بيروت | Clouds 28.7 c

لا حلّ في لبنان الى ما بعد بعد عون!!

مجلة الشراع 8 نيسان 2021

 

لم يعد الامر يحتاج الى شرح لواقع لبنان السياسي والمالي والمعيشي الذي ينافس الحالة الشعبية المذهبية والطائفية في ايها اكثر سوءاً:

الناس ام السياسيون ام الوضع المعيشي ام الاقتصادي...

والجميل ان الجميع يريد حلاً معترفاً بوجود مشاكل وعندما تبدأ طروحات الحلول يتمترس الجميع خلف عقد لا حلّ لها الا بالموت وهكذا يبدأ البحث بإعادة الحياة الى لبنان عبر الموت!

لبنان بلد المفارقات واولاها ان البعض يهدد خصومه الذين فقد الامل بالتعايش معهم بدل العيش المشترك بطرح الفدرالية وهو يتجاهل ان اللبنانيين يعيشون فدرالية حقيقية تتصاعد منذ عقود وكل منطقة في لبنان محكومة بما يشبه الفدراليات ما عدا العاصمة بيروت التي انتقل نصف سكانها الى جنوبها الشرقي وهي تشبه الآن عاصمة اتحادية لبلد مشكل من اتحادات كانت متعايشة حتى جاء ميشال عون في جريمة منظمة ارتكبها كل من سعد الحريري وسمير جعجع ولكل واحد منهما دافعه!

فما هو الحل؟

 الجنرال موت قد يفيد بتسريع الحل والموت لا يفرق في ساعته بين بني آدم وآخر  لكن يخشى الا يكفي الموت!

هل هناك مأساة اكثر من هذه؟

ان يكون مصير بلد وملايينه امام حائط صدّ صلد صلب تتكسر عند نطحه رؤوس رؤساء ومبعوثون وحسنو نية وهواة ومحترفون؟

لماذا هذه الصورة المأساوية؟

لأن الناس والعالم (تصوروا) يريد حكومة ولاحكومة جديدة في الافق حتى آخر عهد ميشال عون!

وقد مارس عون وما زال يمارس هوايته في حروب الإلغاء مركزاً مدفعيته وراجماته على إلغاء اثنين هما سعد الحريري وسمير جعجع..

ولن يشكل الحريري حكومة ليس فيها الثلث المعطل لعون ولو شكّلها من 30 وزيراً فعون يريد احد عشر وزيراً ليقول للحريري ستمشي كما اريد او لا حكومة وسيعيد اسقاطه ولو عاد الى السعودية وتآخى مع محمد بن سلمان..

نعم..

هناك حلّ آخر يعرضه عون على الحريري وهو ان يجلس الاخير مع باسيل ليشكلا معاً الحكومة المنتظرة كما شكلّا الحكومتان السابقتان منذ ارتكب الحريري وجعجع جريمة انتخاب عون عام2016

المفارقة الاغرب هي ان رئاسة الجمهورية قد تشهد اغرب حالة في تاريخ اي شعب او بلد في العالم وبعد انتهاء مدة عون بعد سنة ونصف...

ما هي هذه الحالة الغريبة؟

احتاج لبنان نحو 29شهراً لكي ينتخب رئيساً بعد انتهاء مدة حكم الرئيس ميشال سليمان في ايار 2008 فجاءعون. .. ولبنان مهدد بعد انتهاء مدته بفراغ يشابه الفراغ الذي اوصله الى الحكم

والفراغ سيستمر ايضاً مع شريك رئاسة الجمهورية في السلطة التنفيذية اي رئاسة الحكومة فلا رئيس حكومة مكلف سيؤلف ولن يعتذر أبداً ولا حكومة تصريف اعمال تمارس اكثر من هذه العبارة التي رسمها الدستور..

فمن يبقى؟

تلك هي اغرب المفارقات..

وهي انتخابات نيابية في موعدها فيلتقط الشيعة الفرصة بعنوان جذّاب هو الاحتكام للناس لمجيء مجلس نيابي يمنع الفراغ النهائي.. وهل يجروء اعداء او خصوم الشيعية السياسية على رفض اجراء الانتخابات النيابية وهم يبنون كل مشاريعهم السياسية على هذا الاستحقاق ؟!

تخيلوا ان بلداً لا حكومةً فيه ولا رئيس جمهورية (اذا سلمنا بأن عون سيغادر قصر بعبدا) فهل تتوقعوا الا تكون هناك انتخابات نيابية؟

الطامة الكبرى ستكون في وضع قانون انتخابي جديد بديل للحالي؟

لماذا طامة كبرى؟ لأن سمير جعجع وجبران باسيل مختلفين في كل امر حتى في جنس الملائكة ولكنهما متفقين على ان القانون الحالي مناسب مصيرياً لكليهما... فهل يرضي هذا سعد الحريري الذي اخرج منه القانون الحالي ثلث نوابه عندما كان يضحي باسم ام الصبي وكان جبران يغنم بصفته شريك آل الحريري؟

هل قرأتم في كل ما سبق حرفاً واحداً يتناسب مع الدستور؟

او جملة واحدة وردت في اتفاق الطائف؟

الم تروا بعد كل هذا ان ميشال عون الذي شنّ حرب الغاء دفع ثمنها المسيحيون وهو يرفض الطائف الذي ايّده البطرك صفير وسمير جعجع وصل الى مبتغاه عندما صار يتصرف وكأن هذا الطائف غير موجود؟

الى اين بعد كل هذا؟

فراغ على مستوى كل الرئاسات؟

وهل تظنون ان مجلس النواب هو اكثر من مؤسسة ادارة تفليسة تجتمع لتصرف مالاً لمنع العتمة وكل من فيها يعرف ان الصرف هو قرار دعم نهب منظم منذ اكثر من عشر سنوات؟ وهل ادارة التفليسه المسماة مجلس نواب تحمل صفة هيئة شرعية ( دعك من انها تسمى سلطة تشريعية)

فراغ حقيقي وفدرالية مقنعة فلماذا لا تطرح الامور كما هي في مصارحة للناس التي باتت على استعداد لتجرع اي سم وطني بعد ان افلسها اللصوص حكامها الذين انتخبتهم وهي على استعداد لإنتخابهم والهتاف لهم:

بالروح بالدم نفديك يا زعيم !!

السم المقبل ايها اللبنانيون هو مؤتمر تأسيسي ما عاد احدا في العالم يمنع اللبنانيين من تجرعه فهو الدواءالوحيد الباقي تحت عنوان التسوية..

التسوية المفترضة هي اقل الخسائر لوطن تصرف حكّامه فيه كمزرعة يملكون فيها الشجر والبقر والحجر والبشر

وفي حين ان الحكام يملكون مصير الشجر زرعاً وإقتلاعاً والبقر تربية وحلباً وذبحاً والحجر رمياً وبناءً ورشقاً فإن البشر سلموا رقابهم لحكامهم لينوبوا عن الله (رب غفرانك) في تقرير مصيرهم..

وهل هناك مصير اشدّ سواداً من هذا حتى تصبح الفدرالية حلاً والمؤتمر التأسيسي مخرجاً ؟

حكّام اوصلوا وطنهم الى هذا المصير يستحقون الضرب بالصرامي القديمة

الوسوم