بيروت | Clouds 28.7 c

سفير الكويت في احتفالية بلده لبنان والكويت المترادفات كثيرة والمتشابهات وفيرة/ بقلم حسن صبرا

وسط مهرجان شعبي وسياسي ورسمي ودبلوماسي واقتصادي ومالي وإعلامي وثقافي، وقف سفير دولة الكويت عبدالعال القناعي والسيدة عقيلته وملحق سفارة الكويت العسكري يستقبلون آلاف المهنئين بالعيد الوطني للكويت وعيد تحريرها، التي غصت بهم القاعة الكبرى عند طرف بيروت الغربي.

المناسبة عزيزة على اللبنانيين لأنهم يرون في الكويت دائماً الصورة التي رسمها بدقة وتوفيق السفير القناعي، توأم لبنان.. كما كان أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم الصباح وصفها، واصفاً التوأمة بين البلدين بقوله لنا عام 1991.. عندما بدأت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 خفت على الديموقراطية في الكويت..

ويا سمو الأمير الراحل.. ما عاد لبنان بعد حربه الأهلية كما كان قبلها.. لكن الكويت وبحمد الله هي من حسن الى أحسن.. والسبب رجالها، قادتها مسؤولوها، مثقفوها.. أما لبنان فالسفير القناعي المشهود له بالحكمة والرقي والبشاشة بات يعلم عنه كما يعلم أهل العلم من اللبنانيين وأكثر.

الى الكويت ألف تحية في عيدها وعقبال عند لبنان توأمها.

ح.ص

 

كلمة السفير القناعي

ببالغ الترحاب وبوافر الامتنان نُثمن حضوركم الزاهي الكريم، وبمزيدٍ من الاعتزاز نُكبر مشاركتكم إيَانا احتفالات دولة الكويت بأعيادها الوطنية، استقلالاً وتحريراً. وما بين بذور الأولى وأهازيج الثانية والنهضات المتتالية منذ ذاك ما يستحق التوقّف والتبصُّر، عظَةً وعِبرَة، ومن ثم الوثوب قدماً لما تتسع له الآفاق من أحلامٍ ومُنى ومآلاتٍ طيبة مباركة. أُجدّد الترحيب، لذا أهلاً وسهلاً بكم جميعاً، فبوجودكم نَفْخَر وبحضوركم نَزْدان ونزداد ألقاً.

بُعيد الاستقلال في عام 1961 وعلى بعد أمتار قليلة من هنا، وانطلاقاً من مكتب صغير بحاجياته، كبير بعظيم مقتضياته، وتحديداً في أحد فنادق العاصمة اللبنانية، كانت غُرّة انطلاق العمل على صعيد التمثيل الدبلوماسي الكويتي في بيروت. جاء ذلك تأسيساً على ما تمّ الاتفاق عليه بين بلدينا ممثّلين برئيس وزراء كل منهما في مصيف شتورة. من هناك، توالت الانتقالات إلى شارع الفردان، فالرملة البيضاء، وصولاً لبئر حسن، لتُعرف إحداثيات المنطقة وتقاطعها ودوارها بإسم السفارة الكويتية، فترتبط تأسيساً على ذلك بذاكرة ساكنيها وعابريها وقاصديها، ولتكون بذلك امتداداً طبيعياً لجغرافية المكان وملازمةً لطيبوغرافيته ومتلائمةً مع محيطه. هي كذلك العلاقة الإستثنائية بِفَرادَتها ما بين الكويت ولبنان والكويت وبيروت، توافقاً وتناغماً وانسجاماً.

نتوافق، لأن المترادفات كثيرة والمتشابهات وفيرة والمقاربات نكاد نجدها في كل حدبٍ وصوب وعلى مُختلف الصُّعُد الشعبية منها والرسمية، الإنسانية منها والفكرية، التنموية الجانب والعلمية المقصد والهدف. نلتقي حين يتفرّق الجميع، لأننا نؤمن بأن لا فُرقة تجدي في زمنٍ لا نملك فيه رفاهية الاختلاف. نلتقي، لأننا نُقِر بأن في التلاقي لُحمةً وقوة ومنعة، ونتقي حوادث الأيام ومنغصاتها عبر السمو عليها، لأن الوطن بأهله الأعزاء هو المُراد والمُبتغى.

نتناغم، لإيماننا بأن الفكر يهفو ويدنو لما ينسجم معه، فيستقر ويزهو. لذا نجد بأن دوافع ومسببات التقارب ما بين الكويت ولبنان تزدحم بشواهدِها وملامِحِها. ننسجم، لإيمانِنا بأن زهو الأوطان يكون بالحريّات التي ترتقي بها وتعلو. ننسجم، لقناعتنا بأن صلابة الأوطان تستقر بالثوابت الوطنية والركائز الأخلاقية والمفاهيم الإنسانية والروحية الجامعة. ننسجم، لإجلالنا للعلم لكونه ضمانة الوطن ضد ظلامية الجهل وظلم النفس للنفس ودعوات الاستقطاب والتخندق والتشرذم. ننسجم، لتقديرنا بأن بالحكمة يتم تطويع معادلات الجغرافيا، فيكون الوطن أكثر اتساعاً وامتداداً من اجحاف التاريخ وتعقيداته وحكم التقاطعات وتشعباته.

اننا اليوم، وإذ نحتفل بالذكرى الثامنة والخمسين للعيد الوطني والثامنة والعشرين لعيد التحرير، فإننا وبموازاة استحضار عطاءات مسيرة وإنجازات قديرة ولمحات وفاء أهل الوطن له، نحتفل أيضاً في بيروت بوصفها عاصمة لبلد عربي شقيق، بمقدوري القول عنه بأنه وعلى امتداد علاقته بوطني كان وفياً للعلاقة المتجذرة المتأصلة بينهما، صافياً في تعاطيه ومودّته، مخلصاً في صون المنجزات، وكريماً في سُبُل تعزيزها، عبر مناخات أقل ما يُقال عنها انها دوماً ذات طابع يفوق ويتجاوز المتعارف عليه دبلوماسياً.

امتداداً لتلك العلاقة ذات التوصيف المُغاير الخاص، نؤكد بأن الجمهورية اللبنانية الشقيقة ستجد دولة الكويت بالموقع ذاته المدافع عن سيادة لبنان واستقلاله وعروبته، وكل مساعيه الخيّرة الرامية لحفظ تعدده المتآلف وتنوعه المتناسق ووجهه الحضاري الوضاء. كما ستجدون دولة الكويت معكم في كل مسعى للارتقاء بالعلاقة الثنائية الجامعة، على أسس متماثلة من الجدية السياسية ووحدة الهدف، فالفرص تتعاظم بكل فعل وتوجه نحو الاستقرار والنماء ورُقي المقصد.

 

الوسوم