بيروت | Clouds 28.7 c

بعد فشل نتنياهو في تأليفها... تكليف يائير لابيد بتشكيل الحكومة / القدس المحتلة - بقلم أحمد حازم

  • لا حكومة بدون العرب إلاّ إذا توحّد اليمين واليسار
  • الطريق جاهزة لانتخابات خامسة في الكيان الصهيوني خلال سنتين

مجلة الشراع 6 أيار 2021

ثمانية وعشرون يوما مضت على تكليف نتنياهو بتشكيل حكومة الكيان الصهيوني، وكانت النتيجة  الفشل. لقد عجز نتنياهو عن تأيف حكومة  تنقذه من ورطاته، رغم ألاعيبه وأساليبه الإحتيالية لأنه كما يبدو اصبح مكشوفا للجميع بما فيهم أبناء جلدته السياسية (أليمين) الذين أصروا على التمسك بإسقاطه.

رئيس الكيان رؤوفين ريفلين أعلن الثلاثاء الماضي عن فشل نتنياهو في مهمة التشكيل، وأعلن الأربعاء الماضي عن تكليف يائير لابيد زعيم حزب “يش عتيد”، ، بمهمة تشكيل الحكومة  المقبلة، وهذا يعني أن لابيد أمامه أيضاً 28 يوما بالتمام والكمال  ليجرب حظه في مهمة  التأليف.

هذه المهمة التي عجز نتنياهو عن النجاح فيها  في جمع 61 صوتاً من أصل 120 عضوا في الكنيست لن تكون سهلة على سياسي مثل لابيد لم يكن يوما ما رئيس حكومة ولا توجد لديه أساليب خداعية مثل تلك التي  يتميز بها نتنياهو, لابيد حصل على توصيات بدعمه في تشكيل الحكومة من  أحزاب “أزرق أبيض”، “العمل”، “ميرتس”، “يسرائيل بيتنو” حزب “الأمل الجديد” اليميني و”القائمة المشتركة” ذات الأغلبية العربية. بالإضافة إلى دعم أعضاء حزبه . 

لابيد لديه الآن 51 صوتاً مضمونا وهم اصواتحزبه يش عتيد (17)، أزرق أبيض (8)، يسرائيل بيتنو (7)، العمل (7)، الأمل الجديد (6)، ميرتس (6) وهو يحتاج بعد إلى عشرة أصوات.  ويبقى أمامه للمفاوضة أحزاب:  يمينا (7)  القائمة العربية الموحدة(الإسلامية الجنوبية) (4) والقائمة المشتركة (6). وحتى لو انضم إليه رئيس حزب يمينا  فإنه يبقى بحاجة إلى ثلاثة اصوات فإما أن تكون هذه الأصوات من "الموحدة" أو من القائمة المشتركة، وطبعا يفضل لابيد أصوات الكتلتين. 

صحيح أن رئيس الكيان الصهيوني ريفلين قال حسب موقع  "تايمز أوف إسرائيل" ان لابيد صاحب الفرص الأفضل لتشكيل حكومة يمكنها الفوز بدعم الكنيست، لكن ريفلين قال صراحة في بيان تلفزيوني أن ذلك سيكون صعباً عل لابيد. ريفلين كان أكثر صراحة مع الإسرائيليين عندما تكلم الحقيقة بقوله: “نحن عالقون في متاهة إن لم يكن ذلك أزمة سياسية "

ريفلين على حق في رأيه. وقد يفهم منه أن إسرائيل ذاهبة لا محالة إلى انتخابات خامسة وأن الفشل سيكون من نصيبه كما أصاب سلفهنتنياهو، وأن استخدام  صياغة "مهمة صعبة" هي للتجميل فقط. ولكن هل لابيد لا توجد أمامه إمكانية لتشكيل الحكومة وكيف يبدو المشهد أمام لابيد؟

بينيت زعيم حزب يمينا لا مانع عنده حسب تصريحاته من  الإنضمام إلى حكومة ما تسمى وحدة وطنية، لا سيما وأنه أجرى مفاوضات مع لابيد حول شروط الاتفاق الإئتلافي وأنهما حسب تقارير  صحفية،مقتربان  من التوصل إلى اتفاق على العديد من النقاط، حيث أعلن زعيم يش عتيد عن استعداده السماح لبينيت بأن يشغل منصب رئيس الحكومة أولا في اتفاق تناوب. لكن في السياسة يتغير كل شيء.

فقد أعلن  عضو الكنيست عن “يمينا” عميحاي شيكلي اعتراضه على تشكيل حكومة بينيت-لابيد، ووجه رسالة إلى بينيت تم تسريبها إلى وسائل الإعلام العبرية، قال فيها إنه يوافق على أن تغيير نتنياهو ضروري وأن الجولة الخامسة من الانتخابات منذ أبريل 2019 ستكون “سيئة للغاية”، لكنه لن يدعم تجنب الانتخابات الخامسة“بأي ثمن”. وهذا يعني أنه ضد تحالف حزبه مع لابيد في تشكيل حكومة. وليس معروفا إذا كان شيكلي وحده المعارض أم  بوجد معه آخرون.

وعن سبب رفض شيكلي لدعم لابيد يقول:" أعترض على الانتهاك المتسلسل للوعود الصريحة لناخبينا، والتي تضمنت تشكيل حكومة يمينية، وعدم الجلوس في ائتلاف حكومي مع حزب ميرتس اليساري، وعدم تتويج لابيد كرئيس للوزراء حتى في إطار صفقة تناوب". إذاّ هذه مشكلة تقف أمام لابيد مجددا، وقد تكون سهلة على الحليق بينيت حلها وتغيير الأجواء، إذا كانت مصلحة حزب يمينا تقتضي ذلك.

رئيس  “القائمة العربية الموحدة”، منصور عباس، لم يوصي بتكليف لابيد تشكيل حكومة، وظل يحتفظ بخط رجعة بقوله: إنه سيتعاون بشكل إيجابي مع أي شخص يُعهد إليه بتشكيل حكومة، أما عضو الكنيست سامي أبو شحادة، رئيس حزب “التجمع”، الشريك في القائمة المشتركة، لن يوصي بأي شخص، بينما يدعم نواب الحزب الخمسة الآخرون لابيد.

والسؤال المطروح الآن هل يستطيع لابيد جمع الأصوات العربية  مع أصوات  اليمين في سلة واحدة تساعده في تشكيل حكومة أم أن النهاية ستقود إلى انتخابات خامسة؟

الوسوم