بيروت | Clouds 28.7 c

سألني القذافي: ما زلت شيعياً؟ فصدمته بقولي ان معظم الليبيين من الشيعة!/ كتب حسن صبرا

سألني القذافي: ما زلت شيعياً؟ فصدمته بقولي ان معظم الليبيين من الشيعة!/ كتب حسن صبرا

 

أثناء لقاءاتنا كقيادة للاتحاد الاشتراكي العربي في لبنان مع العقيد معمر القذافي، كانت حواراتنا معه تتنوع فيها المواضيع سياسياً وثقافياً ودينياً.

كان العقيد القذافي يعتبرني مقرباً منه جداً وكان يميزني في التعامل، وقد مازحني في أحد اللقاءات وتحت أضواء مصوري التلفزيون الذين يصورون اللقاء اذ نظر إلي باسماً وهو يسألني مداعباً بلهجته الليبية: ما زلت شيعياً؟..

ابتسمت واستمهلت تأدباً حتى أنهى المصورون عملهم في مكتبه ثم خرجوا لأقول له:

أخ العقيد.. هل تعلم ما هو أكثر الأسماء شيوعاً داخل الجماهيرية؟..

فزاد من ارتفاع رأسه الى الخلف والى الأعلى مركزاً نظره نحوي كأنه ينتظر مني جواباً.

قلت له: أخ معمر.. انا لا اقصد اسماء محمد او عمر او خليفة.. انا اقصد ان أكثر الأسماء شيوعاً عند الليبيين هو اسم عاشور.

ولأنه لمّـاح سريع البديهة ابتسم وعرضت ابتسامته، لأقول له ((لزوم ما لا يلزم) ان هذا يعني ان الليبيين الذين يعتمدون هذا الاسم كثيراً لأولادهم يقدرون الامام الحسين الذي قتل في العاشر من محرم، من هنا باتت تعرف في التاريخ العربي باسم عاشوراء ومنها استحدث الليبيون اسم عاشور كما في مصر، وكما في عدد من عائلات لبنان حيث هناك عاشور السني وعاشور الشيعي..

وهكذا.

ما كانت ذكرى عاشوراء حكراً على فئة معينة من المسلمين، وهي تكاد تشمل معظم البلاد العربية من المغرب الى المشرق، حتى لو كان الاحتفال بها ممنوعاً او متحفظاً عليه في دول الخليج العربي.. ربما بتأثير السلفية، وخصوصاً الوهابية في بعض دولها.

وعاشوراء في بلد مثل لبنان ومنذ فترة في بعض مدن سورية وفي العراق (وفي ايران) تتخذ طابعاً سياسياً – شعوبياً، معادياً للعرب، وليس لبعض الدول العربية، لكأن الامام الحسين ما كان عربياً ومن قريش وابن الامام العربي علي بن ابي طالب وحفيد الرسول العربي محمد بن عبدالله الهاشمي القريشي.

عاشوراء في ليبيا عربية ومسلمة وكذلك في المغرب وفي مصر.

 

عاشوراء المغربية / من المغرب ننشر هذا التقرير عن عاشوراء وكيف يتعامل معها المغاربة

 

عاشوراء المغرب

فرح ومفرقعات وحلوى وملابس جديدة

يوم عاشوراء ليس يوماً عادياً عند أهل المغرب، هو يوم يجمع الفرح بالفرجة، يحيون فيه تقاليد خاصة بهم تختلف عن نظيرتها في بقية البلدان الاسلامية، وفي كل مدينة من المغرب احتفالات وطقوس مختلفة. ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم من السنة الهجرية ويحتفل به سنوياً في المغرب. يستعد المغاربة ليوم عاشوراء منذ أول أيام شهر محرم وتتواصل الاستعدادات الى اليوم العاشر ويطلقون على هذه الايام ((العواشر)). تمتلىء الاسواق بالمغربيات، يشترون لوازم الاحتفال وتزدهر التجارة.

 

شعالة

يستعد المغاربة ليوم عاشوراء منذ أول ايام شهر محرم وتتواصل الاستعدادات الى اليوم العاشر ويطلقون على هذه الايام ((العواشر)).

يقبل الأطفال على شراء مسدسات مائية وأواني ودمى، بينما تشتري السيدات التمور والجوز، اللوز، الكاكاو، التين، الحمص والحلوى، وهي معروفة عند المغاربة بـ ((الفاكية))، ويتم توزيعها على الضيوف من الأهل والجيران او أطفال الحي وتعتبر مظهراً من مظاهر الاحتفاء بعاشوراء.

في اليوم التاسع من شهر محرم، أي قبل يوم من عاشوراء، يشعل الأطفال نيراناً في الساحات، سواء في البوادي او داخل بعض المدن، ويدعى هذا اليوم بـ ((شعالة)) او ((تشعالت)) بالأمازيغية، ثم يقومون بالقفز فوق النيران مرددين ((طائفة تمشي وتجي على قبر مولاي علي)) معتقدين ان ذلك يزيل الشر ويبعده.

