بيروت | Clouds 28.7 c

انه شعب الجبارين / كتب أحمد خالد

مجلة الشراع 11 أيار 2021

 

اعظم ما يثبته الشعب الفلسطيني بإنتفاضته التي لا تتوقف فترة الا لتنهض مرة اخرى ان الحتمية التاريخية باستعادته وطنه ممكنة طالما ظلّ فلسطيني واحد ثائراً يرفض الاستسلام في معركة ليس ادل على رمزيتها من انه هو يحمل الحجارة ودولة اسرائيل تملك اكثر من مئتي رأس نووي وربما سادس جيش عصري...

هو مستمر بالمقاومة...

ودولة العدو تعيش حيرة كبيرة كلما خرجت مظاهرة من عشرات او مئات الشبان يرفضون نزع العدو ارضاً جديدة من قراهم او مدنهم...

نعم!

تفضح اسرائيل كل العرب المتفرجين او اللاهثين خلف اسرائيل اعجاباً بها... حين تتعامل بليونة لا يعرفها اي شعب عربي عندما يخرج بمظاهرة يطالب فيها بالحرية والكرامة فيقصف بالكيماوي وبالبراميل المتفجرة والصواريخ والطائرات وتقصف مستشفياته ويقتل اطباؤه وممرضوه...

لماذا تتعامل اسرائيل بليونة مع شعب فلسطين قياساً بوحشية انظمة عربية تخوض حروب ابادة ضد شعوب عربية اسقطها القدر تحت همجية حاكمها المريض نفسياً والجبان سلوكياً؟

لأنها في شكل من الاشكال تعرف ان هناك حدوداً لتعاملها العدواني مع شعب فلسطين، فهناك عالم يراقب وهناك معلومات تتوفر على مدار الوقت وهناك وسائل إعلام عالمية توصل ضربة الكف وقصف الطائرة والاهم من هذا ان هناك داخل المجتمع الصهيوني من يراقب ليحاسب ليس على قتل فلسطينيين بل لأن الحكومة لم تكن على قدر المسؤلية او على قدرة الحماية!

هاذان الامران تعلمهما الشعب الفلسطيني في صراعه مع العدو وهذه احدى نتائج ثقافة ابن خلدون الذي اكد ان كل شعب يتعلم من المحتل حتى يتمكن من مجابهته..

شعب فلسطين يشارك في انتخابات الكنيست الصهيوني ويؤثر وها هي الانتخابات الرابعة غير الحاسمة تظهر صراعاً داخل المجتمع الصهيوني حول الحاجة الى حكومة يكون فيها الصوت الفلسطيني في الكنيست هو رمانة الميزان او بيضة القبان!

توكيداً للتأثير الفلسطيني الداخلي يستمر الفلسطينيون في انتفاضتهم لجذب الاهتمام الخارجي المطلوب لخلق التوازن المفقود بين الرأس النووي والحجارة...

وسيستمر هذا التوازن الى ان يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه وصولاً الى اثبات الحتمية التاريخية!

 

احمد خالد

الشراع في 11/5/2021

الوسوم