بيروت | Clouds 28.7 c

سفير لبنان الأسبق لدى واشنطن د. رياض طبارة: الخوف على الاقتصاد اللبناني بعد مؤتمر ((وارسو)) / حوار: فاطمة فصاعي

*أصبحت القضية الفلسطينية القضية الثانية وايران هي القضية الأولى

*الحضور في مؤتمر ((وارسو)) لم يكن على المستوى المطلوب

*ايران تشعر بأن الهجمة الجديدة خطرة عليها

*الرابح الأكبر في هذه العملية هو نتنياهو

*انسحاب اميركا من سورية لم يتقرر بشكل نهائي

*علينا ان نحضر أنفسنا في لبنان لعقوبات جديدة

 

يعتبر سفير لبنان الأسبق لدى واشنطن الدكتور رياض طبارة بأن مؤتمر ((وارسو)) سيكون بمثابة شد عصب للتحالف القديم الذي كان قائماً بقيادة السعودية وتوسيع هذا التحالف بدخول اسرائيل فيه وإجراء مصالحة عربية. بعد ان يتم اقناع الدول العربية ان ايران هي العدو الوحيد، ومن خلال هذا الاجتماع تبين ان قضية ايران هي الأولى وان القضية الفلسطينية هي قضية ثانوية بعد ان كانت تتصدر كل القضايا.

وما ساعد الاميركيين هو ان الرأي العام الخليجي يعتبر ان العدو الأكبر هو ايران.

ويضيف طبارة:

مؤتمر ((وارسو)) يدخل في اطار المواجهة الاميركية – الايرانية في المنطقة وفيه شد عصب. الاميركيون يعتبرون انه ناجح لأنه جمع العرب مع اسرائيل وجمع عرباً متخاصمين مع بعضهم مثل السعودية وقطر واليمن. وحوّل النظرة الى حد ما من ان تكون القضية الفلسطينية القضية الأولى الى جعلها القضية الثانية لتصبح القضية الأولى هي محاربة ايران لأن اميركا تحاول ان تحل صفقة القرن وان تخفف من أهمية فلسطين ووضع ايران على رأس القائمة وقد نجحت في ذلك.

وقد أعلن ان المشكلة الأساسية في المنطقة هي ايران وليس اسرائيل وبتوقيع دول عربية.

فالنجاح بالنسبة للاميركيين يكمن في هذا الأمر أي اعلان ايران العدو الأكبر وقد تم ترسيخ ذلك في ((وارسو)).

ويرى طبارة ان الحضور لم يكن على مستوى، حيث كان هناك رئيس دولة وهو نتنياهو والبقية كانت عبارة عن رؤساء وزارة او سفراء. فلم يعط المؤتمر وفق الذي يراد منه، خصوصاً ان القادمين من أميركا هم نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية فليس هناك توازن. ولكنهم تخطوا هذه المسألة.

المشكلة التي ظهرت في ((وارسو)) للأميركيين هي انها أظهرت الخلاف الكبير بين اوروبا وأميركا لأنه في خطاب نائب رئيس الجمهورية مايك بنس هاجم بشكل قوي المانيا وفرنسا وانكلترا لأنها تحاول ايجاد آلية للتعامل مع ايران اقتصادياً تتفادى العقوبات الاميركية الأمر الذي أثار غضب الاميركيين.

فنجاح هذا المؤتمر سيتحدد ان كان هو الخطوة الأولى، وان كان الخطوة الأولى والأخيرة فهو غير ناجح. اما اذا كان بداية لجمع تحالف جديد في المنطقة تدخل فيه اسرائيل والدولة العربية مع تحييد ايران وبقيادة السعودية فالموضوع سيكون مختلفاً.

ايران شعرت بالخطر في حال حصل هذا التحالف ضدها. وسيؤثر هذا الأمر على اقتصادها الذي يتراجع بشكل كبير اضافة الى الانفصاليين الذين بدأوا يتحركون بإيعاز ومساندة من الخارج.

وبالأمس قال محمد جواد ظريف انه سيمد يده الى الخارج أي الدول العربية المجاورة. ولكن لدى ايران شعور بأن هذه الهجمة الجديدة وتوسيع التحالف هي خطر عليها.

الرئيس نبيه بري يقول عنها ((فالصو)) وانا لا أقول عنها ((فالصو)) لا بل علينا ان ننتظر. الرابح الأكبر من كل هذه العملية هو نتنياهو بحيث سرب ((فيديو)) يقول فيه العرب ان ايران هي عدوهم الأكبر.

