بيروت | Clouds 28.7 c

خاص - "الشراع" / البحث عن بديل للحريري يديره باسيل "عالعمياني"!

مجلة الشراع 3 أيار 2021

 

ماذا حقق جبران باسيل في موسكو؟

وهل يمكن ان تغير هذه الزيارة التي جاءت معطوفة على زيارة للرئيس المكلف سعد الحريري اختراقا على صعيد تشكيل الحكومة؟

وفق مصدر مطلع خصّ "الشراع" بمعلومات حول الزيارة:

 فان اي جديد لن يطرأ، وان المسؤولين الروس  فهموا من زيارة رئيس التيار الوطني الحر  انه ليس في وارد التخلي عن شروطه لتسهيل تشكيل الحكومة على الرغم من انه حاول ان يبرر ذلك بسلسلة من التبريرات والذرائع.

 اما اكثر ما كان لافتاً حسب المصدر نفسه فهو:

 ان باسيل وهو يزور موسكو بدا واضحاً ان عينيه شاخصتان باتجاه واشنطن، كما انه في محاولته لتجميل موقفه ونزع ما اصاب صورته من تشويه انما كان يتطلع الى ان يلقى ذلك كله صدى في الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات عليه ولم تقم بالغائها حتى الان على الرغم من  كلام صهر رئيس الجمهورية عن انه سيفعل ذلك.

وبالطبع،

 فان موسكو الأقرب في موضوع تشكيل الحكومة الى موقف الحريري منها الى موقف عون، لم تخص باسيل باستقباله، ويكفي الاشارة الى انها سبق واعلنت انها ستتولى استقبال عدد من القيادات اللبنانية للتشاور في موضوع تأخير تشكيل الحكومة، ولذلك فانها وبعد استقبالها:

  1. النائب محمد رعد

  2. والرئيس سعد الحريري

  3. اضافة الى باسيل

  4. فانها تنتظر زيارات اخرى بينها واحدة لزعيم المردة سليمان فرنجية

  5. وثانية لزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

ولكن ما هو انعكاس كل ذلك على موضوع تشكيل الحكومة؟

لايحتاج الكلام عن مسار تشكيل الحكومة الى جهد كبير لمعرفة وجهته وتقصي نتائج الاتصالات الدائرة خصوصا وان فريق العهد لم يخف رغبته  بتسمية رئيس حكومة بديل عن الرئيس سعد الحريري المكلف والممنوع  حتى الآن من العودة الى سدّة الرئاسة الثالثة بقرار من الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل...

والسبب هو ان المشهد العام صار مزدحماً  بكل ما يؤكد ذلك سواء على مستوى المواقف او الاداء او عمليات افتعال مشكلات جديدة وتقديمها على موضوع تشكيل الحكومة الذي يجب ان يتصدر كل العناوين باعتباره المفتاح الاساسي للعمل على مواجهة الانهيار والفوضى وكل ما يترتب على الواقع الحالي المأزوم...

ومع مواصلة فريق عون العمل على ادخال  موضوع الحكومة في نفق جديد من التعقيدات  وربط الامر بمفاهيم  وافكار وتوجهات لا علاقة لها بالواقع الحالي وازمات اللبنانيين، وفي مقدمة ذلك حديث جبران باسيل في موسكو عن الاقليات ومصيرها، فان الواضح ان فريق العهد انتقل الى مرحلة جديدة في تعاطيه مع ازمة تشكيل الحكومةّ!

مرحلة لا تتصل فقط بالحصص والحقائب والتسميات ،بل تتصل بواقع النظام حاضراً ومستقبلاً، كأنه بذلك يمهد للاعلان صراحة عن رفضه لاتفاق الطائف الذي كان ادى اقراره وبدء تنفيذه الى اخراج ميشال عون من قصر بعبدا في اواخر ثمانيات القرن الماضي الى فرنسا التي اختارها كمنفى له.

ولكن هل بات متعذرا على الاطراف الداخلية ايجاد مخرج او تفاهم على تشكيل الحكومة, بعد دخول هذه المسألة في نفق التجاذبات حتى لا نقول الصراعات الدولية؟

لا,

 فبالامكان السير بتشكيل حكومة بارادة داخلية صرفة، كما يقول مصدر واسع الاطلاع, نقلا عن مرجع كبير.

اذ يكفي ان يوافق الرئيس ميشال عون على تشكيل حكومة تكنو سياسية من دون اشتراك الثلث المعطل او تسمية الوزراء المسيحيين  ,حتى تبصر النور اليوم قبل الغد. والامر نفسه ينطبق على الرئيس سعد الحريري الذي يكفي ان يتراجع عن شرطه بان تكون الحكومة 18 وزيرا وان تكون تكنو سياسية   حتى يتم حل المشكلة.

