بيروت | Clouds 28.7 c

الحذر الحذر يا سعد / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 22 آذار 2021

 

اول الحذر هو من تفلت شارعك السّني الذي يبدو انه كلما تشدّدت في وجه عون وصهره الصغير استعدت حماسه لك...

وقد كان انتحارك السياسي في جريمة انتخاب عون منذ اربع سنوات ونصف سبباً لإنفضاضه عنك وكم حذرناك بقولنا لك:

جمهورك ثم جمهورك ثم جمهورك..

من مواطن لبناني الى الرئيس الحريري: كأن لبنان قائم على تضحياتك بجمهورك ورئاسة الحكومة✔? )

واليوم نحذرك وندعوك لأن تلتفت لجمهورك الا يستفز بالضمة على الياء والا يستفز بالفتحة على الياء الثانية..

احرص على ان يضبط جمهورك الاعصاب والا ينزل الى الشارع تأييداً ومبايعة او دفاعاً عنك امام اي استدراج للإيقاع بك..

احرص على عدم المشاركة في اي محاولة لقطع الطرقات خصوصاً طريق الساحل الجنوبي بين بيروت وصيدا.. لأن قطع الطرقات هو تعطيل ما تبقى من مصالح الناس فضلا عن انه دعوة لإقتتال اهلي هو نقيض مشروع رفيق الحريري وانت اول المؤتمنين عليه..

إحرص يا دولة الرئيس على ان ينأى جمهورك عن اي محاولة شغب في اي مكان في لبنان وخصوصاً في بيروت وفي الشمال حيث عروس الحراك الشعبي طرابلس وفي البقاع حيث الطريق الاكثر مدعاة للسلوك المدني السلمي وربما الاكثر اهمية من طريق بيروت -صيدا

إحرص يا دولة الرئيس وبعد ان صارحت اللبنانيين من قصر بعبدا الا تزيد من تخوفاتهم بعد موقفك الذي استعدت فيه موقعك الدستوري ومكانتك الشعبية وحضورك العربي والدولي

اخرج الى الإعلام بهدوء وموضوعية: اشرح ولا تستفز

وجّه رسالات ودّ للجميع لتسحب اي فتيل ينتظر ابسط النار ليشتعل في اليباس المسيطر والذي لا ينافسه الا اليباس السياسي الحاكم

  دولة الرئيس سعد الحريري

الآن الآن وقبل اي امر آخر تواصل مع الرئيس نبيه بري لتقتل اي محاولة تسعير نار مذهبية مضبوطة حتى الآن بين السنة والشيعة، وتواصل بكل السّبل مع حزب الله لضبط المشاعر المذهبية..

دولة الرئيس

معركتك هي مع ميشال عون وصهره الصغير فإحرص على ان تظل في اطارها الدستوري وفي لجم شبق الإثنين الى السلطة وقد فضحتهما بما فيه الكفاية من عقر الدار الفانية في بعبدا ولا تقاربها من اي زاوية اخرى

لا من زاوية تحالفهما مع حزب الله

ولا من زاوية تمثيلهما المسيحي

اضبطها في اطارها السياسي - الدستوري واحتكم الى المؤسسات الدستورية واولها المجلس النيابي ودائماً مع نبيه بري

دولة الرئيس وانت تلتقي مع خصوم عون وصهره الصغير احرص على ان تفصل اوراقك الدستورية والشرعية الوطنية عن حساباتهم التي كثيراً ما احرقت اصابعك واطراف اثوابك منذ 2008 وحتى اليوم !

معركتك وطنية وليست شخصية

معركتك لمصلحة الدستور والشرعية فلا تستمع الى من يريد فقط شدّ العصب السّني للسنّة بل هو العصب الوطني للحل سلمياً

لا تسمح بأن يعيدك احد الى ما بعد 2005 بعد اغتيال الرئيس المظلوم رفيق الحريري..

وتنبّه واحذر بأنه وقد نجوت من محاولة عون وصهره اغتيالك بالسياسة ثانية بعد الاغتيال السياسي الاول حين ارتكبت جريمة انتخاب عون عام 2016.. فإن اعداء لبنان قد يقدمون على اغتيالك او / و اغتيال من يمكن لغيابه تفجير الوضع مأساوياً في لبنان

ان اسقاط اي مخطط لقتلك يبدأ من ضبط النفس والشارع والمؤيدين والانفتاح على الغيارى على الوطن وعلى استقراره

دولة الرئيس ..

لقد كسبت جولة مهمة لمصلحة لبنان ونحن ندعو كل حريص على ما تبقى من الوطن ان يلاقيك في منتصف الطريق وحبذا لو يكون هؤلاء من كل الاطياف وليس من السنة فقط.. ويجب ان نعترف ان اقتراب الآخرين منك متوقف في جزء كبير منه على حسن مخاطبتك لهم وللناس

 دولة الرئيس

لقد اقدمت على خطوة مهمة في مصارحتك اللبنانيين من قصر بعبدا بما ومن يعطل تشكيل الحكومة

يبقى ان تطل على اللبنانيين لتشرح لهم او تقدم لهم تصوراً عما يمكن لحكومة الــwaiting List  المنتظرة ان تعطي للبنانيين في ظلّ ازماتهم المتلاحقة من دون ان ننسى مخاطر كلمتك في بعبدا من زاويتين: استمرار تدهور العملة الوطنية ومن زاوية المخاطر الامنية وسعار المشاعر المذهبية والطائفية

  اخرج الى الناس وخاطبهم :

 - كيف ستسترد الاموال المنهوبة من جيوب اللبنانيين منذ ثلاثة عقود وكثير من الناهبين هم من جماعاتك الخاصين؟

 - وهل ستبدأ بهم لتستقطب عقول وقلوب وثقة الناس؟

 - ماذا ستفعل في ملف الطّاقة التي هدرت اكثر من نصف الدين العام على اللبنانيين؟

 - ماهو مشروعك لتطهير لبنان من مجالس النهب في الانماء والإعمار والجنوب والمهجرين؟

 اقسم بالله بأنك لن تسمح بتمرير مشروع في لبنان من دون العودة الى مقاييس دائرة المناقصات واسقاط كل مشروع يحاول الزبانية خصوصاً من حولك تمريره بالتراضي ..

هذه وغيرها الكثير يا دولة الرئيس ولعلنا لا نثقل عليك اذا قلنا ان بدء العمل بهذا سيسقط الكثير من جدران الحصار  خصوصاً العربي من حولك

دولة الرئيس إن ما ينتظرك هو الذي ما يريد الناس ان يرونه  ولعلك تعلم هذا وما كنت لتقدم لولا ايمانك هذا...

وما عاد بإمكانك التراجع، تلك هي المسألة

 

الشراع في 22/3/2021

الوسوم