وفي الغد يحل اليوم الموعود، يسمي الأطفال هذا اليوم ((يوم زمزم))، ويقومون خلاله برش بعضهم البعض بالماء. ويخرج بعض الأطفال، خصوصاً في الأحياء الشعبية، الى الشوارع لرش كل من يمر أمامهم بالماء. ويرى الكثيرون في ذلك عادة سيئة ومزعجة.

وتبرز بين الأطفال في يوم عاشوراء، شخصية ((بابا عاشور)) وهي شخصية أسطورية، غير ان اسم ((بابا عاشور)) يختلف من منطقة الى أخرى، فقد أطلقت عليه القبائل الأمازيغية اسم ((أعاشور)) او ((أبنعاشور))، وفي بعض مناطق جنوب المغرب يطلق عليه اسم ((حرمة)) و((الشويخ))، بينما أطلقوا عليه بمناطق شمال المغرب ((با الشيخ)) في حين يعرف بـ ((عيشور)) و((بابا عيشور)) في وسط المغرب.

 

وفي مصر: عاشوراء صيام في التاسع والعاشر من محرم وبليلة وكسكس

عاشوراء عند المصريين هي مناسبة لجمع المسلمين، اذ حث الرسول العربي الأكرم محمد بن عبدالله المسلمين على صيامه بعدما رأى يهود المدينة يصومونه احتفالاً بنجاة النبي موسى من قوم فرعون.

المصريون يحتفلون بهذا اليوم ويسمونه يوم عاشوراء يصنعون فيه الحلوى وأشهرها طبق ((صحن)) عاشوراء، وفيه الأرز والحليب والمكسرات والزبيب، فضلاً عن طبق الكسكس وهو طعام معروف جداً في دول المغرب العربي كله بل هي الأكلة الوطنية اذا صح التعبير وفيها شيء من أكلة الكبسة الخليجية او المنسف الأردني حيث الأرز هو الأساس واللحمة، في جميع هذه الوجبات.

والمغاربة الذين جاؤوا مع الفاطميين ضمن حركة الموحدين الى مصر حملوا قضايا وسلوكيات وثقافات عديدة الى مصر ما زالت قاسماً مشتركاً حتى الآن بين المصريين والمغاربة.

 

مولد الامام الحسين

غير ان احتفال المصريين الحقيقي بالامام الحسين هو الاحتفال بمولده تتنادى الجماعات الصوفية من كل انحاء مصر وأعدادها بعشرات الملايين الى المسجد الذي يحمل اسمه في وسط القاهرة القديمة، والأزقة خلفه ينصبون الخيام فيها ويبيتون لأسبوع كامل، يأكلون ويشربون وينظمون حفلات الأناشيد الدينية والاشعار وكلها في مديح أهل بيت رسول الله وسبطه الثاني الحسين بن علي بن ابي طالب، وينتشر الباعة على العربات يبيعون المأكولات والحلويات وتصدح الموسيقى وترتفع الرايات ويتبارى الخطباء بالدعوة الى عشق آل البيت.

ولا ينافس احتفالات مسجد الامام الحسين إلا مولد الامام الحسين وهو مناسبة رسمية مصرية أيضاً حيث كان كبار المسؤولين يحضرونها في مسجده المعروف وهناك دائماً مندوب لرئيس الجمهورية، ونقل حي عبر الاذاعات ثم والتلفزيون، ويصنع المصريون في منازلهم الحلويات بمناسبة مولد سيدنا الحسين.

ومن الأسماء المعروفة جداً في مصر هو سيد للرجال وسيدة للاناث، وسيد هو نسبة للامام الحسين فهو السيد وسيدة نسبة للسيدة زينب فهي السيدة.. فضلاً عن اسمي حسين وزينب وهما بعد اسم محمد واحمد ومحمود الأكثر شيوعاً في مصر مع علي وحسن وجمال وخالد.

 

سلفي يطالب بهدم ضريح الامام الحسين في القاهرة

الداعية السلفي المصري عبدالحميد حمودة، طالب بهدم ضريح الامام الحسين، بزعم ان الشيعة يتخذونه حجة لممارسة أعمال الجهل والشرك بالله، مستغلين توقيت ذكرى عاشوراء لنشر التشيع والتوغل بين الناس، وغزو مصر ببدعهم وانحرافاتهم وخرافاتهم، ويسبون الصحابة الكرام مثل ابي بكر وعمر وعائشة وغيرهم من الصحابة.

 

وإمام المسجد يرد

إمام وخطيب مسجد الامام الحسين د. احمد عوض قال ان رأس الامام موجود في مصر بالمسجد المعروف به منذ سنوات بعيدة وان هناك محاولات دائمة من قبل السلفية لمنع الناس من الصلاة في مساجد آل البيت كالحسين والسيدة زينب متسائلاً:

لماذا يمنعون الناس من الصلاة في المسجد؟ وهم يقولون بعدم وجود رأسه الشريف في مصر؟ مشدداً على ان مسجد سيدنا الحسين يوجد به رأسه الشريف وهو الأمر المثبت تاريخياً وعلمياً، وما يروجه السلفية ينم عن جهل وعدم قراءة لهذا التاريخ.

إمام وخطيب مسجد الحسين السابق، د. اسامة الحديدي وصف الهجوم على الضريح بـ، ((قلة أدب وعدم فهم وإنعدام وعي)).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوسوم