بيروت | Clouds 28.7 c

الاتصالات لتشكيل الحكومة: انحدار الى ما دون الصفر!

مجلة الشراع 3 حزيران 2021

لم تنته بعد فترة الاسبوعين التي حددها الرئيس نبيه بري لتشكيل الحكومة بناء على المبادرة التي يقوم بها بدعم من حزب الله ، مستنداً الى التفويض الذي اعطي له من قبل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي كان دعا للاستعانة بصديق ويقصد رئيس المجلس من اجل ايجاد المخارج اللازمة للدفع بتشكيل الحكومة الى الامام.الا ان النتيجة حتى الان انحدرت الى ما دون الصفر بعد القصف الاتهامي المتبادل بين الفريقين المعنيين مباشرة بالموضوع اي الرئيسين  ميشال عون وسعد الحريري..

ولهذا السبب فان الآمال  تراجعت حيال نجاح مبادرة بري في ظل الاجواء المحتقنة والمحتدمة بحرب البيانات العنيفة بين ميشال عون وسعد الحريري خصوصا وان الاخير رد على كل الاساءات التي تعرض لها بما يوازيها ،  ولذلك فان ما بعد حرب البيانات هذه ينذر بالاسوأ لاسيما على صعيد الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة  والتي كانت أدت الى انجاز ما يزيد عن تسعين بالمائة من عملية التشكيل وبقي منها مسألة تسمية الوزيرين المسيحيين واصرار جبران باسيل على ان لا يمنح الحكومة الثقة في المجلس النيابي ما دفع الرئيس المكلف الى التأكيد بان هذا يعني ان حصة رئيس الجمهورية يجب ان تقلص الى ثلاثة وزراء بدلاً من ثمانية، مستنداً الى تصاريح سابقة لعون نفسه ايام الرئيس السابق ميشال سليمان والتي كان يرفض فيها ان يكون لرئيس الجمهورية حصة. ولذلك كيف يمكن حجب الثقة عن الحكومة من قبل باسيل رغم ان حصته مع عمه تصل الى ثمانية نواب.

وكان لافتاً ان باسيل المتخصص في إفشال المبادرات التي لا تتلاءم مع مشروعه، طرح موضوع طاولة الحوار في بعبدا لتشكيل الحكومة في خطوة وصفت بانها محاولة لافشال مبادرة بري فضلا عن انها تتجاوز صلاحيات رئيس الحكومة المكلف بتشكيلها، في وقت قد تكون عملية التشكيل امام افق جديد مع طرح البطريرك الماروني فكرة تشكيل حكومة اقطاب اي حكومة سياسية خلافا لما هو مطروح حاليا لجهة حكومة الاختصاص.

وفي المحصلة فان ثمة تشاؤماً يسود البلاد حالياً ، علما انه حتى لو ولدت الحكومة وفقاً للمبادرة الفرنسية ومطالب المجتمع الدولي فانه "لن تشيل الزير من البير" كما ترى اوساط متابعة بسبب فداحة الاوضاع القائمة والتي دفعت البنك الدولي الى وضع لبنان في لائحة الدول التي تعيش في ظروف هي الاسوأ وبشكل بات يتجاوز حتى الوضع في الصومال او فنزويلا او غزة وباتت اقرب الى جهنم التي سبق لميشال عون ان تحدث عنها.

فهل يعني كل ذلك   ان الاتصالات ستبقى تراوح مكانها ، والى ان تنتهي فترة الاسبوعين التي حددها بري لتشكيل الحكومة فان ما قد يطرأ قد يزيد من صعوبات امام تشكيل الحكومة ويزيد من الطين بلة، او ينقصها باتجاه اخراج المولود الحكومي الى النور ليتولى مهماته الانقاذية في اسرع وقت

الوسوم