بيروت | Clouds 28.7 c

سجال فضل الله – السنيورة: يسبق انفجاراً اقليمياً؟

ساد اعتقاد راسخ عند كثيرين رأوا نتائج العلاقات العميقة بين نادر الحريري ثم سعد الحريري وجبران باسيل.. والتي أدت الى ترشيح الحريري سعد لميشال عون لرئاسة الجمهورية ان هناك اتفاقاً (البعض يصفه بأنه صفقة) شاملاً تضمن في بنوده الغاء ما أسماه أصحابه بـ((الابراء المستحيل)) الذي وضعه ابراهيم كنعان بإسم جماعة عون ويتضمن إسقاطات ضد الحريرية الاقتصادية – السياسية التي أرساها الرئيس المظلوم رفيق الحريري وسار على دربها بثبات صديقه فؤاد السنيورة.. وراحت تترنح حين وصلت الى نجله سعد.

لكن تبني حزب الله مشروع مكافحة الفساد في لبنان، عبر مكتب أسس لهذا الغرض وكلف النائب حسن فضل الله بإدارته، ثم بالمؤتمر الصحفي في مجلس النواب، كشف ان هذا الاتفاق (الصفقة) لم يلغِ ((الابراء المستحيل)).. بل انه وقد صدر كتاباً بات ملكاً لمن يريد مواجهة الحريرية او ما تبقى منها.

التفسير المنطقي الأول لهذا الأمر ان من حق حزب الله طرح ما يريد او ما يعتقده حقاً في مرحلة قيادة مقاومة الفساد..

التفسير يتفرع حين نقرأ رد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، على مؤتمر فضل الله ليتبين انه تعبير عن فك عروة في ربط النزاع المستمر بين تيار المستقبل وحزب الله..  منذ سنوات.

 واختيار السنيورة للرد ليس عشوائياً، فهو الإسم الأكثر حضوراً في كتاب كنعان وحيث ان الحريري المظلوم رحل، فإن تلميذه السنيورة هو الحلقة الأضعف الآن، خصوصاً وأنه ليس نائباً وأنه لم يعد صاحب الكلمة المؤثرة في بيوت الحريرية السياسية الحالية.

وقد بدا ان تلويح فضل الله بأوراق قال انه لن يكشف عن محتواها بالأسماء وبالأرقام إلا حين اكتمال المعلومات حولها.. هو كمن يتسلم الراية من كنعان في ((الابراء المستحيل)) نفسه.

التفسير المكمل يجيء من معركة سياسية – اعلامية جاهزة للانفجار بين المستقبل وتيار عون حيث اعتبر تيار الحريري ان السنيورة هو تيار المستقبل وهو الحزب (أي حزب؟) والموقع. وهو رئاسة الحكومة وهو الطائفة (السنية) التي يمثلها اذا شئتم.

لماذا؟

لأن ((المستقبل)) يعتبر ان الأوراق التي لوّح بها النائب فضل الله تحتوي مضامين كتاب النائب كنعان، وكان على تيار عون ان يقف مع السنيورة لا أن يشمت به كما أوحت مقدمة نشرة محطة عون البرتقالية.. التي سرعان ما اعتذر عنها باسيل قائلاً انها اجتهاد شخصي.

لماذا الآن؟

أسباب مباشرة هي ان حزب الله قرر خوض معركة مقاومة الفساد.

لماذا السنيورة؟

لأنه الحلقة الأضعف، ولأنه المسؤول التنفيذي، الأول والمباشر حين وضع كنعان كتابه.. ولأن السنيورة بالمقابل هو صقر المستقبل ضد ايران وكان دائماً ضد اختيار عون للرئاسة.. وما كان هيناً السنيورة حين كشف بعض أوجه صرف من الـ 11 ملياراً بما يوحي بإمكانية هدم المعبد على من فيه.

أما غداً.

فهو ان في أفق الوضع الاقليمي ضباباً يحتمل المطر الغزير والعواصف والبرق والرعد.. والسنيورة – كما يقال – ينتظر نتائجه.

أحمد خالد

 

الوسوم