بيروت | Clouds 28.7 c

موسكو  تستقبل "عدوين لدودين"... وفد من حزب الله وآخر من إسرائيل / بقلم أحمد حازم 

  • جنرال صهيوني: نتوقع مهاجمتنا بألفي  صاروخ يومياً إذا نشبت الحرب

  • صحيفة روسية: حزب الله يريد أن يعرف ما إذا حصل تغير في الموقف تجاه الأسد

القدس المحتلة / أحمد حازم

مجلة الشراع 22 آذار 2021

الدبلوماسية الروسية تنشط في الفترة الأخيرة لصالح إسرائيل، التي  يلجأ رئيس حكومتها نتنياهو إلى الاستعانة بصديقه الرئيس الروسي بوتين في الأوقات الحرجة لمساعدته. فمن دuم روسيا في إعادة دبابة إسرائيلية كانت قد اغتنمتها سورية في حرب عام 1982 ، إلى استعادة فتاة إسرائيلية دخلت الحدود السورية خلسة، إلى المساعدة المبذولة روسياً لإرجاع بقايا عظام الجاسوس الإسرائيلي كوهين، الذي كاد أن يصل إلى منصب رئيس حكومة في سورية،  تستمر النشاطات "البوتينية" في خدمة نتنياهو.

المعروف أن حزب الله هو االمقاوم رقم واحد لإسرائيل، التي تحاول دائماً وضع حد لممارساته عسكرياً وضبط تحركاته والعمل على معرفة كل شيء حول مخططاته المستقبلية، ولا سيما عن قوته الصاروخية.

 في الأيام القليلة الماضية كثفت إسرائيل من وتيرة تحركها الدبلوماسي للضغط على حزب الله. وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن زيارة خاطفة لوزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إلى موسكو بدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف. والغريب في الأمر أن هذه الزيارة جاءت مع وجود وفد من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد في زيارة لموسكو، بدأها في الخامس عشر من الشهر الجاري واستمرت حتى  السابع عشر منه، بدعوة أيضا من الخارجية الروسية. وتأتي الزيارتان بالتزامن مع بدء الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين الثلاثاء الماضي جولة أوروبية برفقة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، شملت كلا من ألمانيا والنمسا وفرنسا.

 توقيت هذه الزيارات لم يكن صدفة لا سيما تزامن زيارة الوفدين الإسرائيلي وحزب الله، حيث يعتقد محللون سياسيون بوجود مساعٍ روسية حثيثة لتطبيع الأوضاع الحدودية الملتهبة بين الطرفين، خصوصاً أن روسيا هي المرجع الأساس لإسرائيل في كل الأمور التي تتعلق بسوريا وحزب الله. 

ويرى خبراء في المنطقة، أن دعوة  روسيا لوفد من حزب الله لها أكثر من هدف، وقد تكون مشكلة تشكيل الحكومة اللبنانية ومشكلة الحدود اللبنانية الإسرائيلية من المواضيع التي تم بحثها لا سيما وأن قضية الحدود البحرية  مع إسرائيل قضية مهمة جداً للجانب اللبناني.. فهناك مناطق بحرية يدور عليها خلاف وأن الجانب اللبناني الرسمي متمسك بموقفه، خصوصاً أن هذه المناطق البحرية يوجد فيها كميات هائلة من الغاز الطبيعي.

المحلل السياسي الروسي إيغور سوبوتين، قال في مقال له في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، حول الهدف الحقيقي لزيارة وفد حزب الله إلى موسكو: "على الرغم من حقيقة أن أحد الأهداف المعلنة للرحلة هو مناقشة المأزق السياسي اللبناني، يرى الخبراء أن ممثلي "حزب الله" يريدون أن يعرفوا من موسكو ما إذا كانت هناك أي تغييرات في موقفها تجاه الرئيس السوري بشار الأسد"

ويعتقد بعض المحللين بأن عملية تطبيع الأوضاع الحدودية الشائكة بين الجانبين، ليس بالأمر السهل وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه بدون ضوء أخضر إيراني. وهنا يكمن الدور الروسي، كون موسكو ترتبط بعلاقات وثيقة جداً مع إسرائيل، ويوجد بينهما تنسيق قويّ، كما يوجد لها علاقات قوية ومؤثرة مع الجانب الإيراني، وأبضاً مع الجانب السوري. ولا ننسى أيضاً أن قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية السورية احتضنت لقاء بين مسؤولين إسرائيليين وسوريين بداية العام الجاري. نقطة مهمة أخرى وهي العلاقة المميزة مع حزب الله، الذي تقاتل قواته جنباً إلى جنب مع القوات الروسية في سوريا، الأمر الذي يسمح بشكل كبير بنجاح مساعي روسيا لضبط إيقاع الوضع بين إسرائيل وحزب الله المدعوم إيرانيا.

 في شهر شباط/ فبراير الماضي أطلق حزب الله  صاروخ أرض – جو متطور على طائرة إسرائيلية بدون طيار كانت تحلق فوق الأجواء اللبنانية، صحيح أن  الطائرة لم تسقط لكن الدوائر العسكرية الإسرائيلية اعتبرت أن ما حدث يعد تطورا خطيرا، لأنها المرة الأولى التي يقوم فيها حزب الله باعتراض طائرة إسرائيلية تنتهك الأجواء اللبنانية. لذلك قامت إسرائيل مؤخرا بالتصعيد من تحذيراتها تجاه حزب الله.

الجنرال الإسرائيلي أوري جوردين اعترف قي صحيفة“بي شيفا”الصادرة في القدس، بأن الإسرائيليين قد يتعرضوا للضرب بألفي صاروخ يومياً إذا نشبت حرب مع حزب الله في المستقبل. لكنه حاول طمأنتهم بالقول:" أنهم لا يستطيعون هزيمتنا في ساحة المعركة، لذلك يحاولون نقل الحرب إلى جبهة ثانية، وهي منازلنا ومدننا ويجب أن يعرف أعداؤنا على الجبهات المختلفة أنه عند الحاجة سنفعّل قوة عسكرية لم يسبق لها مثيل من قبل”.

ويبدو واضحاً أن إسرائيل ومن خلال تكثيف نشاطها الدبلوماسي في أوروبا تحاول ضرب عصفورين في حجر واحد: خلق ضغط أوروبي فعال على إيران بشأن برنامجها النووي، وبالتالي إرغام إيران على وقف دعمها لحزب الله، من خلال أن يتضمن أي اتفاق دولي مع طهران بندا ينص على وقف دعمها لحزب الله.

وبذلك فإن إسرائيل، كما يعتقد محللون، تراهن على تغير في الموقف الأوروبي حيال حزب الله حيث ظهر ذلك في إقدام عدة دول أوروبية من بينها ألمانيا على تصنيفه ضمن التنظيمات الإرعابية .

 

 

الوسوم