قيادة القطيع / إعداد: الباحث الشيخ يوسف الغوش
مجلة الشراع 14 نيسان 2021
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يُساق القطيع ؟
تفسير نظرية القطيع أطلقت على سلوك الشخص داخل الجماعة عندما يقوم بالتصرف بسلوك الجماعة التي ينتمي لها من دون تفكير أو تخطيط.. فخلال الجماعة الواحدة يميل الأشخاص الأضعف و الأقل مركزاً إلى التصرف بسلوك من هم أعلى مركزاً أو أحسن حالة و ظيفية أو إجتماعية .
فنظرية القطيع التي ابتكرها عالم الأحياء هاملتون أوثانل سميث Hamilton Othanel Smith مثار نقاش و جدل واسع ، كونها أكثر النظريات الفلسفية و العلمية تطبيقاً و ملامسةً لواقع المجتمعات بصنوفها المختفلة .
ذلك أن نظرية القطيع استندت على طرفي المعادلة ما بين الحاكم و المحكوم و الراعي و الرعية و القائد و الجمهور في مختلف المستويات و الشؤون .
ما تفكّر نحن منفكّر عنك؟!
اعتادت الشعوب و خصوصاً العربية منها على اتباع القادة ( الملوك أو الرؤساء أو الزعماء… على اختلافهم ) ، فلم يكن سلوك القطيع في أغلب المجتمعات في الدول و الدويلات العربية مرتهن لسلوك و إرادة رأس القطيع ؛ بل ان مصير و نهاية القطيع نفسه قد إرتهنت لقيادة القطيع ، و سيق بها إلى وجهة غير معلومة ، فلم تعد تدري إلى أين ذاهبة !
فقيادة القطيع هي تحدد الوجهة، أما باقي القطيع فعليه أن يلتزم و يسير من دون أي تذمر [ مطأطأً رأسه ] ؛ فقد تعطلت جميع حواسه ، و بهذه الحالة يصبح الجميع عبارة عن نسخة طبق الأصل [ (copy paste) ] عن الآخر ، من حيث الشكل و المضمون و الفكرة و الجوهر …
و للدلالة على صحة هذه النظرية سأروي لكم حادثة في زمن جوزيف ستالين خلال حكمه الإتحاد السوفياتي :
و القصة فهي درس في الديكتاتورية و الدهاء السياسي ؛ أراد ستالين أن يلقنه لقادة الأجهزة الأمنية و الجيش..
فطلب دجاجة حية، و أمسك بها بقوة ، و بدأ ينتف ريشها بيده الأخرى، على الرغم من أن الدجاجة حاولت التحرك بقوة لتُخلِّص نفسها من هذا العذاب ، لكن من دون جدوى.
نتف ستالين ريشها بالكامل، و قال لأصدقائه: الآن لاحظوا ماذا سيحصل!؟
وضع ستالين الدجاجة على الأرض، و ابتعد عنها و بيده قليل من الشعير، فوجئ الجميع و هم يرون الدجاجة المرعوبة تركض نحوه و تتعلق ببنطاله، فرمى لها شيئاً من الطعام بيده و ابتعد ، و بدأ يتنقل في أرجاء الغرفة و الدجاجة تتبعه أينما ذهب!
عندها التفت ستالين إلى رفاقه المذهولين ، و قال بهدوء لأعوانه:
هكذا يمكنكم أن تحكموا الشعب ؛ أرأيتم كيف تلحقني هذه الدجاجة على الرغم من ما سبَّبته لها من ألم .
و هكذا سيقت الجماهير كالقطيع لمحاربة خصوم ستالين، و لتحقيق طموحاته ؛ و هذا سلوك القطيع في النفوس البشرية و الحيوانية !