بيروت | Clouds 28.7 c

تأجيل الانتخابات  يضمن  بقاء أبو مازن في الرئاسة /  القدس المحتلة - أحمد حازم

 مجلة الشراع 2 أيار 2021

 

  • السلطة الفلسطينية رهينة الكيان الصهيوني

  • انشقاق جديد في "فتح" يقوده  اللواء جبريل الرجوب

 

سارع كبار المقربين جداً من صحن الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الدفاع عن قراره بتأجيل الانتخابات الفلسطينية من منبر إذاعة صوت فلسطين وهي إذاعة السلطة الفلسطينية.

  فقد حاول عزام الأحمد عضو اللجنتين المركزية لحركة فتح والتنفيذية لمنظمة التحرير، إلى محاولة التخفيف من حدة قرار تأجيل الانتخابات الفلسطينية، والذي أعلن عنه مؤخراً الرئيس الفلسطيني محمود عباس. فقد ذكر الأحمد في تصريح بثّته إذاعة صوت فلسطين في الأول من أيار/مايو بأنه:

" سيتم الإعلان عن موعد جديد للانتخابات حال ضمان عدم وضع عراقيل أمام الانتخابات بمدينة القدس"

 وقال الأحمد:

 "في اللحظة التي نضمن بها عدم وضع عراقيل إسرائيلية أمام عقد الانتخابات بالقدس في اليوم التالي سنعلن موعد الانتخابات".

كلام الأحمد واضح وهو أن إسرائيل هي صاحبة القرار الفصل في إجراء الانتخابات وتنفيذها مرهون "بهزة رأس" من إسرائيل... لكن الأحمد يكابر ويقول في تصريحه الإذاعي:

"نحن لا نطلب الإذن" من إسرائيل.

 كلام غير صحيح يا مستر عزام!.. القيادة الفلسطينية ألغت الانتخابات لعدم وجود "إذن من إسرائيل" بإجرائها. وهذه الحقيقة بعينها وكفى كذباً على الشعب.

ثم  أشار الأحمد في حديثه الإذاعي  إلى:

 "أن هناك ضرورة كبيرة لعقد المجلس المركزي لأنه جزء من ترتيب البيت الفلسطيني". أمر يدعو إلى السّخرية حقاً.

ومتى كانت القيادة الفلسطينية تهتم بقرارات المجلس المركزي أو غيره من المؤسسيات الفلسطينية؟

أريد هنا أن أذكر عزام الأحمد قرارات المجلس المركزي منذ العام 2015، وقرارات المجلس الوطني (د 23، 2018) تفيد كلها بوقف التنسيق الأمني وإعادة النظر في الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل بسبب تملّصها من الاستحقاقات المطلوبة منها ، فهل  اهتمت القيادة الفلسطينية بهذه القرارات. أكيد لا.

نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، هبّ أيضاً لحماية  "سيادة الرئيس"  حيث صرّح لنفس الإذاعة في نفس اليوم بأن الأسابيع القادمة ستشهد حراكاً فتحاوياً فصائلياً لبلورة موقف وطني نسير عليه خلال المرحلة القادمة".

مجدداً يضحكنا أبو ردينة كما أضحكنا زميله الأحمد... يتحدث أبو ردينة أيضاً في الحديث الإذاعي:

" عن عقد المجلس المركزي لوضع السياسات في القضايا الاستراتيجية وعن الخفلظ على الثوابت الفلسطينية وأهمها القدس وما جرى من تأجيل للانتخابات هو للحفاظ على هذه القاعدة".

عن أي ثوابت وطنية يتحدث أبو ردينة واتفاق "أوسلو"  والقيادة الفلسطينية رعت اتفاق أوسلو ووقعته عام 1993 ووضعته تحت جناحيها وهذا يعني أن القيادة الفلسطينية يا حضرة الناطق هي التي داست على الثوابت  الوطنية وهي التي وافقت على أن يكون وضع القدس الشرقية موضع مساومة مع إسرائيل، فيما يسمّى مفاوضات المرحلة النهائية.

