بيروت | Clouds 28.7 c

قراءة في انتخابات الكنيست الإسرائيلية..  القدس المحتلة / أحمد حازم

مجلة الشراع 26 أذار 2021

  • تنافس بين صقور اليمين واحتمال الذهاب لانتخابات جدبدة
  • رئيس الجكومة الإسرائيلية  المقبل  يحدده النواب العرب
  • تراجع قوة "العلمانيين" العرب  وصعود مفاجىء للإسلاميين

 أظهرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية  أنها  "انتصار كبير لليمين بشكل عام وحزب الليكود بشكل خاص"، ووفق الاستطلاعات فإن الكتلة اليمينية المؤيدة لنتنياهو حصلت على 59 مقعدا وبذلك فإن الصراع يدور بين أقطاب اليمين على رئاسة الحكومة، وبالرغم من أن حزب "الليكود " اليميني بزعامة نتنياهو حصل على 30 مقعداً في انتخابات الكنيست الأخيرة، ويعتبر أقوى حزب في الكيان الصهيوني، إلا أنه لن يستطيع تشكيل حكومة لوحده لأنه بحاجة إلى 61 نائباً من أصل 120 نائب في الكنيست. وبهذه الحالة لا بد له من إجراء مشاورات مع أحزاب أخرى تمكنه من تأليف الحكومة. منافسه الرئيس على منصب رئاسة الحكومة الإسرائيلية هو  يائير لابيد  زعيم حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل)، وحصل على 18 مقعدا، أي أن الفارق كبير جداً بين قوة الشخصين، علماً بأن لابيد مصنف سياسياً كسياسي مناهض لنتنياهو.

 الصورة النهائية للانتخابات الإسرائيلية، تبدو على الشكل التالي كما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية: حصل الليكود على 30 مقعدا، يش عتيد 17 مقعدا، شاس 9، ازرق وابيض 8. وهناك أربعة أحزاب لها سبعة مقاعد: يمينا، حزب العمل، يهدوت هتوراة، ويسرائيل بيتينو. والأحزاب الأربعة التي تشغل ستة مقاعد هي القائمة المشتركة(عربية)، ميرتس، أمل جديد، والحزب الصهيوني الديني.

 صحيح أن  نتنياهو هو الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة، لكن من دون أي ضمانات، إذ إنّ الأمر رهن بمدى قدرته على تشكيل ائتلاف يحظى بالغالبية في الكنيست، رغم أن حزبه "الليكود" أصبح  أكبر قوة سياسية في إسرائيل إذ يتقدّم بفارق 30 في المئة عن الحزب الثاني، وهذه أكبر فجوة" في تاريخ الانتخابات في الدولة العبرية.

اليميني جدعون ساعر الذي انفصل عن حزب "الليكود" وأسس حزب "أمل جديد" حصل على سنة مقاعد لكنه يرفض رفضاً باتاً تأييد نتنياهو في تشكيل الحكومة، وكذلك أفيغدور ليبرمان رئيس حزب "‘سرائيل بيتنا" والذي فاز بسبعة مقاعد. وإذا ما فكر ساعر أو ليبرمان في النهاية الانضمام لنتنياهو (وهذا أمر مستبعد عى الأقل لغاية الآن) فإنه يستطيع تشكيل حكومة.

وفيما يتعلق بالمعسكر الأخر الرافض لنتنياهو والذي يتكون من 61 نائباً فإنهم مختلفين فيما بينهم لوجود أحزاب ترفض الدخول مع ائتلاف يشمل نواباً عرب. وإذا أصر ليبرمان  وساعر  على البقاء خارج دائرة نتنياهو فما عليه سوى التوسل للعرب لمساعدته في تشكيل الحكومة.

تغيير جذري حصل  في الخارطة الحزبية  بظهور حزب عربي إسلامي يعتبر بيضة قبان في تشكيل أي حكومة إسرائيلية مقبلة. هذا الحزب يسمى "الحركة الإسلامية الجنوبية" التي خاضت الانتخابات بقائمة تحمل اسم "القائمة العربية الموحدة".

والجدير ذكره أن "الحركة الإسلامية" في الداخل الإسرائيلي منقسمة إلى قسمين منذ منتصف التسعينات: " الحركة الإسلامية الشمالية برئاسة الشيخ رائد صلاح الذي يرفض انتخابات الكنيست ويقاطعها كلياً، و"الحركة الإسلامية الجنوبية" الممثلة في الكنيست.

وهناك قائمة عربية ثانية تحمل  اسم "القائمة المشتركة" وهي ثلاثية التركيب من أحزاب علمانية وقومية:( الجبهة الديمقرطية للسلام، التجمع الوطني الديمقراطي والحركة العربية للتغيير) وهذه القائمة حصلت على ستة مقاعد، لكنها  ترفض كلياً التعامل مع نتنياهو.هذه القائمة تراجعت قوة أحزابها بشكل كبير جدا، فبينما حصلت هذه الأحزاب على 11 مقعداً في الدورة الانتخابية الماضية فإنها حصلت على نصف هذا العدد في الانتخابات الحالية.

 أما النائب منصور عباس رئيس "القائمة العربية الموحدة " الإسلامية الجنوبية الذي حصلت قائمته على أربعة مقاعد، فكثيراً ما أعلن عن استعداده لدعم أي مرشح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية أكان ذلك نتنياهو أو غيره، بشرط تنفيذ مطالبه. ولذلك  لا يبقى أمام نتنياهو سوى إبرام صفقة مع منصور عباس ليضمن تكليفه برئاسة الحكومة، لأنه سيكون لديه 63 صوتاً بسبب الدعم العربي.

وفي حال تراجع منصور عباس عن موقفه من دعم نتنياهو أو غيره، وإصرار ليبرمان  وساعر على الابتعاد عن نتنياهو وعن المعسكر الآخر، فإن رياح انتخابات جديدة ستهب قريباً . لكن بما أن السياسة فن الممكن  فليس من المستبعد، أن يطرأ تغييرات على خارطة ائتلاف الأحزاب قد تسفر في النهاية إلى تشكيل حكومة. لكن الأمر الواضح الآن أن مصير نتننياهو ضبابي.

 

الوسوم