بيروت | Clouds 28.7 c

نادي الأنصار... إلى أين؟

الأنصار إلى أين؟.. إنه السؤال الكبير الذي تردد ولا يزال منذ أكثر من أسبوعين على ألسن ليس عشاق ((الأنصار)) وحسب، بل السواد الأعظم من متابعي كرة القدم اللبنانية وجماهيرها. 

هذا التساؤل مرشح لأن يبلغ الذروة في اهتمامات كل أهل الشأن من محبي كرة القدم الى كافة قطاعات المجتمع اللبناني بشكل عام والبيروتي بشكل خاص، وذلك لما اكتسبه ((الأنصار)) بانجازاته التاريخية القياسية، ودخوله كل البيوت. 

بدر والانتخابات النيابية 

القصة تبدأ من الخطيئة القاتلة التي ارتبكها رئيس النادي الحالي نبيل بدر، بدخوله الانتخابات النيابية مورطاً ناديه بهذه المعركة الجنونية مستغلاً اسم ((الأنصار)) في كل شيء رافق معركته الانتحارية، ولعل أحد مظاهر ((حفلة الاخطاء البدرية)) اقدامه على تزنير مقر نادي ((الأنصار)) بالطريق الجديدة بيافطة انتخابية عملاقة مع صورته وصفته الانصارية، لكي تواجه مباشرة ارض الملعب البلدي عشية الاحتفال الجماهيري الكبير الذي أقامته جمعية الفتوة الإسلامية برعاية وحضور رئيس الحكومة سعد الحريري، ناهيك عن تصرفات بدر في لقاءاته مع العديد من وجوه المجتمع البيروتي وفيها تطاول مباشر على الرئيس سعد الحريري وعلى سياسة تيار المستقبل. 

كل هذه الأمور، كانت تنقل اصداؤها ومضامينها الى الرئيس الحريري، فيشمئز منها كل المحيطين به، معتبرين ذلك تطاولاً على البيت الذي أغرق ((الأنصار)) بمكرماته التي لا حصر لها، والتي يشكل ملعب ((الأنصار)) الحالي احداها. 

هذه التطورات السلبية المتلاحقة، أثارت اشمئزاز كل المحيطين والدائرين في فلك نادي ((الأنصار))، وخصوصاً الرئيس الفخري للنادي، الذي يعتبر بلا أدنى شك رئيس ((الأنصار)) التاريخي سليم دياب، الذي حاول عبر مقربين ثني بدر عن النهج البالغ الخطورة الذي ينتهجه في تحد صارخ لصاحب الأيادي البيضاء على ((الأنصار)) ووريث بيت المكرمات منذ زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان يعتبر ((الأنصار)) جزءاً لا يتجزأ منه، ومع تلاحق التطورات السلبية، جاءت نتائج الانتخابات النيابية زلزالاً على الرئيس الحالي لـ((الأنصار)) نبيل بدر، الذي يقول انه انفق نحو مليوني دولار على حملته الانتخابية، فكان أن حصد أقل من 800 صوت فقط لا غير. 

الصدمة الكبيرة 

هذه النتيجة شكّلت صدمة هائلة لبدر، الذي كان قد دفعه خياله الواسع الى حد الترويج بأن لائحته الانتخابية سوف تخترق لائحة ((المستقبل)) للرئيس الحريري بمقعدين نيابين إثنين. 

هذه الصفعة القاسية دفعت ببدر الى اختراع حركة عجيبة بإصدار بيان يدعي فيه الاعتكاف عن متابعة مسؤولياته كرئيس للنادي، داعياً اولياء الأمر ((الأنصار)) الى تسلم النادي ومرفقاً ذلك بما يصح وصفه بدفتر الشروط، حيث أشار الى ضرورة امتلاك القيادة الجديدة الملاءة المالية والكفاءة الإدارية.. ولم يكن ينقصه إلا تحديد موعد لاجراء اختبارات فحص الدم للرئيس الموعود للنادي. 

تحرك الرئيس الفخري 

مع كل هذه التطورات، كان لا بد من ان يطلق محبو (الأنصار)) الصرخة مناشدين الرئيس التاريخي رئيسه الفخري سليم دياب التدخل لإنقاذ النادي من المصير الأسود الذي بات ينتظره بفعل السياسة السلبية التي سيطرت على تصرفات رئيس النادي نبيل بدر، خصوصاً في الآونة الأخيرة ومرحلة الانتخابات. 

تدخل دياب وترأس اجتماعاً لكبار المهتمين بالشأن ((الأنصاري))، فكانت بالدعوة الى تشكيل قيادة جديدة إنقاذية لـ((الأنصار))، مع الإشادة الأدبية بعطاءات الرئيس الحالي نبيل بدر، والثناء على ما قدمه من دعم مالي وغيره. 

أما الخطوة التنفيذية لترجمة عملية الإنقاذ التي تطوع لقيادتها دياب، فكانت بتقديم عدد من أعضاء اللجنة الإدارية الحالية استقالته وتسليمها الى سليم دياب، حيث تقدم للاستقالات الفعلية كل من نائب الرئيس نبيل سنو والأعضاء الدكتور نور الدين الكوش وأحمد دنش وهيثم دوغان وتبعهم أمين السر أحمد لاوند، وبالتالي أصبحت اطاحة اللجنة الإدارية الحالية لنبيل بدر على عتبة الحل الكامل مع اقتراب بلوغ المستقيلين حد الأغلبية. 

بدر ومصير النادي المظلم 

إزاء هذه التطورات وبدلاً من ان يتلقف رئيس النادي نبيل بدر البيان – المبادرة الذي أطلقه الرئيس الفخري سليم دياب، فيعيد الأمانة الى أصحابها ويخرج كبيراً من مهامه الإدارية، إذ به يفاجئ الوسط الانصاري ببيان لم يكن يختلف عما سبق الانتخابات النيابية، متجاهلاً كل الأصوات التي تنادي بإبعاد ((الأنصار)) عن المصير المظلم. 

من جانب آخر، تتحدث أوساط دياب ان العدة قد أعدت لحسم تسمية أحد كبار رجال الاعمال البيارتة، من ضمن قائمة تضم ثلاثة من كبار رجال الاعمال ليتم اختياره رئيساً جديداً للنادي بمباركة ودعم وتأييد رئيس الحكومة سعد الحريري، واختيار مجلس إدارة جديد يضم خليطاً من كبار رجال الأعمال ومن أهل الخبرة الرياضية في آن معاً. 

في جانب آخر، يبدو ان الأيام المقبلة مرشحة لكتابة خاتمة إيجابية لهذا المسار الدقيق، حيث تشير المعلومات المستندة الى مواقف مباشرة من نبيل بدر تصميمه على التمسك بمركزه حتى النفس الأخير، حسب تعبيره أمام بعض أصدقائه، وبأنه لن يستسلم أمام أي مسعى لاخراجه من قيادة نادي ((الأنصار)). 

الأنصار إلى أين؟ 

أمام كل هذه التطورات البالغة الخطورة، يتخوف المطلعون على مجريات الأمور، خصوصاً في الأيام الأخيرة من ان يؤدي الاشتباك الدائر داخل البيت الانصاري الى صراع مفتوح سوف يدفع ((الأنصار)) ثمنه غالياً، وهو الذي اشتهر عنه منذ سنوات تأسيسه الأولى بأنه ليس سوى عائلة ((الأنصار)) الواحدة، التي لم تشهد قط أي انشقاق او تباعد او خلافات علنية منذ ما يربو على الـ70 عاماً. 

ويبقى السؤال الكبير: هل يصغي الرئيس الحالي نبيل بدر لصوت العقل قبل فوات الأوان ويجدد ثقته بمن أولاه ثقته من قبل، فجعل منه عضواً في قيادة ((الأنصار)) ثم نائباً له ثم رئيساً، فيسلم راية القيادة للرئيس التاريخي سليم دياب؟ 

وحده نبيل بدر يملك الرد على هذا السؤال الكبير.. ومعه تخفق قلوب الانصاريين هلعاً من مصير أسود قد يكون ((الأنصار)) على موعد معه في الأيام المقبلة. 

تجدر الإشارة هنا، إلى ان الوسط الانصاري يضج منذ بداية الموسم الرياضي المنصرم بالحديث عن حجم تقديمات الرئيس الحالي للنادي نبيل بدر، التي يقول هو بأنها ناهزت المليوني دولار، بأن معظم الانفاق المالي تم بطريقة عشوائية، خصوصاً في مجال انتقالات اللاعبين الى ((الأنصار))، حيث دفعت لهم مبالغ خيالية لامست الجنون بالإضافة الى رواتب شهرية خيالية مقابل ضم لاعبين لا يصلحون لاندية من الدرجة الثانية، وبالتالي فهو دفع فاتورة الانفاق الشهري الى مستويات مجنونة، من شأنها ان تدفع ((الأنصار)) الى إفلاس حقيقي، إضافة الى تدخله المباشر في كل الأمور الفنية. 

وعلى الصعيد الإداري، ارتكب بدر خطأ فادحاً بشطب نحو 40 من كبار أعضاء الجمعية العمومية لـ((الأنصار)) الذين عاش معهم النادي زمن الانتصارات التاريخية التي نصبته أكبر الأندية احرازاً لزعامة بطولة الدوري العام وكأس لبنان، فإدخلته موسوعة ((غينيس)) العالمية كصاحب للرقم القياسي العالمي في عدد مرات احرازه لقب البطولة توالياً. 

 

نبيل بدر 

النائب السابق سليم دياب 

الوسوم