وعن أي حراك فتحاوي يتحدث أبو ردينة وجبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" غير مقتنع أبداً بقرار تأجيل الانتخابات، وتوجد له خلافات عميقة مع حسين الشيخ عضو مركزية فتح وماهر فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، المقربان جدا من الرئيس عباس، والحديث يدور الآن حول نية الرجوب الإنسلاخ عن "فتح" وتأسيس إطار سياسي جديد. مرة أخرى كفاكم كذباً.

الرئيس الفلسطيني وقيادته يعرفون تماما من البداية أن إسرائيل لن توافق  على إجراء الانتخابات في القدس، يقول المحلل السياسي الفلسطيني  الصديق عمر حلمي الغول في مقال نشرته  صحيفة "الحياة الجديدة" في الأول من هذا الشهر:

" إن دول الاتحاد الأوروبي وقيادته طلبوا من شخص الرئيس ابو مازن إصدار المراسيم الرئاسية وتحديد الرزنامة الزمنية لإجراء الانتخابات، وهو ما حصل في 15 كانون ثاني / يناير الماضي (2021) على امل ان يأتوا بالموافقة، بيد انهم فشلوا،. الأمر الذي استوجب من شخص رئيس دولة فلسطين ورفاقه في القيادة تأجيل الانتخابات، وليس إلغاؤها لحين الحصول على الموافقة الإسرائيلية بتنفيذ برتوكول القدس لعام 1995".

من المؤكد أن الاتحاد الأوروبي أبلغ أبو مازن منذ فترة بعدم قدرته على إقناع إسرائيل، وليس قبل أيام قليلة وأعتقد بالتحديد بعد عودة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي من جولته الأوروبية.... فلماذا لم يتم إطلاع الشعب الفلسطيني على نتائج الزيارة؟

ثم يتحدث المحلل الصديق في مقاله:

"عن إلزام إسرائيل بالقبول باجرائها في القدس العاصمة"

 ولكن كيف؟

يقول الصديق الغول:

"عبر اعتماد برنامج مجابهة وطنية شاملة في القدس وكل الأرض الفلسطينية لوقف سياسة التغول والبطش وجرائم الحرب الإسرائيلية، ولعل ما جرى ويجري في القدس العاصمة خلال الأسابيع الماضية القليلة يمهد الطريق لصياغة برنامج عمل مشترك لكل القوى والفعاليات السياسية والثقافية والإعلامية".

 كلام جميل جداً يا صديقي.

 والسؤال المطروح: لماذا لم تفعل القيادة الفلسطينية  ذلك خلال فترة التحضير للإنتخابات  أو  في فترة المواجهات الأخيرة في القدس؟

الواضح من قرار تأجيل الانتخابات أنه لصالح الرئيس الفلسطيني محمود عباس لأنه ضمان  لبقائه في الحكم إلى أجل غير مسمى. بينما لو جرت الانتخابات في موعدها فلا ضمان لفوزه فيها.

ويبدو أن الكاتب والسياسي الفلسطيني ماجد كيالي على حق فيم قاله بمقال له في صحيفة العرب اللندنية:

"القيادة الفلسطينية حوّلت الحركة الوطنية الفلسطينية من حركة تحرر وطني إلى سلطة تحت الاحتلال، كما أن تلك القيادة لا تحترم حتى تنظيمها، بتغيير أهدافه ومنطلقاته، أو جعلها مجرد ديكور، لا علاقة لها بالسياسات فلا شرعية ولا سلطة دون انتخابات.. لا في المنظمة ولا في السلطة".

مواضيع أخرى متعلقة:

تعليق من د. احمد موسى: اسباب فتحاوية وراء تأجيل الإنتخابات الفلسطينية / مجلة الشراع 3 ايار 2021

 

الوسوم