بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ - عودوا الى نبيه بري / كتب: حسن صبرا

قال لهم نبيه بري اذا سألتموني عن حل مشكلة التشكيل الوزاري ستجدونه عندي..

هم يعرفون ذلك: كل الأطراف المعنية بالأزمة.. رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، اللقاء التشاوري السني.. وغيرهم يعرف ذلك.. فهو يملك موهبة اجتراح الحلول وتدوير الزوايا، والتقاط الفرص، وابتداع المخارج.. ولكنه وبكل تواضع لا يريد ان يكون ملكياً أكثر من الملك.. قال كلمته وترك لهم حرية الاستماع اليه والاتكال عليه.

نبيه بري يصلّب الموقف الشيعي ويسجل له ولسيد المقاومة انهما يحفظان الموقع الشيعي، والدم الشيعي باحتضان واستيعاب كل المشاكل داخل صفوفه من جرود جبيل الى احياء بيروت، ومن كل قرى الجنوب الساحلية والجبلية، الى سهول البقاع المترامية..

نبيه بري يحرص أيضاً على سلمية التناقض السني، ولا يريد فتنة بين أطرافه، حرصه على ان يكون الصديق المفضل والأقرب الى وليد جنبلاط، وان يجد عنده طلال ارسلان الحضن الدافىء والنصيحة المخلصة.

ومنذ ان نصح نبيه بري بكيفية حل العقد أمام تشكيل حكومة سعد الحريري، وهو يسعى مع الجميع لتهدئة المشاعر، وتبريد الرؤوس الحامية، وتقديم ما يقرّب واقتراح ما يساعد.

نبيه بري الضرورة الوطنية، وهو الضرورة العربية، ونكاد نقول الدولية، وهو يجمع بين ثقة ايران به كما اميركا، وبين ثقة السعودية كما قطر، وإعجاب المصريين به كما أهل الكويت.. الجميع ينتظر ماذا سيفعل نبيه بري، الذي يملك موهبة في العمل السياسي تجعله في نظر عارفيه من سياسيي لبنان والعرب من ألمع رجال السياسة الذين مروا في تاريخ الوطن..

لذا،

سمعنا من أكثر من سياسي لبناني ان الذين لم يستمعوا جيداً لاقتراحات نبيه بري لحل مشكلة التوزير ان يعودوا اليه، وخصوصاً انه هو نفسه بلور اقتراحاته للحل وهم يعرفون انه سبق له ان وجد حلولاً لما هو أصعب من مشكلة التمثيل السني من خارج تيار المستقبل الحالية.

حلول بري هذه ترضي شريكه حزب الله الذي لن يتراجع عن دعمه للنواب السنة، وترضي هؤلاء النواب، وترضي رئيس الجمهورية الذي تطوع لتقديم مقعد وزاري لسني من حصته المارونية، وكل ما يملكه نبيه بري هنا هو ان يحدد النواب الستة واحداً منهم ليكون من حصة رئيس الجمهورية في حكومة سعد الحريري الثانية في فترة حكم عون.. وترضي سعد الحريري لأنه لن يتنازل عن مقعد سني في وزارته لخصومه السياسيين.. وهكذا يوفي سيد المقاومة بوعده لهؤلاء.

واذا كانت هناك عقد أمام هذا الحل فإن بري يملك دائماً حلولاً يستطيع ان يخرج بها لبنان من أزمته التي يحار كثيرون في توصيفها، بين ان تكون مفتعلة، او ان يكون وراء الأكمة ما وراءها او أن تكون مشكلة سنية فقط، وبين ان تكون نزاعاً بين بشار الاسد وسعد الحريري.

السياسي العتيق الذي قال لنا انهم لو سمعوا من نبيه بري منذ البداية ما كنا وصلنا الى الأزمة الحالية، يردد بتفاؤل دائم كعادته: الحل موجود عند ابو مصطفى ولو عادوا اليه الآن أفضل.. وعلى كل ان تصل متأخراً أفضل من ألا تصل أبداً.. ونحن معه.

حسن صبرا

 

 

 

الوسوم