وفي استطلاع للرأي، ظهر ان أغلبية دول الخليج تعتبر ان العدو الأكبر هو ايران بينما الدول الشمالية ما زالت تعتبر ان فلسطين هي القضية الأولى.

ويضيف طبارة: همّ الاميركيين في المنطقة اذا أرادوا ان يشكلوا هذا التحالف الجديد هو عدم النفور من وجود اسرائيل في مؤتمر. كان هناك نفور من قبل بعض ممثلي العرب حيث ظهروا في مسافة بعيدة عن نتنياهو في الصورة ولكنهم اجتمعوا تحت سقف واحد.

وعما اذا شكل هذا المؤتمر تعثراً في موضوع صفقة القرن يقول طبارة:

لا اعتقد ان هذا المؤتمر أضرّ هذا الملف، المشكلة الأولى في الشرق الأوسط التي تهتم بها اميركا هي ايران، وليس القضية الفلسطينية. لذلك القضية الفلسطينية تراجعت ولم يتطرق أحد الى التوطين إلا الصحافة اللبنانية.

السعودية ومصر غير قادرتين على تقبل صفقة القرن وبدون مساعدة عربية خليجية وغير خليجية لا تسير الأمور. وحتى كوشنر وجماعته لم يعلنوا ما هي الصفقة لا بل تركوها ضبابية. لأول مرة يجتمع العرب والقضية الفلسطينية ليست الأولى. وهذا بالتالي تجاوب مع ارادة الشعب الخليجي الذي أصبح يشعر بسبب الدعايات ان ايران هي الخطر الأكبر عليه وليس اسرائيل.

وبالنسبة لموضوع اليمن، فبحسب طبارة، لم يتم التطرق بشكل خاص لقضية اليمن لا بل في اطار محاربة ايران. والادارة الاميركية قررت بعد هذا الاجتماع ان تكمل في مساعدة السعودية رغم ارادة الكونغرس وقررت ان تتدخل في مسألة اليمن. الاجتماع دخل في مسألة تكثيف محاربة ايران ان كان في العراق او اليمن.

وهناك تخوف اوروبي وعربي من انسحاب اميركا من سورية. قائد القوات الاميركية صرح منذ يومين انه لو سأله ترامب لما انسحب. هناك ضغوطات اميركية على ترامب في عدم الانسحاب. ولكن هناك حلولاً لهذه المسألة من خلال استحضار مرتزقة او اشخاص من ((السي. اي.إيه)). الانسحاب نفسه من سورية لم يتقرر بشكل نهائي بعد ان تم الحديث انه سيكون آخر شهر نيسان/ ابريل المقبل. ويبدو انه سيتم تحويل بعض العسكر من سورية الى العراق والحفاظ على القوة الجوية الضاربة. الأوروبيون متفقون مع الاميركيين على ان ايران تسبب مشاكل في المنطقة وان البرنامج الصاروخي الايراني يجب تحجيمه, وهم ليسوا متفقين مع مسألة الانسحاب من الاتفاق النووي. الاوروبيون تلوعوا من عدم ثبات سياسات اميركا الخارجية. وهذا ما قالته انجيلا ميركل في اجتماع ميونيخ.

ولكن، ماذا عن تأثير نتائج هذا المؤتمر على لبنان؟

يقول طبارة: يعتبرون ان هذا الأمر سيعمل على توطين الفلسطينيين، ولكن المؤتمر لم يأتِ على ذكر حق العودة. ولكن اعتقد انه علينا ان نحضر أنفسنا لهجمة جديدة اميركية بعقوبات وما شاكل. الاميركيون يحضرون لعقوبات جديدة على ايران وحزب الله ولذلك العقوبات على حزب الله ستؤثر علينا. وعلينا ان نعمل حتى لا تؤثر على النظام الاقتصادي اللبناني.

والهجمة بدأت من خلال تحرك السفارة الاميركية في لبنان وبمجيء دايفيد هيل بدأت الهجمة على ايران وحزب الله، واعتقد ان حزب الله يشعر بهذه الهجمة من خلال قراءة لخطاب السيد حسن الأخير الذي كان هادئاً والذي قال انهم لن يستغلوا وزارة الصحة لا بل سيدعموها بالمال.

اعتقد اننا سنمر بمرحلة جديدة وعلينا الانتباه، فأي خطأ سيكلف لبنان الكثير.

فاطمة فصاعي

 

 

الوسوم