مجلة الشراع 11 أيار 2021

كثيرة هي الاساءات التي الحقها فقهاء بالرسول العربي النبي محمد وكتب التراث تضج برواياتهم غير المنطقية عنه ونسبهم اليه كلاماً لم يقله وقد آن الاوان للمسلمين ان يتفكروا حكمة الرسول العظيم عندما امر الا ينقل عنه اي حديث ودعوته من حوله لحرق كل ما كان كتب نقلاً عن لسانه..

الامر الآخر،

 انه آن الاوان وبإلحاح ليسأل المؤمنون انفسهم عن خطب النبي العربي الاكرم ولماذ اختفت وما بقي منها ربما الا خطبة او اثنتين وهو الذي ينسب الى التاريخ انه خطب ربما مئات الخطب ووضع مكانها احاديث عن عن عن عن عن عن عن الى ما شاء الله وهل كل من وردت اسماؤهم ناقلو احاديث هم اسماء رجال حقيقيين كانوا مع الرسول؟

وهل من المنطقي ان يكون صحيح البخاري الرجل الذي ولد عام 194 للهجرة هو اهم كتاب بعد كتاب الله وسنة نبيه؟

وهل صحيح انه جمع 600الف حديث وانه اعتمد من هذا الرقم الضخم 5000 حديث فقط ؟

وهل يسأل المسلمون انفسهم اين ذهبت الاحاديث الـ595الف حديث؟

الا يحتمل ان تكون هذه الـ595 التي رفضها البخاري موجودة الآن يتداولها المسلمون كحقائق بينما رفضها البخاري وقيل احرقها؟

وكيف لرجل واحد ان يصل الى الـ600 الف حديث وقد مرت عشرة اجيال توفى كل من فيها اي توفي من حفظ حديثاً وتوفي ابنه وتوفي حفيده ثم كل الاحفاد حتى الجيل العاشر؟

الا يسأل المسلمون انفسهم:

 اذا كان المسلمون الاوائل انتشروا ما بين السند والهند شرقاً الى المغرب والاندلس غرباً فكيف تسنى لرجل واحد هو البخاري ان يجمع منهم  600000 حديث  وكيف سجلها واين كتبها وهل ذهب الى الهند والسند وراح المغرب والاندلس وبغداد ومصر ونزل اليمن وايران وهل كانت وسائل المواصلات متوافرة واجهزة التسجيل، وحتى لا نظلم الرجل الذي ربما اجتهد فإننا نسأل:

الا يجوز ان يكون هناك من افترى عليه ودس عنه هذا الدور الخارق الذي يحتاج في عصرنا مجموعات عمل وابحاث وتقصي تملك احدث الاجهزة التي بين ايدينا وتتوفر له سبل سفر بالطائرات ووسائل تسجيل وتدوين؟

غير ان اكبر اساءة الى الرسول العربي الاكرم هي وصف المسلمين له بأنه امي بمعنى ادخلوه الى ثقافتهم بأن الامي هو  الذي لا يقرأ ولا يكتب وهذا الفهم هو مخالفة كاملة لنص قرآني واضح كما الكثير من الاساءات للرسول العربي بإعتماد احاديث نسبت زوراً اليه في مخالفة لنص قرآني واضح ..

فالحديث الذي ينسب الى الرسول زوراً بأنه القائل " امرت ان اقاتل الناس جميعاً حتى يقولوا اشهد الا اله الا الله وان محمداً رسول الله " مناقض لما ورد نصاً في القرآن الكريم:

 باسم الله الرحمان الرحيم: ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

وقوله سبحانه وتعالى: ذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر

وقوله جل جلاله: ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

وقوله الكريم: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن

صدق الله العظيم

وفي سورة الجمعة يقول رب العالمين:

باسم الله الرحمان الرحيم :

يسبح لله ما في السماوات والارض الملك القدوس العزيز الحكيم *هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم أياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين *

