بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ - رسالة الى الساخرين / كتب: حسن صبرا

الذين يسخرون من حملة حزب الله لمكافحة الفساد، ويقولون بأن على الحزب ان يكافح الفساد داخله أولاً، ولا يشجعونه ولو بكلمة على خوض المعركة الجدية الوطنية لحفظ أموال الناس، ثم يظلون على مواقفهم من الحزب في هذه المسألة.. يقدمون خدمة عظيمة للفاسدين.. كل الفاسدين.. بل لعل رموز الفساد في لبنان مستعدون لدفع المال، وتزويد الساخرين من محاولة حزب الله.. بما يملكونه من معلومات دقيقة او مختلقة ضد الحزب لتظل الفجوة قائمة بين حزب الله في مسؤولياته الجديدة التي يرنو الى تحملها على كتفيه وبين بعض الناس الذين يقدمون أولويات نزع سلاح الحزب على ما عداها من أولويات. وبعضهم يرى ان الحزب يهرب من مواجهته دعوات نزع سلاحه الى اثارة قضية مكافحة الفساد.

ثم ان الذين يجعلون لازمة نزع سلاح الحزب هي عنوان كل المرحلة السابقة والحالية واللاحقة.. ولا يرون التحرك في أي اتجاه إلا بعد ان ينـزع السلاح هذا يعطون فترات سماح اضافية للفاسدين كي يوغلوا فيه، ولكي يفوتوا أي فرصة على التقدم او حتى التحدث في مسار آخر كمقاومة الفساد مثلاً او محاسبة الفاسدين، او استرداد المال المسروق، او تشكيل صندوق تجمع فيه الأموال المسروقة.. اطمئنوا ايها الغيارى لأن مقاومة الفساد أصعب وأعمق وأوسع والله من مقاومة اسرائيل.

يا أبناء الوطن الطيبين المخلصين..

لبنان واقع ضمن دائرة صراعات لا تنتهي منذ عهد الاستقلال بل وقبله، وهي صراعات لم تبدأ حين احتلت العصابات الصهيونية فلسطين عام 1948.. بل بدأت منذ مئات السنين..

عندما احتل الصهاينة فلسطين قال أحد مؤسسي استقلال لبنان رياض الصلح لشريكه في هذا التأسيس الشيخ بشارة الخوري: لقد قصم احتلال فلسطين ظهري.. وكانت العلاقات متوازنة ومسؤولة بين الرجلين.. فهل للخوري علاقة مع عصابات اسرائيل. لا سمح الله؟.. أبداً! بل هي معادلة جديدة فرضت على الشريكين في بناء الوطن.. واستمرت عقوداً حتى كانت مقاومة حزب الله التي وفر لها السلاح من ايران.. وهذه أصل المشكلة: اسرائيل أولاً هي المعضلة.

وهل لأي من اللبنانيين صلة او قرار او مصلحة في استمرار الصراع بين العرب وبين ايران؟ (لاحظوا اننا نقول خطأ العرب.. وهم أنظمة يقف نحو 75 % منها مع ايران أو هي ليست ضد ايران من الجزائر الى مصر ومن السودان الى ارتريا واليمن فضلاً عن العراق وسورية وقطر وإمارة دبي وعمان..).

الصراع الآن عملياً هو بين المملكة العربية السعودية وبين ايران دخل على خطها لأسباب عدة مسؤولو دولة الامارات العربية المتحدة.. وامارة ابو ظبي استقبلت وفوداً رسمية صهيونية على أراضيها وجالت وزيرة صهيونية في فناء مسجد يحمل اسم مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. ربما نكاية بإيران.

نحن لا نقول للبنانيين اقطعوا علاقاتكم مع دولة الامارات او امنعوا أصحاب جوازاتها من الدخول الى لبنان، ونحن لا نطالب بطرد سفير الامارات من لبنان.. أهلاً وسهلاً به وبالمصطافين من بلده، وشكراً لهم على استضافة نحو 150 ألف لبناني يعملون في اماراتها.. ونحن سنرحب كثيراً بأن تتقدم دولة الامارات او المملكة العربية السعودية او أي دولة عربية أخرى بمساعدة لبنان على بناء محطة أو أكثر لإنتاج الكهرباء..

فإذا تمنعت هذه الدول.. فلماذا نحتج على تقديم ايران عرضاً لانتاج الكهرباء؟.. وليس في لبنان من يجهل ان أقصى وأسوأ أنواع الفساد العلني يمر في موضوع الكهرباء.. وليس في لبنان من يجهل من هم الفاسدون في هذه المسألة منذ عشرات السنين.. وحتى الآن.

أيها اللبنانيون

أتعلمون ما هو المانع حتى الآن؟.. انه السبب نفسه الذي يجعل بعضاً منكم مصمماً على السخرية من اعلان حزب الله استعداده لخوض معركة مقاومة الفساد.. اقرأوا الموضوع من بدايته.

حسن صبرا

 

 

الوسوم