بيروت | Clouds 28.7 c

زيارة لودريان الى بيروت: اقل من التوقعات

مجلة الشراع 7 أيار 2021

تساؤلات عديدة طرحت حول الاسباب التي دفعت بوزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لزيارة بيروت في هذه الظروف ، والكتمان الذي رافق الخلفية التي دفعته لتكون زيارته على الشكل الذي جاءت به ما دفع بكثير من المراقبين الى وصفها بانها اشبه ما تكون بزوبعة في فنجان.

لودريان وفي كلام منسوب اليه مع ناشطين في الحراك المدني قال ان لقاءاته الرسمية غلب عليها الطابع البروتوكولي، وانه كان في لقاءاته مستمعا اكثر منه متحدثا ، علما ان هذا الامر خالف التوقعات التي سبقت زيارته وهو صاحب المواقف الصاخبة والنارية ضد الطبقة السياسية في لبنان والمسؤولين عنه ، كما ان اللافت اكثر هو ان موضوع تشكيل حكومة لم تكن له الاولوية.

فلماذا جاءت زيارة لودريان بهذا الشكل؟

مصادر مطلعة تحدثت عن ان التجربة علمت الفرنسيين ان الذهاب في اطلاق المواقف النارية على غرار ما كان يحصل سابقا لن ينفع وان مثل هذه المواقف لن يكون لها وقعها وهو ما سبق ان حصل مع لودريان نفسه ومع رئيسه ايمانويل ماكرون، وان فرنسا اكتشفت انه لم يعد لها الحضور التاريخي السابق، فلبنان مجموعة جاليات لبنانية كل منها لها مرجعيتها في الخارج، وان اتفاقها او عدم اتفاقها مرهون بما تتوقعه زعامات كل جاليات من ردود فعل لدى مرجعياتها الاقليمية او الدولية على ما تقوم به، وهو ما يجمد اي قرار داخلي ينطلق من المصلحة الوطنية العليا الذي يتقدم عليه ما يحصل في المنطقة اليوم وعلى مستوى العالم لجهة اعادة ترتيب وضع المنطقة ككل ومنها لبنان تبعا لما ستؤول اليه نتائج المفاوضات الحاصلة حاليا في اكثر من ملف وقضية وازمة.

وحسب المصادر نفسها فانه كان لافتا ما عقده لودريان من لقاءات مع قوى وشخصيات وتجمعات تطرح نفسها باعتبارها معارضة وادت دورا في انتفاضة 17 تشرين ، ما يدل على ان باريس اليوم لم يعد لديها اوهام حيال الطبقة السياسية القائمة وانها تراهن على تغييرات يمكن ان تحصل في اي انتخابات نيابية مقبلة.

ولهذا السبب فان الزيارة كانت اقل من التوقعات التي اشيعت حولها قبل حدوثها، علما بان اوساطا مقربة من باريس تشير الى ان لودريان نقل رسائل تهديد حيال ما ستفعله فرنسا ضد معطلي تشكيل الحكومة ولكن من دون الاعلان عنها وانه نقلها مباشرة الى المعنيين بها ، كونها تريد ان تأكل العنب ولا تريد ان تقتل الناطور، لتتوقع هذه الاوساط بان تكون الرسائل فعلت فعلها ، خصوصا وان لودريان الذي يريد احياء المبادرة الفرنسية متسلح اليوم بدعم اميركي فضلا عن الدعم الروسي وتأييد دول عربية عديدة مؤثرة .

ولذلك فان الاوساط نفسها تتوقع ان تظهر نتائج الزيارة بعد انتهائها وربما يمتد ذلك الى ما بعد عطلة الفطر السعيد،في وقت طغى فيه التشاؤم حول ما يمكن ان ينتج عن الزيارة من قبل المصادر المطلعة المشار اليها انفاً، لان المكتوب يقرأ من عنوانه كما تضيف.

الوسوم