بيروت | Clouds 28.7 c

هل قرأ سمير جعجع خطأ انطوني نانتج عام 56؟

هل قرأ سمير جعجع خطأ انطوني نانتج عام 56؟

 

خلال العدوان الثلاثي على مصر الذي شاركت فيه بريطانيا وفرنسا واسرائيل، (29/10/- 31- 12 – 1956) أعلن وزير الدولة البريطاني زميل رئيس الوزراء انطوني ايدن، انطوني نانتج استقالته احتجاجاً على مشاركة بلاده في هذا العدوان، وهي التي كانت تحتل مصر (1882 – 1954).

بزغ نجم نانتج في العالم خصوصاً الثالث، وأيدته كتابات حرة في اوروبا، وبات حديث الدنيا كلها بسبب هذا الموقف الذي اعتبر بطولياً مؤيداً لحق الشعوب في الحرية ضد استعمار بلده لها.

وذهب نانتج مثلاً في الايثار.

حدثنا صديقنا الكبير الوزير العراقي السابق أديب الجادر انه التقى بعد سنوات بنانتج في بريطانيا، وانه راح يثني على موقفه عام 1956.. لكن نانتج نظر الى الجادر مبتسماً ليقول له: اسمع يا مستر جادر.. لعل استقالتي كانت أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبتها في حياتي...

ظن الجادر ان زميله السابق يمزح معه.. لكنه رآه وقد اعتدل على كرسيه سارحاً بنظره للبعيد، مردداً.. أنت لا تستطيع ان تفعل شيئاً وانت خارج السلطة.. لأنك داخل الحكومة تستطيع منع الأخطاء وفرض الآراء.. والمشاركة في القرار، وتكون مرهوب الجانب عند الرأي العام او مسموع الكلمة.. لكنك تفقد هذا كله وأنت خارج الحكومة.

فهل قرأ سمير جعجع هذه الواقعة او سمعها.. او ان حساباته الدقيقة أوصلته الى هذه الخلاصة التي وصل اليها نانتج منذ أكثر من ستة عقود.. فوافق على المشاركة في حكومة سعد الحريري لمواجهة محاولات مستميتة من خصومه ضد وجوده في السلطة.. وطرح حلول تعجيزية عليه كي يظل خارجها.

 

الوسوم