بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ- من يصدق؟ اسرائيل تفرق الفساد يوحد / كتب حسن صبرا

مثلما لم تلق المقاومة ضد اسرائيل الدعم والتأييد الكاملين من القوى السياسية والحركات الشعبية اللبنانية طيلة 18 عاماً (1982 بدء المقاومة – والتحرير 2000) لأسباب بعضها طائفي – مذهبي، وبعضها سياسي محلي وإقليمي وبعضها خوف من تبعات القتال ضد عدو متفوق تسليحاً وامكانات.. كذلك لن تلقى المقاومة ضد الفساد الدعم والتأييد من قوى مختلفة ولأسباب متنوعة.

ليس شرطاً ان يكون الذين لم يدعموا المقاومة ضد اسرائيل ولا أيدوها هم أنفسهم ضد مقاومة الفساد.

لكن،

امراً أساسياً جامعاً بين هؤلاء وهو الاعتبارات التالية:

1-ان المقاومات الفلسطينية – واليسارية والقومية التي سبقت المقاومة التي أطلقها حزب الله كانت أدخلت اليأس الى نفوس اللبنانيين لأن بعضها كان أقرب الى المقاولة مع ما حملته من خراب ودمار وما انتهت اليه من احتلال صهيوني.. فضلاً عن تجاوزاتها ضد اللبنانيين، وبعدها الطائفي وقد اعتبرها مسلمون جيشهم ضد الجيش الذي اعتبروه مسيحياً.

2-انها مقاومة مدعومة من ايران تسليحاً وتمويلاً والأهم من ذلك ثقافة وانتماء.. في وقت كانت الحرب العراقية- الايرانية في احدى ذرى الاشتعال (1980 – 1988).

3-لم تتعمق يوماً ثقافة الوطنية في نفوس اللبنانيين في كل مراحل تاريخه.. حتى ان الاستقلال لم يتحقق إلا بتسوية طائفية حصلت فيها تنازلات من طائفتي البلد البارزتين يومها (المسلمون تخلوا عن الوحدة مع سورية، المسيحيون قبلوا الاستقلال عن فرنسا) فصار الاستقلال.. فكيف سيتوحد اللبنانيون في معركة التحرير وهم لم يتوحدوا في معركة الاستقلال؟.. وما وجد المتخاصمون حلاً للخروج من تخندق مع المقاومة عملياً ومن تجاهلها فعلياً إلا بتأثير احتلال جيش حافظ الأسد للبنان منذ العام 1976.. الذي سقط الوطن بين أنيابه بتكليف من الولايات المتحدة لضمان أمن اسرائيل (لاحظوا ان تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة أمر مختلف تماماً عن ضمان أمن اسرائيل، فحافظ الأسد أيد استمرار المقاومة ضد اسرائيل حتى تلتفت اميركا لدوره الاقليمي الطموح، أما تحرير فلسطين فهذا هو المبرر الذي قدمه الاسد كي يحكم سورية والسوريين ولبنان واللبنانيين الى الابد؟؟ وعندما كان الاسد يجد في دور ايراني يتجاوزه في لبنان تحت عنوان دعم المقاومة الاسلامية ضد اسرائيل كان يوعز لاستخباراته بمنع كل محاولة تفرد ايرانية بالقوة)..

كان اللبنانيون في ظل هذا التنافس السياسي السوري – الايراني يلمسون ان الفساد في نفوس المسؤولين المختلفين طائفياً المتفقين في سقوطهم اللاأخلاقي يتعمق ويتوسع ويفجر بمشاركة ضباط حافظ الأسد.. وحمايتهم بل وفي كثير من الأحيان بإيعاز منهم، بينما كان انغماس المقاومة ضد اسرائيل كلياً في هذه المعركة حامياً لهم من أي تفكير او اهتمام بما يجري من نهب منظم للبلد يتوحل فيه اتباع حافظ الأسد وخصومه.. وما زالوا.

هل تغيرت الصورة الآن..؟


من يصدق ان معركة الفساد العملية التي يقودها شخصياً الآن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، تجد نصيراً عملياً داخل مجلس النواب وفي مجلس الوزراء هي القوات اللبنانية و(النائبان سامي الجميل وبولا يعقوبيان كرمزين للمجتمع المدني المطالب بالشفافية والمحاسبة).

من يصدق ان كل طوائف لبنان ومذاهبه تتطلع الى من يقاوم الفساد بصدق واقتدار.. وهذان الأمران متوافران في السيد نصرالله نفسه.. يعني ان السيد الذي قدم حزبه تحت قيادته آلاف القتلى المظلومين في مواجهة اسرائيل دفاعاً عن الوطن لم ينل اجماعاً (عدا الخلافات) من اللبنانيين لأسباب عددناها في أول المقال يجد اجماعاً الآن ثقة به وحاجة لدوره الحاسم في مواجهة اخطبوط الفساد..

وبسرعة فلنحدد الأولويات التي يملك السيد ان يباشرها أعانه الله على الجهاد الأكبر، خصوصاً ان المتورطين فيها بعضهم حليف وبعضهم خصم لكنهم جميعاً نخر الفساد جنباتهم وأفئدتهم وأفواههم بعد موت ضمائرهم:

1-وقف صفقات السرقة في ملف الكهرباء.. وفرض بناء معامل لتوليدها.

2-وقف صفقات السرقة في ملف النفايات وفرض بناء معامل للفرز ودائماً ضد المحارق.

3-وقف صفقات السرقة في ملفات التلزيمات في كل أمر اولاً في الاشغال +صحة + بيئة+ كل شيء.

.. فاصل ونواصل.

حسن صبرا

 

الوسوم