لدائرة المناقصات عندكم، بعد ان ثارت ضجة حول سبب اهمال دور الدائرة هذه في الحكم موضوعياً وفق القانون.. لكن هل تعلم ماذا حصل؟ الشركة التركية حاولت ان تتلاعب عليكم، فقدمت عرضاً واحداً تحت ضغط وزراء القوات اللبنانية والنائب سامي الجميل.. فكان عرضاً واحداً وهو لا يمكن قبوله، فلما قيل له ان القانون يفرض وجود متنافسين، اخترعت شركة البواخر التركية اسماً آخر وقدمت عرضين.. كشفت اللعبة، فهناك منافسون آخرون يراقبون أعمال الاتراك.. والقانون عندكم وهو قانون فرنسي اعتمده فؤاد شهاب عندما أراد الاصلاح في لبنان يفرض وجود 3 عروض وما فوق لأي مناقصة.. حتى في هذا الأمر أنتم فاشلون والاتراك ووكلاؤهم يهزأون بكم..

الوسوم