مجلة الشراع 31 آذار 2021

يكاد لا يصل العالم ويصلنا من روسيا منذ ان تسلّم ضابط الاستخبارات الروسية السابق فلاديمير بوتين  الحكم في بلاده سوى ممارسة هذا الشخص أسوأ ما مارسه السوفيات في جمهورياتهم التي ناهزت الثلاثين من قمع الحريات وتصفية المعارضين ثم اعتماد ثقافة المحدلة واقتحام الدبابات البيوت والمدارس والدور الصحفية والمستشفيات !

اجتاحت الدبابات السوفياتية،

 بودابست عاصمة المجر عام 1956 بعد رحيل الدموي الجورجي حاكم الاتحاد السوفياتي بثلاث سنوات..

اجتاحت الدبابات السوفياتية،

 عاصمة تشيكوسلوفاكيا براغ عام 1968 القضاء على ربيع براغ الذي قاده الكسندر دوبتشيك..

وعندما تسلم ضابط الكي. جي . بي  KGBالسابق فلاديمير بوتين سلطة الكرملين طبّق أسوأ ما فعله السوفيات ضد المعارضين الروس متحالفاً مع المافيات التي عقد معها تحالفات يضمن لها فيها الحماية مقابل تزويد استخباراته المال الذي تحتاجه لعملياتها القذرة في الداخل وخصوصاً في الخارج ضد المعارضين الروس ثم افلت العقال لدباباته ونيران مدفعيته وراجماته التي تحمل من دون مصادفة اسم اورغ ستالين لدك المدن الثائرة ضد حكمه كما في جورجيا ثم في الجمهوريات الاسلامية المنضوية قسراً في اتحاده الروسي في حرب تشبه حروب الابادة العنصرية...

كل هذه الخطايا في التعامل حملها بوتين ليطبقها بالحديد والنار على الشّعب السّوري وخصوصاً المدنيين منهم فصبّ حمم مدفعيته وقذائف طائراته وصواريخه على منازل السوريين الطينية وعلى مدارسهم وخصوصاً على مستشفياتهم ليحقق هدفه المباشر وهدف بشّار الاسد وهو إخلاء المدن والقرى السورية من سكانها باغلبيتهم السنية..

ومعظم المهجرين السوريين قسراً من بلادهم وقد بلغت اعدادهم وفق تقديرات المنظمات الدولية نحو عشرة ملايين انسان سوري هربوا بعد ان بلغت همجية بوتين ضد الشعب السوري مداها.. فما ابقت منازل للسكن ولا مدارس للتعلم ولا مستوصفات او مستشفيات للتطبب وكانت طائراته تستهدف سيارات اسعاف تهرع لنجدة مصابين من سقوط مباني فوق ملاجئهم بعد قصفها من طائرات الهمجي!

وكل مزاعم بوتين،

 عن انه ارسل طائراته وصواريخه الى سورية لتخليصها من جماعات داعش الإرعابية ساقطة...  بعد ان كشفت وسائل الاعلام الغربية كيف اطلقت سلطات بوتين سراح جماعات داعش من سجون روسيا ليتوجهوا الى سورية عن طريق تركيا لتشويه سمعة الثورة السورية ضد اسرة آل الاسد..

 وقد افسح بوتين المجال لتوجه داعش الى سورية ليبرر همجيته ضد الشعب السوري المظلوم !

اما الامر الاكثر خطورة،

فهو تشكيل بوتين مظلة حماية ودعم العدو الصهيوني المحتل لارض عربية هي فلسطين وفي سورية وفي لبنان وافساح المجال امام طايرات العدوّ لقصف اي منطقة في سورية...

وعملياً،

انضمت روسيا في عهد بوتين الى الولايات المتحدة الاميركية في حماية ودعم العدوان الصهيوني على العرب وهذه العدوانية الروسية ضد العرب معاكسة للموقف السوفياتي الصديق للعرب طيلة عقود.. 

وهكذا

اخذ بوتين أسوأ سياسات الاتحاد السوفياتي وتخلى عن افضل سياساته خصوصاً في الصراع العربي - الصهيوني

الشراع في 31/3/2021