بيروت | Clouds 28.7 c

الشرطة الإسرائيلية تقتل عربيا من ذوي الاحتياجات الخاصة -  القدس المحتلة / أحمد حازم

مجلة الشراع 30 آذار 2021

* مركز عدالة: العرب أعداء في إسرائيل ودمهم مباح

*العنصرية ضد العرب تتوسع في الكيان الصهيوني بشكل دراماتيكي

العنصرية مكروهة ومبغوضة في كافة الأعراف الدولية وفي الدول التي تحترم نفسها. أمّا الدول التي تزدهر فيها العنصرية وتلاقي غض طرف من أنظمتها، وهي نفسها مكروهة عالمياً، وما يعيشه المواطن العربي في الكيان الصهيوني الذي يسن قوانين عنصرية إلاً مثالاً على  ذلك.

الشاب منير عنبتاوي (33) عاماً من مدينة حيفا الساحلية، الذي استشهد برصاص الشرطة، لم يكن الأول ولم يكن الأخير الذي يتعرض لعملية قتل عنصرية بالدرجة الأولى.

 لم يقتل منير على يد إرهابي يميني، ولا نتيجة خلاف عائلي، ولا بسبب صراع على تجارة محرمات، بل على يد شرطي من المغترض أن يكون الحامي له والمدافع عنه وليس قتله.

ماذا فعل منير؟

الشرطة تدعي بأنه كان يحمل سكيناً وهدد رجال الشرطة "قلّوا كذبة قلّو من كبرها"... الشرطة كاذبة في كل المعايير.

أعرف الشاب الحيفاوي منير عنبتاوي عن قرب، وأعرف أنه كان من ذوي الإحتياجات الخاصة كما ذكرت شقيقته، وأعرف أنه لم يؤذ حتى نملة في حياته، لا يعرف الشر  ويساعد من يحتاج لمساعدة.

لا يعرف العنف أبداً.

إنسان في منتهى البساطة.

أنا أعرف أن رجال الشرطة يكذبون في كل ما يتعلق بالعرب، فهم تربوا على التعامل العنصري مع المواطنين العرب، يضربون ويقنلون دون حسيب أو رقيب وإن كان هناك عقاب فهو عقاب صوري فقط. فإذا كان الشرطي هو قاتل عربي  فهناك مبررات كثيرة للقتل، وإذا كان القاتل يهودياً، فإن يهوديته تغفر له أو أن حكماً بسيطاً بصدر بحقه. لكن إذا كان القاتل عربياً والمقتول يهودياً،  فإن الدنيا تنقلب ولن يفلت القاتل من حكم المؤبد، وكأنهم شعب يجري دم في عروقهم وفي عروقنا يجري ماء.

لنفترض أن الشاب البسيط منير كان يمل سكيناً حسب رواية البوليس، فهل هذا مبرر لقتله؟

كيف يمكن لشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة أن  يحمل سكيناً ويهدد رجال شرطة؟ ألم يتدرب هؤلاء على مواجهة من يحمل سكيناً أو مسدساً أو أي سلاح آخر؟

لماذا لم يطلقوا النار على رجليه مثلاً؟

لماذا أطلقوا عليه ثلاث رصاصات في بطنه وظهره حسب أقوال شقيقته؟

أليست هذه عملية قتل نابعة عن حقد؟

وأي حقد مثل هذا؟

لنفترض أن العربي منير كان يهودياً فهل يتم قتله بهذه الطريقة البشعة؟ أكيد لا... هذه دولة "قانون القومية" العنصري. شامير رئيس الوزراء السابق الذي يفتخر بماضيه الإرهابي ضد الفلسطينيين قالها ذات يوم "اننا أعداء لليهود ويجب إبادتنا انطلاقاً من تعاليمهم التوراتية.

هكذا كتب شامير  في مقال له في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ألم يدخل الإرهابي اليهودي  كاهانا المسجد الإبراهيمي في الخليل ويقتل أكثر من عشرين فلسطينياً بكل دم بارد انطلاقاً من حقدد على العرب؟

ألم يقم  جندي يهودي بقتل مواطنين عرب من مدينة شفاعمرو في إحدى الحافلات انطلاقاً من دافع عنصري؟

هكذا تعلموا في مدارسهم: كره كل ما هو عربي، وهكذا تربوا ونشأوا في بيوتهم.

وهل ننسى ما حدث في بلدة  كفر كنا في الجليل؟

التاريخ يعيد نفسه: فقد قامت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، في إحدى ليالي شهر نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2014 بقتل شاب من بلدة كفركنا يُدعى خير حمدان زاعمةً أنّه حاول طعن أحد عناصرها بالسكين...

وبحسب رواية الشرطة الإسرائيليّة الرسميّة فإنّ حياة القوات تعرضت للخطر، فاضطروا لإطلاق النار على الشاب... رواية كاذبة طبعاً، ومن يصدق أن شابا يحمل سكينا بهدد عشرات من رجال الشرطة؟... كلهم كذابون. 

مركز "عدالة" العربي المختص بالقانون يرى أن قيام الشرطة الإسرائيلية  بفرض أمر حظر النشر على تفاصيل أحداث قتل يعتبر  مؤشرا جديا على نية الدولة بالتغطية على الجرائم وإغلاق الملفات، كما فعلت في الكثير من جرائم الشرطة ضد المواطنين العرب من قبل، وعلى رأسها ملفات شهداء هبة أكتوبر 2000 وملف الشهيد يعقوب أبو القيعان. وفي حين يبقي أمر حظر النشر العديد من التساؤلات بلا إجابة رسمية، لكنها معروفة للجميع، تبقى حقيقة واحدة واضحة مثل عين الشمس، أن الشرطة لا تزال تتعامل مع العرب كأعداء ودمهم مباح” .

رحم الله الشهيد منير، وستظل حكاية قتله وصمة عار سوداء في تاريخ الدولة العبرية.

 

الوسوم