صدق الله العظيم

يردد المسلمون ربما منذ مئات السنين ان الرسول ما كان يجيد القراءة والكتابة بإعتبار انه اني كما فهموا من النص القرآني حتى لا نضيف رواية آمنوا بها نقلاً عن فقهاء ان الله خاطب رسوله عبر جبريل بقوله:

 إقرأ

ويجيبه الرسول:

ما انا بقارىء وتتكرر هذه الدعوة عدة مرات

الأميّ ايها المسلمون هو الذي ليس لديه كتاب كما اليهود والنصارى وغيرهم من اتباع الاديان الذين سبقوا نزول القرآن وحياً على الرسول العربي، فكل من لم يكن من اهل الكتاب هو أميّ

الاهم ان الآية الثانية من سورة الجمعة تقول:

هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم

* فإذا كان صحيحاً تفسيركم بأن الامي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب فهذا يعني ان الله بعث الرسول والقرآن والوحي فقط على الجهلة واستثنى كل من يقرأ ومن يكتب!!

او ان الذين يقرأون ويكتبون هم اليهود والنصارى واهل الكتاب الآخرين!

او ان الذين يقرؤون ويكتبون ولم يكونوا يهوداً او نصارى او اهل كتاب آخرين ليسوا معنيين بكتاب الله او الرسالة او الرسول!!

فكيف يتم استثناء المتعلمين (من وجهة نظر الذين يعتبرون ان الرسول لا يقرأ ولا يكتب) من رسالة محمد والقرآن الكريم؟

افلا يضج تاريخ العرب قبل الرسالة المحمدية بالشعراء والمعلقات وسوق عكاظ وجلسات الشعر والادب والنثر واعظم الحوارات الثقافية؟ اليس محمدا بن عبد الله هو ابن هذه البيئة المميزة في تاريخ ماقبل الرسالة؟

نحن نزعم ان هذه البيئة التي تمثل اليوم نيويورك وطوكيو كبورصة العالم كانت توفر لساكنيها معرفة واستخدام كل لهجات ولغات العالم القديم الذي كان ناسه يحجون الى بيت الله وهو اول بيت بني للاسلام ، اليس هو البيت الذي بناه ابو الانبياء ابراهيم؟

بيئة ماقبل نزول الوحي على محمد هي بيئة عالمية منفتحة على كل ثقافات العالم القديم ولغاته ولهجاته وهذا يفسر لنا وجود كلمات غير موجودة في اللغة العربية لكن العرب كانوا يستخدمونها ليخاطبوا فيها من هم غير عرب يلتقونهم في مواسم الحج التي كانت اشهر اً معلومات كما ورد نصاً في القرآن الكريم " الحج اشهر معلومات "

ثم ان رب العالمين سبحانه وتعالى انزل القرآن الكريم بإنجازات في كل شؤون الدنيا وابرز انجازاته تلك اللغة التي انزله فيها وعلى قوم لم يجدوا اي صعوبة في فهمها وليس كما هو حاصل اليوم حيث يعجز من لم يتقن اللغة العربية صرفاً ونحواً وقواعد وجناساً وطباقاً عن فهمها فيلجؤن الى مفسرين ليس بينهم عربي واحد، وهؤلاء المفسرون تعلموا لغة العرب لأنها لغة القرآن وقد تعلموها سواء من البعثات العربية التي رافقت الفتح لبلادهم او ان بعضهم جاء الى بلاد الاسلام في جزيرة العرب للتجارة والحج واتقنوا لغة العرب فلما عادوا الى بلادهم راحوا يفسرون القرآن بلغاتهم  لأبناء جلدتهم وهكذا نشأ علم التفسير، وهو لأبناء الشعوب غير العربية

ابعد هذا يمكن ان يظل هناك من يفتري على الرسول العربي ليصفه بأنه لا يقرأ ولا يكتب،لأنه أمّي؟

افهموا ان الامي كان هو الذي لا ينتمي الى اي ديانة سبقت نزول الوحي والقرآن على الرسول محمد وليس الذي لا يقرأ ولا يكتب اي الذي هو في نظركم جاهل يا جهلة

حسن صبرا

الشراع في 10/5/2021