بيروت | Clouds 28.7 c

انتهى زمن العدوان الصهيوني!؟

مجلة الشراع 24 أيار 2021

 

لا تتعجلوا بالحكم على مضمون المقال من خلال العنوان بل لا بد من متابعة هذا التحليل لنصل الى المعادلة التالية وهي :

اعتدنا كعرب ونحن على حق بأن كل المواجهات مع العدو الصهيوني تبدأ بعدوان،

واساس وجود الكيان المغتصب في فلسطين هو عدوان!

منذ انسحاب اسرائيل هرباً من الجزء الاعظم من جنوبي لبنان وبقاعه الغربي صارت المواجهة هي حروب مع هذا العدو سواء التي تنشب بين حزب الله والعدو الصهيوني او تلك التي تنشب بين حركة حماس والمقاومة الفلسطينية وهذا العدو.

ما عادت مسألة عدوان صهيوني على لبنان وفلسطين ينتهي بتحقيق العدو مكاسب متعددة او يجعل قتل اهلنا حقل تجارب لأسلحته الفتاكة وخططه الحربية بل باتت المسألة  هي حروب صغيرة او متوسطة، محدودة او موسعة لا يملك فيها العدو النصر دائماً وقد يملك فيها المبادرة الى العدوان لكنه يبادر احياناً الى طلب وقف النار..

الاهم من ذلك،

ان العدو الذي كان يبادر الى العدوان لتدريب طياريه واختبار طائراته وفحص آلته الحربية ومنها المصنعة داخلياً كدلالة الميركافا... اصبح يلجأ اليها لاسباب سياسية داخلية كأن يشحن النفوس من اجل العصبية التي تبقي واحداً مثل بنيامين نتنياهو حاكماً لعقد ونصف من الزمان

 نكتب هذا الكلام الذي يلغي صفة الاحادية في وصف ما يجري بأنه عدوان صهيوني على لبنان وفلسطين لإعتبار ما جرى ويجري منذ سنوات حرباً لها طرفان:

الاول هو العدو الصهيوني

والثاني هو حزب الله المقاتل والمقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس المقاتلة

حزب الله انتصر على العدو الصهيوني عام 2000 واخرجه طرداً من لبنان ثم انتصر عليه عام 2006 وفرض عليه معادلة وردت في القرآن  الكريم عن بني اسرائيل:

العين بالعين والسن بالسن و فرض عليه قواعد اشتباك بات العدو اكثر حرصاً على الالتزام بها.. وما كانت اسرائيل يوماً لتأبه بأي التزام اخلاقي او سياسي او اتفاق او عهد

وما وصل عيد تحرير القسم الاعظم من الاراضي اللبنانية الواحد والعشرين حتى كانت معايدة الشعب الفلسطيني لشعب لبنان هي صنع معادلة جديدة بينه وبين العدو خلال حرب الاحد عشر يوماً وكان اهم انجازاتها هي مشاركة شعب فلسطين كله في هذه الحرب وفتح جبهة مواجهة ذات اهمية استراتيجية وهي الصراع الفلسطيني في كل فلسطين ضد المغتصبين وإعادة الاعتبار للحتمية التاريخية بعودة فلسطين وزوال اسرائيل ..

اربعة الاف صاروخ من غزة الى مدن فلسطين المحتلة ربما يكون تأثيرها محدودا في هذه الحرب في المدى وفي كمية المتفجرات داخلها...  فهل تضمن اسرائيل الا تتجاوز المقاومة هذه المحدودية في المدى والمتفجرات؟

  ما عاد ممكناً تجاهل ان اسرائيل تعتمد اعتماداً كلياً على الولايات المتحدة الاميركية من البابوج الى الطربوش من الابرة الى لصاروخ.. كما ما عاد ممكناً تجاهل ان ايران تفعل الامر نفسه من حزب الله الى حماس والمقاومة الفلسطينية !

وفي حين ان لا احد من خصوم المقاومة العربية يهاجم اميركا لهذا الدعم للعدو  الصهيوني فإن كثيرين منهم يرددون بأن ايران تخوض حربها ضد اميركا واسرائيل بالوكالة.. 

ونحن اذ نتفهم دوافع هذا الكلام من دون الموافقة عليه نضيف ان لا شيء يمنع الدول العربية القادرة من ان تحارب ايضاً بالوكالة لا ان تناصب المقاتلين ضد العدو العداء لمجرد ان ايران تدعمهم فليتفضلوا ويطالبوا الدول العربية بدعم المقاومة بدل ان يصمتوا على لهاث انظمة لعلاقات غير طبيعية مع العدو لمجرد ان اميركا امرتهم بذلك..

إن لقاء العرب والايرانيين على دعم المقاومة العربية في فلسطين سيفتح الباب واسعاً لحوار عربي / ايراني يدعو فيه العرب ايران لعدم التدخل في شؤونهم الداخلية مقابل ان يدخل العرب الى فلسطين وطلب العرب او بعضهم اخراج ايران من الصراع مع العدو من دون ان يدخلوا هم مكانها يعني خروج العرب والمسلمين من الصراع مع العدو.. وهذا امر قد يستطيعه العرب ولا يستطيعون فرضه على ايران

  نعم،

 هناك صراع عربي فارسي في العراق وسورية واليمن ومن الممكن تحويله الى صراع عربي -فارسي ضد العدو الصهيوني فتسقط قناعة ان ايران هي التي الزمت بعض العرب الهدنة مع العدو الصهيوني ..

انها الحرب بكل اشكالها في مواجهة العدو تعطي العرب القوة لمواجهة العدو والصديق ، المسلم والمسيحي ، وليس الرهان على الحماية الاجنبية التي تبتز الانظمة وتحرفها عن البوصلة الصحيحة وتجعلها تدفع ثمن حروب كان الافضل فيها مواجهة الكيان الغاصب

 

احمد خالد

الشراع

الوسوم