ولهذا السبب,

فان المعادلة التي تحكم عدم تشكيل الحكومة حتى الان هي ان باسيل لا يريد الحريري وان عمه يتخذ الموقف نفسه، في رد على  ما يبدو على رفض الحريري ان يكون في عداد الحكومة الجديدة هو او من يقوم بتسميته وقد اتهمه صهر الرئيس بانه يقوم بذلك حتى تخلو له الساحة داخل الحكومة بعد ان يكون يحصل فيها على النصف زائد واحد من عدد الوزراء وبما يعني ان وزراء رئيس الجمهورية لن يكون لهم اي تأثير باستثناء رفع الصوت داخل او خارج مجلس الوزراء.

وثمة الكثير من الكلام وبعضه شعبوي من قبل التيار الوطني الحر حول اسباب رفض الحريري السير بحكومة يصفها عون بانها متوازنة وتضمن تطبيق الدستور لجهة مشاركة رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة، وابرز ما في هذا الكلام الاتهامي هو ان الحريري ومعه الحلفاء الذين سموه لتشكيل الحكومة لا يريدون التدقيق الجنائي الذي يصر عليه رئيس الجمهورية والذي لن يتراجع عنه  مهما كلف الامر وتطلب...

 فيما ترد الاطراف الاخرى بالكلام عن ان ما هو مطلوب اليوم هو تشكيل الحكومة وعندها يظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود ويظهر معها المعرقل الحقيقي للتدقيق، والتجربة مع فريق عون تؤكد ذلك.

 اليس هذا ما حصل لدى تضخيم الكلام عن توقيع المرسوم المتعلق بالحدود البحرية؟

الم يتراجع ميشال عون عن توقيع المرسوم متحدثاً عن جلسة لمجلس الوزراء يجب ان تعقد علما انه لم يكن كذلك عندما كان هناك حملة على وزير الاشغال المحسوب على المردة؟

 واليس من العجيب بعد كل ذلك ان يخرج باسيل في  محاولة لا سترضاء  الاميركيين ويدعو للجنة خبراء اجنبية من اجل القيام بالترسيم؟

 القضية تتصل بمعادلة السلطة في الحكومة ولا علاقة لها بشروط من هنا او من هناك يطرحها هذا الفريق الدولي او ذاك الفريق الاقليمي ولاسيما بالنسبة، بالنسبة لتمثيل حزب الله في الحكومة وايضا بالنسبة لموازين القوى فيها , الا ان المشكلة تكمن في ان فريق عون يريد ان يتجاوز اكثرية الـ 65 نائبا الذين سموا الحريري وسيمنحون الحكومة التي سيشكلها الثقة، كما يريد وخلافا للدستور ان يكون له حصة في الحكومة كانت تصل في الامس الى حدود الثلث المعطل ووصلت اليوم الى حدود تسمية الوزراء المسيحيين.

اذن،

 يكفي ان يقبل الحريري بشروط  جبران باسيل وعمّه ميشال عون  حتى تشكل الحكومة الجديدة علما ان هناك من يرى ان الامر لم يعد على هذا النحو بعد ان تجاوزته الاحداث وانتقال فريق العهد الى مرحلة العمل على ابعاد الحريري بكل الوسائل من موقع الرئاسة الثالثة والاتيان برئيس حكومة يعمل "عالعمياني " ما يريده جبران باسيل ، وهو الامساك بقرار الحكومة الجديدة خلال ما تبقى من رئاسة عون وبعدها ايضا في حال تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية كما تشير الترجيحات.

ومن خلال ذلك فان عملية البحث عن اسم بديل للحريري كرئيس مكلف قد بدأت، على الرغم من ان الواضح حتى الان هو ان الحريري ليس في وارد الاعتذار ولن يحقق لفريق العهد ما يريده على هذا الصعيد.

وليس معروفاً بعد ما اذا كان الوضع يمكن ان يتغير على هذا الصعيد, الا ان الاكيد وفق المصدر الواسع الاطلاع نفسه هو انه يمكن ايجاد مخرج داخلي يضمن الخروج من مرحلة تصريف الاعمال الى مرحلة الحكومة الجديدة المطلوب ولادتها في اقرب وقت من اجل المباشرة بالاصلاحات المطلوبة وسحب البلاد من الحافة التي تقف عليها اليوم وهي حافة اقل ما يمكن ان يقال فيها انها حافة الهاوية والانهيار والفوضى.

 

الوسوم